طلال عبدالله الخوري
اصبح من الواضح بأن ايران الولي الفقيه هي التي تحكم سوريا ولبنان, حيث يتحكم هذا الحاكم بفرمانات الهية بالشعب السوري واللبناني حتى اكثر من تحكمه بالشعب الإيراني, فعلى الأقل في ايران هناك معارضة تستطيع ان ترفع صوتها بوجه الولي الفقيه, اما في سوريا ولبنان فإن الحاكمين لهذين البلدين بالإنابة عن الولي الفقيه, وهما حسن نصرالله وبشار الأسد فلا يستطيع احد ان يرفع صوته بوجيهيهما القبيحين لا من الشعب السوري او الشعب اللبناني.
لقد حول الولي الفقيه, عن طريق ارهاب اللبنانيين بالتسليح الحصري لحزب الله, لبنان الذي كان ينعم بالحرية والديمقراطية الى بلد الأكاذيب, حيث اضحى الجيش اللبناني والبرلمان والحكومة والديمقراطية عبارة عن وهم واكاذيب، أما من يحكم للبنان فعلياُ فهو الحزب الألهي المأتمر بأمر خامنئي.
لقد استطاع المحنك حافظ الأسد ان ينتزع هذه السطوة لهذا الحزب الإلهي عبر إتفاق الطائف المشؤوم, وعيون العرب تتفرج ولم تنبس ببنت شفه, ومنذ ذلك الحين اصبحت قوة نصرالله هي القوة الفاعلة الوحيدة بلبنان وتأتمر بأمر طهران, اما اللبنانيون فلم يبق لديهم من قوة سوى السنتهم والتي يتم قطعها اذا تجاوزت الخطوط الحمر التي اقرها الولي الفقيه, كما حصل مع اغتيال النائب جبران تويني ومحاولة قتل الصحفية مي شدياق.
قام الإمعة بشار الأسد تنفيذاُ لتوجيهات وإستشارات الولي الفقيه بعدة محاولات لتصدير ازمته مع الشعب السوري الى دول مجاورة مثل لبنان وتركيا, من اجل توسيع وزيادة معاناة السوريين وإطالة امد حكمه الزائل عاجلاً أم أجلاُ.
فعلى الجانب التركي, قام هذا الإمعة بعدة محاولات قصف للقرى التركية المحادية مع سوريا وقتل العديد من مواطنيها الآمنين, ولكن لحسن الحظ فهمت تركيا هذه المحاولات البائسة للولي الفقيه لتصدير ازمته وكسب الوقت, وكان الرد التركي بكثير من الحنكة والتأني ولم تنجر لهذا الفخ الإيراني وافشلت خطتهم بتدويل الحرب لانقاذ حكم بشار الاسد وبالتالي زيادة معاناة السوريين.
اما على الجانب اللبناني فقد أعترف حسن نصر الله أن طائرة التجسس التي كانت بدون طيار تم إطلاقها من لبنان من قبل حزب الله إلى الأجواء الاسرائيلية في مهمة استطلاعية. أي أن حسن نصر الله لم يبال لا بالدولة اللبنانية ولا بالشعب اللبناني واعلن بكل وقاحة بانه الحاكم الفعلي للبنان, اما رئيسها ميشال سليمان، ورئيس وزرائها نجيب ميقاتي، و كل السلطات الثلاث في لبنان والجيش اللبناني هي سلطات صوتية وليس لها اي اثر, فمن يقرر الحرب والسلام في لبنان هو الولي الفقيه الايراني وفقا لمصالحه الإلهية.
لقد اراد الولي الفقيه من هذه الطائرة والتي سموها “ايوب” تصدير ازمة الاسد مع شعبه, الى الأجواء اللبنانية الإسرائيلية في محاولة لخلق بؤرة صراع جديدة في المنطقة لتخفف الضغوط على بشار الاسد، ولخلط اوراق اللعبة وإدخال إسرائيل كطرف في القضية السورية , ومرة ثانية ولحسن الحظ لم تقع اسرائيل في الفخ، واكتفوا بإسقاط الطائرة دون أن يقوموا بأي إجراءات انتقامية.
عمليا هذه الطائرة ليس لها اي فائدة عسكرية, ويستطيع اي طالب هندسة ميكانيكية ان يبني مثل هذه الطائرة ويزودها بكاميرا تلفزيونية, وكل اجزائها متوفرة بالسوق العالمية ويمكن تجميعها وتركيبها بسهولة, بما فيها مواد الإخفاء ذات التقنية العالية, “والصور التي التقطتها موجودة بجودة اعلى بكثير على “جوجل ماب على الانترنت
من هنا نستنتج بان الامعات نصرالله وبشار الاسد يقومون بألعاب صبيانية من رمي فيتشات على تركيا وطائرات هواة على اسرائيل لكي يظهروا للرأي العالم العربي بأنهم يمانعون اسرائيل, ولكن الانفتاح والانترنت افشلت محاولتهما البائسة, فالشعوب العربية اصبحت تعرف بانهم بهلوانان دجالان وهم يتوقعون في المحاولات التالية, ان يكشفوا عن عوراتهم ومؤخراتهم على شاشات التلفزيون اذا كان هذا يساعدهم على كسب الوقت من اجل قتل الشعب السوري وبناء ايران لمشروعها النووي.