كل شخص يملك انتماء لفكر لأيدولوجيا لدين لرؤية معينة تخلق به الحجج والقناعات وتكون لديه كنمط عيش او حجج وبراهين في وعيه وسلوكه وهذا يختلف من فرد لفرد حسب دوره في المجتمع ونشاطه. وينطلق للمطالبة في تحقيقها في المجتمع او نقاشها مع الأخرين وتاويلها
هنا تواجهنا معضلة بين دور الفرد بهذا الذي يملكه من قناعات وايمان وبين حاجة المجتمع التي من الممكن وبعض الأحيان ان لا تتلاقى مع قناعاته التي يمتلكها.
لكن السؤال هنا من الذي يحدد جاجة المجتمع ماهي المعايير والمقاييس لهذا الامر؟
يقال حاجة المجتمع هي من حاجة الافراد والجماعات المنتمية لهذا المجتمع وهذا امر حتمي وضروري في سيادة الشعب وحكم نفسه بنفسه وايضاً حاجة الفرد بأن يعبر عما بقناعاته وحججه في المجتمع لتحقيق دوافعه البشرية
لنتفق بانه لا يمكننا الاستغناء عن العلوم والأبحاث المنهجية التي توصل اليها الباحثين في هذا ونأخذ مثال على هذا. ان اتفاقنا الجيد بهذا واجماعنا سيجعلنا نحقق خطوة جديدة في التخلي عن آرائنا الشخصية ومواكبة المجتمع باختلاف جماعاته المكونة له في تحقق ذاته واحتياجاته. وهنا اقصد بالتخلي عن آرائنا الشخصية أي مراجعتها أو تطويرها او التخلي عن المصلحة الفردية والقناعة الفردية على حساب ما يحتاجه المجتمع دون التشبث بالفكرة بشكل مٌطلق ومتعصب.
قام الباحث مازلو بنشر بحثه الشهير نحو الدوافع البشرية وصنفها بهرم يدعى الاحتياجات التي تحفز الفرد على الحياة والعمل وتؤثر على أنماط سلوكه سلباً وإيجاباً وهذه الاحتياجات يجب ان تحقق كلها في المجتمع ويسعى لها الافراد في تكوين دولهم وبرامجهم وخططهم وطروحاتهم.
الاحتياجات الفيزيولوجية: الحاجة إلى الهواء المأكل والمسكن والدفىء والجنس والنوم
احتياجات الأمن والسلامة: تامين السلامة الجسدية، الوقاية من عناصر الطبيعة، بسط نفوذ القانون، تأمين الاستقرار الاقتصادي
الاحتياجات الاجتماعية: علاقات الحب والانتماء والصداقات وعلاقات العمل
احتياجات تقدير الذات: احترام الذات “الإنجاز، الثقة بالنفس، احترام الأخر، والسعي لتحقيق اخلاق الاحترام بين الاخرين
الاحتياجات المعرفية: السعي وراء المعرفة والمعنى
الاحتياجات الجمالية: تقدير الجمال البحث عن التوازن والتناغم والجماليات
احتياجات تحقيق الذات: تطوير النفس الاهتمام بالنشاطات الإبداعية التلقائية
احتياجات التسامي: مساعدة الأخرين على تحقيق ذواتهم
هذه الاحتياجات يجب ان تبدأ من الأعلى على الأدنى لتتحقق كلها في المجتمع وان عدم تحقيق هذه من الاعلى يصعب تحقيق التي تليها في مسيرة الفرد او المجتمع.
نحن نعيش في الشرق ووطننا السوري بين تفاوت في الآراء ووجهات النظر حول التعامل مع هذه الاحتياجات سواء كان عند الفرد او الجماعة لأن يوجد تعريف لهذه المصطلحات يختلف من جماعة لأخرى ولكن كما ذكرت تحقيق اجماع عليها في منهجية هذا البحث والنضال بشكل سلمي لأجلها سيحقق خطوة جيدة في هذا الشأن.
وأحب أن أشير إلى أمر أن الباحث في عمله ليكون بحثه منهجي وملامس لحاجة الانسان يجب أن يتخلى عن آرائه المسبقة وقناعاته البديهية وهذا ما حققه مازلو في شخصيته ببحثه هذا التي هي من ضمن عقلانية الباحث.
وهنا دور افراد المجتمع ضمن الجماعة ودور الباحثين والناشطين في تحقيق هذه الاحتياجات سواء كان على مستوى الوعي الروحي والفكري أو على مستوى تكوين الدولة ودستورها وقوانينها وبرامجها في تمهيد دولة تعددية ديمقراطية او تشكيل الأحزاب والمؤسسات لتعمل على هذا النهج وتحقيقه في المجتمع والواقع.
الكثير من القيم والتعاريف والتعاليم ما زلت في اذهان الجماعة والافراد تقف ضد هذه الاحتياجات للدوافع البشرية وتأخذ طٌرق وسلوكيات كثيرة فأما أن نفككها وننقدها ونعيد تعريفها من جديد وتطويرها او استبدلها برؤه جديدة وطرق جديدة أكثر فاعلية لتحقيق مجتمعات أفضل.
وإذا كٌنا عقلانيين ومنطقيين على الفرد باي انتماء له واية وجهة نظر ألا يقف ضد هذه الاحتياجات البشرية التي ذكرتها في الهرم. لأن عقلانية الفرد ومنطقه ووعيه يعتمد في بناء أفكاره وذاته ليس فقط على راي واحد وفكره واحده بل ايضاً على ما جاء من علوم وابحاث اجتماعية قيمة خلال العصر. ليجعل هذه الآراء والأفكار تناسب ما يحتاجه المجتمع ويسعى لتحقيق نفسه وتحقيقها.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :