بقلم: طلال عبدالله الخوري
لقد اثبتنا بمقال سابق (خرافة الاحزاب السياسية العربية) بانه لا وجود للاحزاب السياسية العربية, وقلنا بان البلاد العربية ومنها سورية, تم حكمها بحزب واحد وهو حزب الاخوان المسلمين ولكن باسماء مختلفة واشكال مختلفة, وقلنا بان النظام الحالي في سورية انما هو حزب الاخوان المسلين فرع الاسد, وأنه لا علاقة للنظام الحاكم في سورية بالطالئفة العلوية لا من قريب او بعيد سوى ان الرئيس السوري ولد لابوين علويين, وان الاسد كان يحكم سوريا بحكم اسلامي لا يختلف باي شئ عن الحكم الاسلامي السائد بالبلدان العربية الاخرى منذ 1430 سنة وحتى الآن.
ولقد طالبنا بمقال سابق (مخاوف الاقليات ومعالجتها) وردا على مخاوف البطريرك الماروني بشارة الراعي على مصير الاقليات ومنها المسيحية من وصول الاسلاميين المتشددين للسلطة, بان يتم حل هذه المشكلة عن طريق وضع دستور علماني يحمي جميع المواطنين دون تمييزلاي جماعة أو حزب او دين.
في هذه المقالة سنثبت بان نظام الاخوان المسلمين فرع الاسد هو ليس غير حام للاقليات فقط, وانما سنثبت بان نظام الاسد هو اكثر من استغل الاقليات:
اولا: استغل نظام الاسد الاقليات, ومنها طبعا العلوية والمسيحية, عن طريق ايهامهم بان نظام الاسد هو الحامي لهم, وان وضعهم افضل بظل حكمه وان البديل له هو نظام اسلامي متشدد. وهذا طبعا غير صحيح لان الاسد احتكر اقتصاد سوريا, مما ادى الى افقار جميع مواطني سوريا بما فيهم الاقليات, وعلم الاقتصاد يقول لنا بأنه لا يمكن للاقليات ان تتحسن اقتصاديا, اذا لم يتم تحسين وضع الاكثرية اقتصاديا.
ثانيا: ان نظام بشار واذنابه يلعبون اللعبة الطائفية بمنتهى القذارة والخطورة, حيث انه بعد ان تلطخت يداه بدماء السوريين الابرياء, قام باستخدام احد المسيحيين وعينه كوزير للدفاع وهو داوود راجحة؟؟
نحن نقول بأن هذا التعيين هو قمة الاستغلال للطائفة المسيحية! فهو هنا يستخدم المسيحي كقفاز لكي يمنع تلويث يديه بالجرائم ضد الوطنيين السوريين؟؟
ونحن نتسائل لماذا لم يتم تعيين اي مسيحي بمنصب سيادي (دفاع, داخلية, خارجية, اقتصاد ومالية او رئيس وزارة) على مدى اكثر من اربعين عام من حكم عائلة الاسد, والآن وبشكل مفاجئ وصارخ ومن دون اي مقدمات, وعندما يبدأ هذا النظام بارتكاب جرائم ودماء تسيل, يقوم باجبار المسيحي لكي يكون وزيرا للدفاع؟؟ وهل يجرأ المسيحي ان يرفض هذا الطلب؟؟ اذا كانت الاكثرية لم ترفض اي منصب فكيف لشخص من الاقلية ان يرفض هذا الطلب؟؟
ان هذا التعيين لن يخدع احد, فكلنا نعرف كيف يتم تسيير الامور بسوريا, وكلنا يعرف بان لا احد يستطيع او يتجرأ ان يحرك ابرة بسورية من دون امر الديكتاتور, وكل هذه الشخصيات ما هي الا دمى للعرائس يتم تحريكها باوامر بشار وباصابعه على مسرح السياسي السوري والتي بها لاعب واحد فقط هو الديكتاتور بشار الاسد.
ثالثا: حتى على مستوى لبنان , نرى بان بشار الاسد قد اساء للمسيحيين, حيث انه قد هدم كل ما بنوه وكل ما توصلوا اليه من لبنان ديمقراطي حضاري, وحيث ان نظام الاسد قد قام بدعم حزب ديني مسلح تابع لايران والولي الفقيه , فهل هناك اكثر من ذلك اذلال للاقليات واستغلال لهم؟؟
لقد عجز السياسيون المسيحيون اللبنانيون من كثر ما طالبوا الاسد, الاب والابن, لنزع سلاح حزب الله ولكن دون جدوى. فماذا كان بيهدهم ليفعلوه والاسد قد سيطر على لبنان بقوة السلاح وبقوة الشرعية الدولية, العربية والغربية, بعد ان عقد معهم صفقات تبادل مصالح معروفة؟؟
رابعا: لقد كان يستغل نظام الاسد رجال الدين المسيحي ويجبرهم على الكذب وتلميع صورته بالخارج ؟؟ بل اكثر من هذا كان يجبرهم على الكذب وتلميع صورته امام شعبه من المسيحيين اثناء صلواتهم وهم على الهيكل وعلى بعد خطوات من قدس الاقداس مع العلم بان الكذب كفر بالمسيحية؟؟
مما سبق نستنتج بان بشار الاسد هو ليس حام لاي احد! لا للاقليات ولا للاكثريات. وان نظام الاسد يحمي نفسه فقط, لكي يستمر باحتكار الاقتصاد السوري ليسخره لديمومة حكمه. وكما قلنا سابقا, فان الدستور العلماني والاقصاد التنافسي هو الحامي لكي البشر بجميع الدول.
وفي الختام نريد ان نؤكد ما قلناه سابقا, بانه لا يمكن للمسيحي وكل الاقليات بان تتطور وتزدهر اذا لم تتطور وتزدهر الاكثرية المسلمة! وسيبقى المسيحي متخلفا وفقيرا طالما أن المسلم متخلف وفقير, واذا اراد المسيحي ان يزدهر ويتطور فيجب عليه اولا وقبل كل شئ وحتى قبل تطوير المسيحي نفسه, ان يساهم ويستثمر بتطوير المسلم وازدهاره قبل كل شئ, لان مردود تطوير المسيحي سيكون لاقيمة له, وذو تأثير لايذكر حتى على المسيحي نفسه, ولكن بعد ان تتطور الاكثرية المسلمة وتزدهر, فان تطوير الاقليات وازدهارها سيكون تحصيل حاصل, وهذا ما يقوله لنا علم الاقتصاد وهذا ما يقوله لنا منطق التاريخ.
أنت إنسان كذاب يا سيد طلال و ببتلاعب بأمور ظاهرها سئ و أما من المخصيين لدى النظام السوري أمثالك نراهم اليوم على الشاشات و نوثق كيف يبيعون أوطانهم و يزيفون الحقائق و يلعقون الشواليخ الخليجية فياليتهم بقوا على لعق أحذية أبناء أوطانهم و مهما فعلت و شوهت الماضي و الحاضر و المستقبل لن تمروا من سوريا مع أسيادكم و الأمور واضحة لن يمر المتأسلمون من سوريا و لاحكم لهم