بدأت تظهر في السنوات الاخيرة في منطقتنا حركة فكرية فاشية تدعي الانتساب مباشرة لشعوب قديمة مثل آكاد وأشور، موقفة التاريخ عند لحظة معينة، معتبرة أن كل ما أتى بعد تلك اللحظة هو طارئ يستحق الطرد والتتفيه والتسخيف والاحتقار.
انتشرت هذه الحركة الفاشية لتشمل الآن سوريين باتوا يعلنون انتماءهم مباشرة لشاروكين الآكادي وحمورابي وتغلات فلاصر وشلمانصر وأسرحدون، ووصل الأمر بهم إلى توزيع التهاني بينهم بمناسبة عيد آكادي قديم يسمونه أكيتو.
كان المقصود من إيقاف حركة التاريخ هذه، حذف العرب من معادلة التفاعل الحضاري في المنطقة، لدوافع مختلفة، ووصمهم بمختلف صفات الهمجية والتخلف، والزعم بأنهم أتو إلى سوريا والعراق مع الفتوحات الاسلامية وما فعلوه هو تدمير حضارات الشعوب الأصلية التي تمثلها خير تمثيل امبراطورية آشور، متجاهلين ومغيبين عن عمد الكثير من الحقائق التاريخية الساطعة التي أتت بعدها.
ولكن، ومن حيث لا يحتسب هؤلاء الفاشيين، خرج عليهم من هم أكثر فاشية منهم، وأشد نكالا في جولات الفيسبوك، وأقصد هنا الاكراد الذين يتصدون للتاريخ القديم بالمنطق نفسه الذي اعتمده المدعين الانتساب مباشرة لآكاد وآشور، وأعلنوا هم الآخرون انتسابهم لجميع الشعوب غير السامية في المنطقة وعلى رأسها شعوب السومريين والميتانيين والكاشيين والحثيين وميديا وعيلام، بل وأطلقوا عليها جميعا الشعوب الكردية القديمة، وهاهم يذيقون الفاشيين السوريين والعراقيين الويلات ويتسببون لهم بارتفاعات الضغط الشرياني، وبالمنطق الفاشي العنصري نفسه، خصوصا حين يسمونهم العرق الصحراوي المنحط مقابل العرق الكردي الجبلي الكردي النبيل!..
ولسان حالهم يقول:
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
طبعا كل ما ينتجه ويكتبه فاشيون آشور وآكاد، وكذلك ما يكتبه فاشيو الكرد الجدد، لا يساوي في ميزان العلم حبة خردل فاسدة، وهو مجرد أحقاد مموهة برموز التاريخ.
اللهم لا شماتة