يعتب علينا الكثيرون من النشطاء الوطنيين والشرفاء على موقفنا الحاد من قطر التي تبدو لهم ، داعمة للثورة السورية ، وسنختصر حقيقة هذا الدعم بقول السفير الأمريكي فورد لوفد من وفود المعارضة السورية المصنوعة على عين الأمريكان وقطر، ردا على سؤال عن المساعدات الأمريكية للثورة السورية ، فأجاب أنهم أرسلوا قبل اسبوع (50 مليون دولا )، فتساءل أحد المعارضين بأنهم تلقوا هذه المساعدة من قطر وليس من أمريكا، فزجره السفير الأمريكي قائلا : وهل تستطيع قطر أن ترسل مساعدات لأحد بدون موافقتنا نحن الأمريكان …!!!!
ولهذا فإن غضبنا ضد قطر كان بسبب هذا الدور الوظيفي لها في الخروج على الاجماع الخليجي والعربي الأول في رفض الخنوع منذ عقود لإيران، حيث أنها بدأت تغازل الإيرانيين بالتوازي مع الموقف الخليجي المتصاعد تدريجيا بمواجهة ( البعبع الإيراني)، الذي طالما نعى نحن المثقفون العرب على السعودية والخليج موقفهم المتخاذل عربيا ضد إيران….
فعندما يحسم الخليج موقفه الرافض للخنوع للمشارع الإيرانية ، ويقدمون على هذه الصفقة المكلفة ، الأكثر كلفة في تاريخ التحالفات، يأتي الأمير الصغير ليكتشف (إسلامية إيران ) ويشكك بجدوى هذه التضحية الهائلة التي توازي مايعادل ضعفي الموازنة السنوية السعودية ، لكن بما يخسر إيران اربعة عقود من الاستثمارات والدعم للقوى الطائفية الشيعية ذات الأصول العربية وفي مقدمتها عصابة التشبيح الأسدي المافيوي، قبل أن تشتري إيران من هؤلاء العرب المسلمين هويتها القومية والدينية لصالح الإمامة الفارسية، ليأتينا الشاب الصغير القطري ليؤدي مهمته التشكيكية بالموقف العربي الخليجي الذي انتفض على خنوعه لعقود تجاه إيران، ليذكرنا بلا شرعية هذا التحالف العربي مع أمريكا ضد الحلف الإيراني الطائفي الفاشي الروسي – الأسدي المحتل لسوريا ، ليذكرنا الشاب الصغير ابن (أم تميم ) بصداقة إيران وجيرتها لنا، وإسلاميتها (الخنجرية عبر التاريخ ) التي تكفل لقوى الحرب العالمية على الأقل نصف قرن من الحروب الدائمة الخلاقة ، بين بيت بني هاشم وبيت بني أمية ، انتقاما من البيتين القرشيين، الذين هزموا (يزدجرد)، ونكحوا بناته السبيات شرعا حسب عمر بن الخطاب العدو الأول للفرس، الذي أكرم يزدجرد (كسرى الفرس) بنكاح أحد أبنائه وابن علي الحسين من بنات كسرى، لكنا لا نعرف السبب الاستثنائي لكره الشيعة (فرسا وعربا) لعمر بن الخطاب، و محبتهم لعلي ابن أبي طالب رغم أن أبناء الاثنين (عمر وعلي) نكحواشرعا (وليس تمتعا) بنات كسرى ( يزد جرد) وهذا سؤال برسم الاجابة عند (نصراللات الشيطاني ) الذي لم يرتو حتى الآن من دماء السور يين ..
قطر وقفت بل كلفت دوليا أن تكون مع ثورات الربيع العربية لتفريغها من محتواها المدني الديموقراطي ، وبهدف تصوير الربيع العربي أنه (ربيع إسلامي أخواني ) حسب قناة (الجزيرة / الب بي سي البريطانية الأصل) المؤسسة لهوية قطر بما يخدم مصلحة النظام الأسدي وإيران وروسيا والغرب عموما المعادي لثورات الشعوب بما يخدم الاستراتيجية الأمريكية باشعال الحروب الدائمة في الشرق الأوسط بين هذه الشعوب، ولا نستطيع فهم الدعم الأمريكي للبي كيكي إلا كأداة أمريكة للأستخدام في زرع الفتن بين شعوب الشرق الأوسط الكبرى ( الأتراك –العرب –الإيرانيون ) …..
حيث الرغبة الدائمة من قبل القوى المضادة خارجيا وداخليا على صبغ هذه الثورات في العالم العربي والإسلامي بصبغة ماضوية سلفية ( مذهبية دينية أو قومية )، تبدأ بالأخوانية ولا تنتهي بالقاعدة وطالبن ، بل بابداع نماذج بدائية أكثر توحشا كالنموذج الداعشي، حيث يولى على قيادتها اقليميا قوى صغيرة قادرة على الشغب عبر اللعب بالذيل القصير وتنفيذ الموامرات الخارجية بسبب هشاشتها (القزمية ) كقطر وسلالة انقلاب الأبناء على الأباء وفق تقاليد العصور الوسطى، بتأييد وشرعية قناة الجزيرة (العروبية االإسلاموية” ) المكفولة والمضمونة أمريكيا وإسرائيليا، حيث (ستعمم قطر /الجزيرة ذات الارث البريطاني) مصطلح الربيع العربي إعلاميا بوصفه ممثلا للأخوانية الاسلامية التي تتدرج صعودا حتى الداعشية وفق الارادة الدولية الباحثة عن صناعة عدو مناسب في الوقت المناسب، مما يتيح للاعلام الخارجي (الغربي والعربي) أن يخلط الجميع تحت خلطة (الارهاب ) كونها ذات أرومة واحدة فكريا وايديولجيا ، مما يسهل جعلها ذات أرومة سياسية واحدة إعلاميا ، ومن ثم صكها جميعا بالجهادية والعنف والإرهاب …