غريبة من بعد عينج يايما

في مقالة سابقة ذكرت ان دودة الارض اشرف من هؤلاء جميعا،فهي فلاح بامتياز دون ان تنتظر كلمة شكر او إقرار عرفان بالجميل.
تعيش تحت باطن الارض ،تحرثها،كما يحرث الفلاح ارضه،بعد حين تصبح هذه الارض صالحة الإنبات.
ولكن هؤلاء الذين في المنطقة الخضراء او تحت قبة البرطمان الموقر مجموعة “عواهر”يسرقون من الارض اجمل ما فيها ،وياليت الامر يقف عند هذا الحد بل يتسابقون في ابتداع أساليب تعذيب جديدة لهذا الشعب “النائم “.
انهم يعتقدون ان البرطمان هو احدى باصات علاوي الحلة،لا يتحرك الا اذا “قبط”بالركاب مع اختلاف بسيط ان هذا الباص يخدم الناس بينما هم يخدمون أنفسهم.
قانون البنى التحتية سيتم ترحيله الى الدورة المقبلة،لماذا؟لا احد يدري.
ولكن الذي يدريه اولاد الملحة انهم لا يجدون الا الدهشة مرتسمة على الوجوه حين يسير الناس في الأحوال والطين شتاءا ويتحاشون مياه المجاري الطافحة صيفا.
انهم شعب غريب،يعيش في بيوت التنك وحين تسال البعض منهم فما لهم غير البكاء والنواح والشكوى من هذه الحكومة التي لم تقدم لهم شيئا.
هل وصلنا الى مرحلة البكاىيات أيها الناس؟هل نجابه احزاننا في الماضي والحاضر بالعويل صباحا والأنين ليلا؟نسواننا وجدوا الحل بأغنية زهور حسين”غريبة من بعد عينج يايما” والرجال وجدوا في اللطم على مافات خير عزاء.
عجبا لصاحب الشارب السميك اذ ينزوي في غرفته تاركا اللص يسرق كل ما في بيته،وربما يساعده في حمل ماخف حمله وغلا ثمنه.
أهو الخوف من السلطة الذي توارثناه منذ اكثر من الف عام ام ان هناك سببا اخر؟.
ربما هذا وذاك.
وإلا كيف يمكن ان يترك هؤلاء يبتسمون عبر القنوات الفضائية وتحت قبة البرلمان يتعاركون “بالقنادر” من اجل تأجيل قانون الانتخابات.
نوري المالكي يستعد لولاية ثالثة ورابعة وخامسة وعاشرة ثم يأتي ولي العهد ليكمل المسيرة وفي هذه الأثناء يشتري السنيد أصباغا وفرش جديدة ليصبغ بها ما تلطخ على الجدران ثم يأتي دور وزارة العدل لتأمر بعمل تمثال نصفي لرئيس الوزراء المقبل.
الا خسىءت يا وزارة العدل في السقوط الأخلاقي.
كل هذا والشعب العوراقي العظيم صامت مثل ابو الهول.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.