** ليكن هذا القرن عصر خلاص المرأة
** النساء متحدات ضد التطرف
التحجب القسري هو آلة القمع الشاملة والدائمة ضد النساء. وخلال عام واحد فقط تم تعرض ثلاثة ملايين و600 ألف امرأة للتفتيش والتحقيق في الشوارع بذريعة «سوء التحجب» وأحيلت 18 ألف منهن الى المحاكم
صافي الياسري
منذ سرقة ثورة الشعب الايراني ضد دكتاتورية الشاه على يد الملالي وقيام ولاية الفقيه نظام الحكم الثيوقراطي الاستبدادي الرجعي ،واوضاع البلدين – العراق وايران في ترد مريع سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ،فقد خاض نظام ولاية الفقيه حربا عدوانية ضد العراق دامت ثمانية اعوام اكلت الاخضر واليابس ،وراح ضحيتها ملايين الشباب من الشعبين قتلى وجرحى ومعاقين واسرى ،وكان في مقدمة ضحايا الحرب الاطفال والنساء ،ونحن العراقيين الذين شهدنا منذ الاربعينات وشهد مثلنا الشعب الايراني ما تمتعت به المرأة في البلدين من حقوق ،نشهد راهنا انتكاسة مريرة في حقوق المرأة ،في العراق تراجع دورها الى ان تتحول الى مجرد كوتة انتخابية لاراي لها سياسيا وان تقتعد بيتها اجتماعيا وتتلفع عباءتها تحجبا مريرا فلا راي لها في اختيار الزي المطلوب ولا تستطيع الخروج الى الشارع دون التحجب المتعسف – الشادور والملابس القاتمة والشال ، كذلك هو حال المرأة الايرانية التي تواجه حتى الان تهمة سوء التحجب ان اخلت عن غير قصد باشتراطات الحجاب المشددة ، وقد طنت فتيات ايرانيات بالسكاكين بتهمة سوء التحجب كما شوهت وجوههن بحامض الاسيد لنفس السبب ،ومن المعروف ان المرأة الايرانية لا دور لها في القضاء ولا في القيادة السياسية ،وذلك مشرع في الدستورالايراني ،وعشية يو المرأة العالمي وفي مؤتمر عالمي عقدته المقاومة الايرانية بباريس ،قالت رجوي :لنحول هذا القرن الى عصر خلاص النساء بمشاركة نشطة ومتساوية للنساء في القيادة السياسيه.
ففي يوم السبت 27 فبراير2016 وعشية اليوم العالمي للمرأة، اقيم مؤتمر ضخم تحت شعار «التعهد من أجل المساواة.. النساء متحدات ضد التطرف» بحضور مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية وعدد من الشخصيات السياسية والمثقفات والشخصيات البارزة والناشطة في حركة المساواة من 26 بلدا من أربع قارات العالم.
وقالت السيدة رجوي في كلمتها بشأن مهزلة انتخابات نظام الملالي: ما اقيم يوم أمس لم يكن انتخابات من أجل تعيين ممثلين للشعب، بل كانت انتخابات تنافسية بين المسؤولين الحاليين والسابقين عن التعذيب والاعدام وتصدير الارهاب. الأمر الذي يبطل خرافة الاعتدال والوسطية في هذا النظام. ولهذا السبب لاقت هذه المسرحية اشمئزازا وكراهية لدى غالبية الشعب الايراني وخاصة الشباب. وبهذه الانتخابات، يريد خامنئي أن يركز نظامه على الحرب في سوريا والقمع ومقارعة النساء في إيران أكثر مما مضى. انها بداية لمرحلة غير مسبوقة من الهشاشة والضمور والاستنزاف لحال ولاية الفقيه التي لن تفلت سالمة من عواقبها.
وأضافت: التحجب القسري هو آلة القمع الشاملة والدائمة ضد النساء. وخلال عام واحد فقط تم تعرض ثلاثة ملايين و600 ألف امرأة للتفتيش والتحقيق في الشوارع بذريعة «سوء التحجب» وأحيلت 18 ألف منهن الى المحاكم.
ان ترويج العنف والاعتداء على النساء ونشر الادمان الواسع ونكبة النساء هي من نتائج شرعيات الملالي الفاسدة المفسدة.
في ايران الرازحة تحت حكم الملالي تواجه النساء فرض تعدد الزوجات عليهن والتعامل اللاانساني مع النساء والقاصرات والاستغلال الجنسي من الأطفال والقاصرات اللواتي أعمارهن دون 9 أعوام. ولاية الفقيه ،تفرد جنوني بالسلطة وهي وقفت بكل قواها أمام حق النساء في المساواة. وقالت مريم رجوي انهم حولوا ايران الى سجن كبير للنساء.
وصرحت: كل ما هو قائم على الاجبار وكل ما ينكر الانتخاب الحر للناس وكل ما ينفي الحقوق المتساوية للنساء ليس اسلاميا بل ضد الاسلام. اننا لا نتحمل انكار حقوق النساء في أي لباس كان دينيا أم غير ديني. نحن ندافع عن اسلام ديمقراطي أمام التطرف والرجعية والمتاجرة بالدين. نحن عازمون على أن نحوّل هذا القرن باسم النساء الى عصر خلاص النساء بترجمة كلمة المساواة خاصة بالمشاركة النشطة والمتساوية للنساء في القيادة السياسية. ان مشروعنا لايران المستقبل هو اقامة ديمقراطية قائمة على أساس الحرية والمساواة وفصل الدين عن الدولة والغاء حكم الاعدام. المساواة في الحريات والحقوق الأساسية والمساواة أمام القانون والمساواة الاقتصادية والمساواة في الأسرة وحرية اختيار الملبس والمشاركة النشطة والمتساوية في القيادة السياسية.
وخاطبت السيدة رجوي النساء الايرانيات قائلة: انكن و أخواتكن الرائدات في ليبرتي بامكانكن ويجب عليكن أن تكنسن في المنطقة ديكتاتورية ولاية الفقيه والتطرف والمجموعات المنبثقة منها تحت أي مسمى كان وأن تستعدن الحرية الى ايران والسلام الى المنطقة والأمن الى العالم. انكن جديرات أن تمسكن تقرير مصيركن بأيديكن في إيران بلا ولاية الفقيه. ان النساء في المقاومة الايرانية يناضلن من أجل أن يكون الشعب الايراني لاسيما النساء أحرارا وأن ينلن حق تقرير مصيرهن.
وكانت من بين المتكلمات السيدات كل من ليندا تشاوز مديرة العلاقات العامة في البيت الأبيض وخبير الولايات المتحدة في اللجنة الفرعية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، وراما ياد الوزيرة الفرنسية السابقة لحقوق الانسان ، واينغريد بتانكورد مرشحة الرئاسة السابقة في كولومبيا، وريتا زوسموث الرئيس السابق للبرلمان الألماني، ورانجا كوماري رئيس مركز الأبحاث الاجتماعية وخامس فائز لجائزة لوتوس من الهند،و نغم غادري نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، رشيدا مانجو المقررة السابقة للأمم المتحدة المعنية بشؤون العنف ضد النساء، ياكين آرتوك المقرر السابق للأمم المتحدة المعنية بشؤون العنف ضد النساء، كريستين اوكران الصحفية والكاتبة الفرنسية ومقدمة التلفزيون الشهيره، بياتريس بسرا عضو البرلمان الاوربي عن اسبانيا، استفانيا بتزوبانه السناتورة الايطالية، جري دوران عضو سابق للبرلمان الاوربي من رومانيا، فتحية بقالي نيابة عن وفد النساء ومشرعة من المغرب، ونجيمه طاي طاي وزيرة سابقة للتعليم والشباب من المغرب، انيسه بومدين السيدة الأولى السابقة للجزائر حقوقية وعالمة اسلامية، عزة هيكل الكاتبة المصرية واستاذة جامعة المعهد العربي التابع لجامعة الدول العربية واحدى قادة مجلس النساء لقبائل العرب، ماجدة النويشي نائب رئيس ائتلاف النائبات العربيات من مصر، دريتا اوديلي معاون وزير سابق ورئيس الغرفة الوطنية للوساطة (آلبانيا)، ديانا كولي كاتبة وصحفية وسياسية من ألبانيا، سويم آربانا مؤسسة منظمة الافادة للنساء الالبانيات، وفد حقوقيات بمن فيهن فاطوماتا ديارا (مالي)، كريستي بريملو مستشارة الملكة ورئيس لجنة حقوق الانسان في نقابة المحامين في بريطانيا وولز، سارا تشندلر من بريطانيا رئيس لجنة حقوق الانسان للاتحاد نقابات المحامين في اوربا، ماريا كانديدا الميدا معاون المدعي العام في المجلس الأعلى في برتغال، زينت هاشمي من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ورئيس تحرير صحيفة «نبرد خلق»، وصفورا سديدي من أعضاء المجلس المركزي لمجاهدي خلق بالاضافة الى عدد من مسؤولي التنظيمات والجمعيات والشباب المناصرين للمقاومة الايرانية.
وكانت سرفناز جيت ساز رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وزلال حبيبي من أعضاء المجلس المركزي لمجاهدي خلق وكذلك السيدة ليندا تشاوز يتولين ادارة المؤتمر.
ووجهت كل من السيدات نانسي بلوسي والبارونة بوترويد الرئيستان السابقتان لمجلس النواب الأمريكي ومجلس العموم البريطاني، ولورتا سانجز وجودي تشو عضوتا مجلس النواب الأمريكي وفرانسا اريتيه الكاتبة والعالمة الفرنسية البارزة في شؤون العلوم الانسانية رسائل الى المؤتمر.
واستعرضت المتكلمات سبل مواجهة التطرف الاسلامي بمثابة التحدي الرئيسي للعالم وبالاشارة الى النموذج الناجح للمقاومة الايرانية في تحقيق المساواة وريادة النساء في كل الصعد النضالية ضد التطرف بقيادة السيدة رجوي، كما أكدن أن النساء اللاتي هن الضحيات الرئيسيات للتطرف بامكانهن بالتضامن ووحدة العمل أن يلعبن دورا حيويا وحاسما في محاربة هذه الظاهرة المشؤومة التي اجتاحت كل الحدود الجغرافية وتجاوزت حدود العنف.
وكان تقديم برامج بشأن معاناة الشعب السوري من قبل طفل سوري وبرنامج بشأن اعدام الشابات الايرانيات وكذلك بشأن أمهات السجناء السياسيين ومأساة رش الأسيد على وجوه وأبدان الشابات الايرانيات من ضمن البرامج المقدمة في هذا المؤتمر الضخم.
كما قدمت فرقة من فناني ألبانيا وكذلك السيدتان مرجان وغيسو شاكري من فناني المقاومة الايرانية الشهيرتين وآيدا من الفنانات الشابات عروضا فنية في هذا المؤتمر الحاشد.
المقاومة الايرانية استبقت بعقد هذا المؤتمر اليوم العالمي للمرأة المحدد في 8 اذار لتسجيل موقفها ايضا من الانتخابات الايرانية التي جرت في 26 شباط ودور المرأة الايرانية فيها .