عيد المشاعل السوري من 21 وحتى 28 آذار
حسب رواية لوقيانوس السميساطي (125- 180م)
========================
أروع الاعياد عند السوريين هو عيد المحرقة أو عيد المشاعل الذي يبدأ يوم 21 آذار (ويستمر عدة أيام). فبعد أن يقطعوا الاشجار الكبيرة التي ينصبونها في الساحة، يحضرون الماعز والنعاج ورؤوس اخرى من الماشية ما عدا الخنازير التي يحرمون أكلها والتضحية بها.. ويضيفون اليها الطيور والنسج ثم يصفون تماثيل الآلهة حول المحرقة ثم يضرمون النار فيها.. ويحضر هذا الاحتفال من كافة انحاء سوريا والاقطار المجاورة لها.
في باحة المعبد ترعى بحرية ثيران كبيرة ونسور ودببة وأسود لا تؤذي الناس لأنها مقدسة وأليفة. وهناك عدد كبير من الكهنة بعضهم يذبح الاضاحي وآخرون يريقون الخمر وغيرهم يحملون النيران وهناك معاوني اعداد المذابح وبلغ عدد الذين حضروا الذبيحة امامي حوالي 300 راهب.
وكانت ثيابهم كلها بيضاء وقد وضعوا على رؤوسهم قبعة اللبد (المخروطية). وكل سنة يتم تعيين كاهن أكبر هو الوحيد الذي يلبس الارجوان ويضع التاج الذهبي. وهناك أشخاص مرتبطين بطقس العبادة بينهم عازفو النايات والشبابات والرهبان المخصيين ونساء مهتاجات كأن بهن مس من الجنون. يتم تقديم الذبيحة في المعبد مرتين في اليوم..
ففي ذبيحة زيوس (بعل شامائين) يسود الصمت دون اي عزف أو غناء. أما في ذبيحة هيرا (اترغاتس – عشتار) فيبدأ الغناء والرقص والعزف على النايات وقرع الاجراس.. ولم يستطع احد ان يفسر لي سبب ذلك…
ومن يريد أن يحضر هذه الاحتفالات يحلق شعر رأسه وحاجبيه ويضحي بنعجة … ثم يركع ويصلي طالبا القبول… وطوال فترة هذا العيد لايستخدم الحاج الا الماء البارد للاغتسال والشرب، ولاينام إلا على الارض العارية حتى ينهي رحلته ويعود إلى بيته والا فإنه يعد كافراً.
ويستقبل الحجاج مضيفون معينين في منازلهم يسميهم السوريون المعلمين لأنهم يقدمون للحجاج كافة التعاليم الضرورية.
الصورة: لوحة فريسكو من دورا أوروبس قرب دير الزور لحرق ذبيحة.