الخنازير تدوس مجوهراتنا تحت أقدامها في عيد الحب, وعلى النقيض من إنجيل يوحنا إخوتنا يحبون الله الذي لا يرونه بأعينهم ولا يحبوننا ونحن ماثلون أمام أعينهم, الله في إنجيل يوحنا يدعونا أن نحب إخوتنا الذين نراهم قبل أن نحب الله الذي لا نراه, ما الفائدة بأن نحب الله ونكره إخوتنا في العدل والصفاء والإنسانية!!حين كفر الشيطان بالله الله لم يرفع بوجهه سيفا ولم يأمر الملائكة بقتله بل تركه إلى يوم الدينونة,
دعوني لأول مرة في حياتي أكون رجلا انتهازيا
دعوني أنتهز فرصة عيد الحب لأذكركم بالحب بعد أن شبعتم من ذبح بعضكم وشربتم وارتويتم من دماء إخوانكم في الإنسانية.
دعوني في عيد الحب أقبلكم كل واحد منكم قبلة على ظهر يديه وأرتجي كل واحدٍ منكم أن يتذكر بأنه إنسان خلق في هذه الدنيا لكي يعشق ويحب ويمارس عواطفه بكافة أشكالها وألوانها وأجناسها, دعوني أشعر في عيد الحب بأن هنالك حضنا دافئا ينتظرني أن أرتمي فوقه بكل ما بي من مواجع وأحزان, دعوني أشعر بأن هنالك من يرتب بحنية على كتفي ويطبطب بيديه الكريمتين على ظهري, دعوني اشعر بأن هنالك سريرا ناعما في عيونكم ومتنفسا بين شفتيكم.
دعوني أنتهز فرصة عيد الحب لأقول لكم أنني منذ أن ولدتُ وإلى اليوم لم أجد من يحبني بل الكل كان مجتهدا على قتلي حتى الذين أدنيتهم مني ابتعدوا عني, حتى الذين تبرعتُ لهم من دمي باعوني بثمنٍ بخس دراهم معدودة, دعوني أقول لكم أنني متعطش للحب ولمن يسقيني من حنانه بعد أن شبعت روحي منكم ذبحا وتقتيلا, دعوني أذكركم بأنكم بشر ولستم حيوانات وأنكم نسيتم الرسالة المهمة التي من أجلها خلقكم الله, دعوني أقول لكم بكل لغات العالم(أحبوني) فأنا استحق محبتكم وحنانكم وأستحق أن اشبع من مشاعركم النبيلة التي أخفيتموها عني, لقد خبئتم عني مشاعركم النبيلة وأظهرتم لي صِل ثعبان وأنياب الذئاب, دعوني أقول لكم بأنكم آ1يتموني بكل ما للكلمة من معنى.
أنا جئتُ إلى هذا العالم لكي أحبكم وأعشقكم جميعا, ولكنكم كلكم ضدي وكلكم مجمعون على ذبحي وشرب دمي في فناجين القهوة صبحاً ومساء, دعوني أنتهز هذه الفرصة لأغسل أقدامكم, دعوني أغتسل مرة واحدة من المياه العذبة بعد أن أمضيت من عمري خمسة وأربعون عاما وأنا أغتسل صبح مساء من مياه عيوني, دائما أبكي عليكم ولا أجدُ فيكم من يبكي عليّ.
كل عام في عيد الحب أنتظر أن يهديني واحدٌ منكم وردة خمرية اللون , كل عام أنتظر أن اشتم منكم رائحة زجاجة عطر حتى لو كانت فارغة, كل عام أنتظر أن تأتيني رسالة عشق وغرام, ولكن للأسف تأتيني الأسلحة الفتاكة والقنابل المدوية في الرأس وبدل أن استقبل يومي بوردة عيد الحب أستقبله بالبندقية وهي مصوبة إلى صدري, شبعت وكرهت رائحة الموتى والبارود, رحم الله أيام دمشق وحلب ولياليهما, أيام كانا العربان من الخليج العربي يأتون إليها في الصيف والشتاء باحثين عن النساء الدمشقيات المتعطرات بالجمال, ولكنهم نسوا دمشق التي رضعوا منها الحب والحنان, نسوا حلب الشهباء والصهباء التي تربعوا في بيوتها وجلسوا في نواديها وملاهيها وبدل أن يبادلوها الحب والحنان أرسلوا إليها الويل والدمار, وبدل أن يرسلوا إليها مجاذيب العشق ومجانين الغرام أرسلوا إليها مجانين القتل والإرهاب, الله على زمانك يا شام, أيام لم يكن للإرهاب فيك مكان, ترى ودائما ما يخطر ببالي: لو كان نزار قباني حيا ماذا كان سيكتب عن الشام؟.. وهو يرى الياسمين الشامي تدوسه أقدام مجانين الموت والجنس الحرام.
يئست من منظر البيوت المنهارة على رؤوس الناس, سئمتُ من شكل البحر وهو يبتلع الأطفال المهاجرين غير الشرعيين هربا من الموت ليجدوا الموت يتربص بهم أينما ذهبوا سئمتُ من شريعة الغاب: العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم. أنا اليوم أحن إلى لغة التسامح والحوار..أحن إلى لغة التفاهم, أحن إلى اللهجات السريانية المنسية, ترى كيف سيكون شكلي لو أتتني الآن رسالة عشق غرامية بعد أن جاء زمنٌ علينا نسي فيه قيس محبوبته لبنى وهجر كُثير عزة محبوبته عزة, لقد نسي عنترة العبسي عبلةَ, نسي نزار قباني بلقيس والتونسيات وعلى جبينه وردة وكتاب, أين ذهبت أطلال إبراهيم ناجي هل داستها فعلا عجلات قلاب رمل في شوارع برلين؟ أين شوقي والمتنبي؟ أين عمر بن أبي ربيعة, أين مجاذيب ومجانين الغرام؟ لماذا ماتوا جميعهم وهجروا مدن العشق والغرام؟ متى ستأتيني رسالة حب وغرام من امرأة صادقة؟ هل سأحظى يوما بامرأة عربية صادقة في مشاعرها؟
خيرالكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: بداية كل عيد حب وأنت والعائلة بألف خير وأمان ؟
٢: ألله على الكلمات الصادقة النابعة من القلب ، هذا الفرق بين الانسان الذي دوخه الحب والعشق والغرام ، وبين من دوخه الجنس والتحشيش والاجرام ، ولا تنسنا مهما طال عمر الخنازير التي تدوس مجوهراتنا مصيرها الذبح والسلخ ؟
٣: ومن خلال مداخلتي هذه لك أهنيك وكل العشاق والمحبين وحتى الإرهابيين والمجرمين عسى أن يتذوقوا طعم الحب ولو قبل فوات الاوان ؟
٤: وأخيراً …؟
لا تيأس فالناس معادن وكل يعمل بأصله ودينه ، والإنسان كما يقول بن خلدون إبن بيئته ، ومن دون تنظيف بيئتنا وبيتنا وفكرنا من الموروث العفن لا سلام ولا أمان للجميع ، والحمد لله على عودتك من جديد على منابر الحرية ، سلام ؟