عولمة داعش….2

A US-made F-22 Raptor performs during th

f22

في المقالة السابقة… الاولى من هذه السلسة … طرحت سؤالين عن علاقة روسيا… او اية استراتيجية روسية… بالمافيا الروسية و أهدافها في أوروبا و علاقة ذلك بعولمة داعش…

الدرس الاول الذي يمكن ان نتعلمه من عمل المافيا الروسية هو ان مفهوم الاستراتيجية تغير مثل كل شيء في ظل العولمة… المفاهيم القديمة لم لم فعالة و الاستراتيجيات أصبحت تمثل تفاعلا مع التيارات و الاتجاهات الجارية فعلا في اي مجتمع او على المستوى العالمي … بدلا من خطط و آليات موضوعة من طرف و يتم تنفيذه بدقة كما كانت الاستراتيجيات توضع و تطبق سابقا..

على هذا الأساس فان الاستراتيجية الامريكية … هكذا كما وصفها الرئيس أوباما… هو تشكيل قوة من متطوعين من أفراد عسكريين و غيرهم من دول مختلفة … عربية و إسلامية و غيرها… و تدريبهم و تنظيمهم و تسليحهم بشكل كبير… حتى يتم استخدامهم مستقبلا ضد داعش…

من المهم جداً ان ننتبه الى كلمة “مستقبلا” لان الرئيس أوباما قالها بصراحة ان دحر داعش يحتاج الى سنوات عديدة و سيتجاوز مدة رئاسته الى الرئيس المقبل… كما أوضح ان الولايات المتحدة لن تبعث جنودا…و هذا ما أكدته الدول الغربية الاخرى بالاضافة الى الأمين العام لحلف الناتو..

و هكذا فان الدرس الثاني الذي يمكن ان نتعلمه من المافيا الروسية في أوروبا… هو ان كلا الطرفين الأوكراني -الاوروبي من جهة و الروسي من الجهة… نعم كلا الطرفين قدما تفسيرا متماثلا و هو ان العمليات التي بدأت في اوكرانيا كانت من تنفيذ فرق من المافيا بسبب سرعة التعبئة و الحصول على السلاح و قساوة و مستوى العنف المتبادل …. بكلام اخر… ان هذه المجموعات ظهرت فجأة على السطح و قادت عمليات تحتاج الى سنوات طويلة من التدريب و التخطيط ….

هل كان ذلك الكلام تهربا من كلا الطرفين عن تحمل المسؤولية … ربما… لكن من المؤكد ان تلك القوات لم تكن جزء من اية قوات عسكرية رسمية …. إذن اذا المقاربة ممكنة فانه يمكن ان نفترض ان القوات التي سيجمعها تحالف الجدة و باريس لمحاربة داعش لن يختلف عن المافيا الروسية و المافيات الاخرى في تنظيمها و عملها و شرعيتها لانها لن تكون تابعة لأي جيش رسمي و لن تعمل تحت علم اية دولة معترف بها في العالم… و إنما ستكون في الأحسن قوات مرتزقة او متطوعين على أسس … دينية او إثنية او غيرها… لكنها ستكون عابرة لحدود الدولة…

و بشكل ما فان قوات داعش الان لا تختلف كثيرا في أساسها التعبوي و التمويلي و التنظيمي و أيضاً فيما بتعلق بالتدريب و التسليح عن المافيا او عن ما يتم الان الأعداد له….. الاختلاف الوحيد هو الشرعية التي تستند اليها…. و هذه الشرعية ستتحول من مفهوم ديني ضيق الان الى شرعية دولية معولمة لاحقا …. اي انها تعتمد الان على التأويلات الدينية فحسب و قضية العدالة المفقودة في العلاقات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية في العالم….. و لاحقا على ستعتمد على قرارات أممية من الامم المتحدة او قوانين الدول الخاصة و الدارجة تحت بند مكافحة الإرهاب..

لكن ستجري حروب و معارك طويلة بين هذه القوات و داعش … هذا مؤكد بدرجة او باخرى لكن مفهوم الحرب في هذه الحالة أيضاً سيكون أيضاً مختلفا… و الأرجح ان تلك الحروب ستكون متداخلة الجبهات و الولاءات و سيطغى عليه غموض بحيث تختلط الامور على الجميع… او هكذا تبدو الصورة في اغلب الوقت… ثم تتبلور الامور بشكل يتم فيه داعش في هذه القوات التي تعد الان بقرار أمريكا و أصدقائها … و هذا الإدماج سيمرر من خلال سيناريوهات التفتت و الصراعات بين مجموعات داخل منظومة داعش الحالية و بالتالي انضمام تلك المجموعات بشكل تدريجي الى قوات الحلف الجديد و بذلك تنصهر داعش و تبقى حقيقة وجودها و تتحول الى كيان سياسي معترف به… كما أشرت ألى ذلك في المقالة السابقة…

لنتوقف هنا قليلا و نحاول ان نربط كل هذا الذي يجري و سيجري لاحقا بمشروع ما سمي الشرق الأوسط الجديد و اذا كان سيجري بناء دول جديدة على إنقاظ الدول الحالية…

هنا افترض…. ان الدول التي سيتم بنائها مستقبلا ستكون على أساس بنية اجتماعية على عكس البنية السياسية للدولة الحديثة التي كانت نتاجا لاتفاقية سايكس-بيكو…ما اقصده هنا هو الفكرة التي انتشرت منذ سنوات عن مشروع أمريكي و غربي لشرق أوسط جديد… و الذي يعني انه سيتم هدم البنى السياسية التي قسمت منطقة الشرق الأوسط على أساسها الى دول كانت من المفروض ان تكون شبيها للدولة القومية في أوروبا … لكن هذه الدول لم تستطع ان تبني لا أمة و لا حتى شعب في اي منها… و بقيت المجتمعات هي مجمعات بشرية متناثرة تمثل أسس حضارية و اجتماعية و قبلية سابقة … و بقيت الدولة مجموعة من الأجهزة الأمنية و المصالح الاقتصادية و نخب عسكرية مسيسة و ليبرالية تعيسة و أفكار سياسية تبسيطية و مستوردة لا ترتبط باي شكل من الأشكال بالأساس الاجتماعي للمجموعات البشرية…

و هكذا أيضاً ظلت النخب الحاكمة تعيش غربة فكرية لأنهم في أحسن الأحوال كانوا مجموعة أعجبتهم فكرة قرؤوها في كتاب او صحيفة او سمعوا بطريقة او باخرى فنشطت عندهم الحماسة للتغير فقاموا بالانقلاب على الحكومات التي زرعتها القوى الاستعمارية… ثم توقف كل شيء لان هذه النخب لم تملك رؤية و لا مشروع و في كثير من الأحوال لم تعرف بالضبط مالذي ستفعله بالسلطة التي حصلت عليها… فعادت الى الأسس التاريخية القبلية في إدارة الدولة و هذا ما سميته “دولة المنتصرين “… و داعش نموذج حي على على تطبيق هذا النموذج.. ( شخصيا كتبت مقالة تحت هذا العنوان اي “دولة المنتصرين” و نشر بتاريخ 25-4-2014)..

المهم … يبدو ان احد أسباب التحول و التغيير في الشرق الأوسطهو ان الغرب ربما اقتنع بعدم جدوى الابقاء على هذا النموذج العقيم من الدولة و عليه لابد من بناء دول تعتمد بشكل او باخر على بنى اجتماعية قد تكون ثقافية – دينية او إثنية و علاقات اقتصادية مستقرة لكنها يجب ان تمس الحياة اليومية للمجموعة البشرية التي يمثلها النموذج القادم للدولة….

السؤال المهم الان:…. هل يمثل نموذج داعش الحلقة المفقودة بين الدولة و المجتمع…؟؟..

اعتقد ان هناك العديد من المؤشرات السياسية و الاجتماعية التي قد تذهب بهذا الاتجاه …. هناك رؤية لدى الكثيرين…. منتقدين و مؤيدين… ان داعش بكل نهجها الهمجي كما يسميها الكثيرون… تمثل واقعا تاريخيا و هو الفتح او التوسع الاسلامي و تمثل ثقافة قبلية كانت طاغية في الجزيرة قبل الاسلام و في ظله و بعد انتشاره رغم تغيير بعض المفاهيم و التأويلات … بهذا الشكل فان داعش تمثل درجة كبيرة من المصداقية و درجة اقل جداً من النفاق… فهي تقتل و تهدم و تسلب وفق تأويل واضح لبعض آيات القران… ومع كل الاحترام للقرأن الذي يحوي آيات الرحمة و الرأفة اكثر بكثير و بشكل أعمق من آيات القتل و التكفير… لكن داعش تقول بصراحة انها تعمل وفق رؤيتها و قراءتها لآيات القتل و التكفير… و بذلك فهي صادقة فيما تقول… رغم عدم توافق هذه “المصداقية” مع التطور الحضاري و المدني و كذلك مع آيات الرحمة و الرأفة…

اما القوى الغربية التي تقود الجهود الحالية لبناء قوات ضد داعش و التي أيضاً طرحت أفكار الشرق الأوسط الجديد و دمقرطة الشرق الأوسط …و مشاريع كثيرة… ليست بعيدة عن هذه الرؤية الواقعية حول نموذج داعش…. بالنسبة للغرب الذي لا تهمه سوى مصلحته في الحصول على الموارد و التسلط على المنطقة… فانه لا يرغب في في تحديد اي الآيات من القران تكون صالحة لإدارة المجتمع… بل ان ما يهمه هو اي الآيات تمثل اصحاب السلطة و كيف يمكن لتلك الآيات ان تنظم العلاقة بين الدولة و المجتمع … و اعتقد ان إدارة داعش في الموصل و غيرها تمثل نموذجا ناجحا لان الحياة مستمرة و الداعشيون اثبتوا انهم يديرون المجتمع و ان كان على أسس بدائية لكنها مقبولة لدى الأغلبية من الناس الذين تأثروا بشكل كبير بأفكار العودة الى البدايات الأولى للإسلام …. هذه الأفكار التي انتشرت عبر العقود الاخيرة كإنتشار النار في الهشيم بسبب الفشل المستمر للدولة الحديثة في خلق أسس اجتماعية جديدة و تقديم مشروع تنموي …

ثم هناك أسئلة منطقية من الصعب تجاوزها في التاريخ السياسي لمنطقة الشرق الأوسط :… ما الفرق بين داعش و بين سلوك الكثير من الأنظمة العسكرية و الثورية من حيث فداحة مستوى العنف و الاهانة و الذل الذي يتبعه العسكر و الثوريون في تعاملهم مع المعارضين بل حتى مع الأفراد العاديين ممن لا يتبعون مناهج القوى الحاكمة كما تبغي تلك القوى و في اللحظات التي تريدها…؟؟؟.. و اين تختلف داعش عن الأنظمة القبلية و العشائرية مثل النظام في السعودية الذي بنى دولته على جماجم آلاف الناس في الأقاليم المختلفة في الجزيرة العربية و رجال عشائرها و كرامة نسائها…؟؟.. أليست مدن السعودية ماتزال ساحات منتظمة للاعدامات بقطع الرأس و قطع الاطراف في مشاهد جماهيرية كبرى لا يعترض عليها احد…؟؟…

الا يعرف الغربيون و فلاسفتهم و منظماتهم التي تدافع عن حقوق الانسان و سياسيهم الذي يبشرون بنعمة الديمقراطية بهذا المستوى العالي لانتهاك حقوق الأنسان في السعودية و رغم ذلك فان هذا النظام القبلي يعتبر من افضل أصدقاء الغرب …؟؟؟..

ما يهم الغرب في اختيار الاصدقاء في العالم الثالث هو ان الصديق يقبل المستوى العالي و الدائمي للتدخل الغربي في شؤونه و يقبل نصائحه … او أوامره… دون طرح اية أسئلة … هذه هي حدود الصداقة… اما ما يحصل داخل الحدود الداخلية بين الدولة و المجتمع في العالم الثالث فأمره موكول للأنظمة الحاكمة ذاتها و شعوبها المغلوبة على أمرها…

هذا المبدأ يطبقه الغرب و خاصة القوى الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا مع كل دول العالم بغض النظر عن السعار الإعلامي في نقد بعض الأنظمة هنا و هناك… فلنتذكر النقد الشديد للصين و لنقارن ماذا فعل الغرب تجاه مذبحة تيان مين في بكين سنة 1989…. ما شهدناه في الحقيقة لاحقا هو تطور هائل في العلاقات بين الدول الغربية و الصين بشكل لم يسبق له التاريخ…!!!..

لا اريد ان أقارن بين داعش و النظام في الصين لكن أساس الفتك بالمعارضين هو أساس واحد و ان اختلف الحجم لان مستوى التحدي و المخاطر تختلف هنا و هناك… و لعل مقارنة اهم هي بين نظام الخمير الحمر في كمبوديا الذي طبل له الكثير من الأنظمة العربية و العالمثالثية في حينه و نظام و داعش الان…. او بين المذابح الامريكية في فيتنام الذي ما يزال يدافع النظام الرسمي في الغرب و نظام و داعش… لانه في النهاية ان القوى الغربية تستطيع التعايش مع كل المتغيرات و عليه فالانتهاكات الانسانية تصبح “مقبولة ” و يمكن هضمها طالما ان مصالح تلك القوى الدولية الكبرى مضمونة….

هذه هي الطبيعة النفعية في العقلانية السياسية الغربية… و هذه الطبيعة النفعية يمكن بسولة و يسر ان تبرر قبول وجود و صداقة داعش و نظامها كما بررت وجود و صداقة أنظمة دكتاتورية و قاتلة في أمريكا اللاتينية و اسيا و افريقيا عبر العقود العشرة الاخيرة…

بشكل ما فان هذه الأنظمة كلها ذو طبيعة مافياوية في تنظيمها و سياستها الاستغلالية و التسلطية و الاحتكارية…. و هذه الصفات هي مطابقة بشكل كبير لصفات الدول الاستعمارية قديما و جديدا… ثم فلنتذكر أيضاً الأسس الاجتماعية و الاقتصادية لنشوء المافيات في في المجتمعات الغربية و خاصة في المدن الكبيرة في الولايات المتحدة و فبلغها في إيطاليا قبل ان تتمدد الى المجتمعات الغربية الاخرى….. لقد كان من اهم الأسباب المباشرة لنشوء هذه الجماعات هو مستوى تهميشها و سعيها للعب دور روبن هود بطريقة مختلفة…. و لا شك ان النظام السياسي في الغرب يمثل درجة عالية من تمثيل الأسس الاجتماعية في مجتمعاتها و ضمن هذا الإطار فان المنظومات المافيوية هي موجودة و تعمل تحت ستائر مختلفة و لا يعمل احد…. بل لا يدعو احد من الأحزاب و المنظمات الى محوها او القضاء عليها رغم ان ذلك امر هين قياسا مع المستوى العالي لقوات الشرطة و المخابرات و الأجهزة الأمنية ….

هذا “القبول” الضمني لوجود المافيات في المجتمعات الغربية قد يشكل أيضاً مبررا أخلاقيا و نفعيا لقبول أنظمة مافيوية في البلدان الاخرى الصديقة للغرب…

لكن حتى نقرب اكثر صورة المقارنة بين المافيا و داعش فلنتذكر أيضاً ان البنية الاساسية في النظام المافيوي هي “العائلة” و هذه البنية هي هيكلية اجتماعية قبلية او عشائرية تمثل ضمانة لأفرادها و تهدف الى تحقيق مصالحها بغض النظر عن الآخرين … و لكن مقابل هذه الضمانة فهناك العقاب الوحيد الذي تلجأ اليها العائلة في حق اي فرد يخرج عن أعراف العائلة… هذا العقاب هو القتل و هو ذات العقاب لمن يتحدى مصلحة العائلة من خارجها…

هذا بالضبط ما تفعله الأنظمة السياسية الدكتاتورية و النخبوية… كما هو الحال فيما تفعله داعش بمن تعتبرهم رافضي تأويله الديني و الاجتماعي و السياسي و من يقف خارج إطار هذا التأويل … و المنهج الوحيد للتعامل مع الخارجين هو القتل…إذن ما هو الجديد و ما الغريب في الامر في سلوك داعش السياسي و الاجتماعي مقارنة مع الأنظمة السياسية و مع المافيا أينما كانت….؟؟؟…

ما هو الفرق بين “العائلة” الواحدة و الحزب الواحد او النخبة الحاكمة الواحدة… و ما هو الفرق بين مصلحة العائلة المقدسة و المصلحة الوطنية العليا…و ما هو الفرق بين أيديولوجية الحزب و تأويل داعش الديني و الاجتماعي…؟؟؟..

أتوقف هنا… و نواصل في المقال التالي:…. الدكتورة شهيدة الباز مديرة مركز الدراسات العربية و الافريقية … و التي أدين لها بالشكر الجزيل… سألتني ما اذا كنت انظر الى العولمة نظرة إيجابية و فلسفية… اما الدكتور حلمي شعراوي… الرئيس السابق للمركز و الشخصية المهمة في تاريخ مصر الحديثة و الذي أيضاً أدين له بالشكر الجزيل… فقد رأى ان طرحي كان منطلقا من السوسيولوجية السياسية و كان سؤاله هو: كيف يمكن ربط ذلك بالمشاريع السياسية و الاقتصادية…؟؟.. حبي للجميع….

About اكرم هواس

د.اكرم هواس باحث متفرغ و كاتب من مدينة مندلي في العراق... درس هندسة المساحة و عمل في المؤسسة العامة للطرق و الجسور في بغداد...قدم الى الدنمارك نهاية سنة 1985 و هنا اتجه للدراسات السياسية التي لم يستطع دخولها في العراق لاسباب سياسية....حصل على شهادة الدكتوراه في سوسيولوجيا التنمية و العلاقات الدولية من جامعة البورغ . Aalborg University . في الدنمارك سنة 2000 و عمل فيها أستاذا ثم انتقل الى جامعة كوبنهاغن Copenhagen University و بعدها عمل باحثا في العديد من الجامعات و مراكز الدراسات و البحوث في دول مختلفة منها بعض دول الشرق الأوسط ..له مؤلفات عديدة باللغات الدنماركية و الإنكليزية و العربية ... من اهم مؤلفاته - الإسلام: نهاية الثنائيات و العودة الى الفرد المطلق', 2010 - The New Alliance: Turkey and Israel, in Uluslararasi Iliskiler Dergisi, Bind 2,Oplag 5–8, STRADIGMA Yayincilik, 2005 - Pan-Africnism and Pan-Arabism: Back to The Future?, in The making of the Africa-nation: Pan-Africanism and the African Renaissance, 2003 - The Modernization of Egypt: The Intellectuals' Role in Political Projects and Ideological Discourses, 2000 - The Kurds and the New World Order, 1993 - Grøn overlevelse?: en analyse af den anden udviklings implementerings muligheder i det eksisterende system, (et.al.), 1991
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.