تيسير خلف
لم تفاجئني كلمات لؤي حسين التي تحدث فيها عن حثالات السنة، والمماهات الخبيثة والمتعمدة بين الحرب الطائفية الحالية والثورة الديمقراطية السلمية التي ينتمي إليها جميع الاحرار السوريين بجميع مللهم ونحلهم، فهذه المماهاة هي بالضبط الذهنية التشبيحية التي وصمت الثوار منذ الهتاف الاول “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” ووصفتهم بالسلفية والوهابية والارتهان إلى الخارج.
شخصياً لا أتوقع من لؤي حسين إلا ما بدر منه، فهو كائن يتنفس الكذب، وقد كنت شاهدا على إحدى مسرحياته في جنيف العام الماضي، إذ كنت أحتسي الشاي في أحد المقاهي، وكان يجلس بالقرب من طاولتي الدكتور خالد محاميد وبعد قليل انضم لؤي حسين ومنى غانم للجلسة، كانت طاولتي محاذية لطاولتهم، ولكني كنت أدير ظهري لهم، وحضر احدهم وجلس وأشعل سيكارة، ويبدو أنه قدم للؤي حسين سيكارة لكنه امتنع عن أخذ السيكارة، وقال أنا لا أدخن، فانبرت منى غانم تتحدث عن أن لؤي حسين لايدخن ولا يشرب الكحول، معيدة الحديث أكثر من مرة، وحقيقة استغربت الموضوع فما علاقتها بتدخين لؤي حسين من عدم تدخينه، وكيف لهذا الموضوع التافه أن يأخذ كل هذا الحيز من حديث الطاولة.. والتي يفترض ان الجالسين عليها هم نخبة البلد السياسية.. بعد قليل غادرت منى غانم وبقي لؤي حسين، وما إن غابت حتى طلب سيكارة من الشخص الجالس معه وبدأ يمجها دون أن يرف له جفن.. قبل قليل ادعى أنه لا يدخن وظننته غاندي زمانه، والآن يدخن بشراهة، رغم أنه لا يحمل باكيت.. نهضت وغادرت المقهى دون أن أحييه أو احيي أحدا من الجالسين رغم أن أحدهم صديق.. هذا هو لؤي حسين كذبة متجولة، يدعي الانتماء للثورة، وهو يكرهها، يدعي المعارضة وهو مؤيد للنظام، يدعي أنه غير مدخن، وحين غادرت منى غانم شفط عددا من السجائر دفعة واحدة..!!