عن الفنان السوري #فؤاد_غازي: أخدوه ع الشام و”خيسوه”، الله “يخيّس” آخرتهم.
كتب يعرب العيسى
الجميع يعرف أن فؤاد غازي هو الاسم الفني للمطرب فؤاد فقرو، وقلة يعرفون أن لا هذا ولا ذاك صحيح، وأنه فؤاد أسد (مولود في قرية فقرو بسهل الغاب 1955 وتسمى باسمها). وفي العائلة أسدين: الجد الأكبر، والجد المباشر أسد فقرو شاعر العتابا الذي فاقت شهرته مألوف زمنه (بدايات القرن العشرين) وروي أنه قال أربعة آلاف بيت عتابا ارتجالاً، ما زال كثير منها يُغنى في سورية ولبنان على أنه من التراث الشعبي.
ظهرت جينة أسد فقرو في حفيده فؤاد بسن مبكرة للغاية، فكان أول حفل مسجل له في سن الثامنة برفقة عازف العود أبو محمد العجمي الحموي، بعدها اشتهر بغناء العتابا وأغلبها من تراث جدّه ومن أبيات جميل جنيد (سلحب)، وشاعر الربابة حسن الشريف.
ارتبط فؤاد غازي بمرحلة الثمانينات بعجرها وبجرها، واستثمر سادة تلك المرحلة بصوته الجميل وقلبه الطيب ـ كما استثمروا كل شيء ـ فغنى للعمال والفلاحين والحرفيين وصغار الكسبة وكبارهم، ولسرايا الدفاع ولصنوف الأسلحة (وللتحكيمات). وبقي من كل ذلك بضع أغانٍ عن الحب لحنها عبد الفتاح سكر (لازرعلك بستان ورود) ونجيب السراج (سمعت عنين الناعورة) وسهيل عرفة (صبر أيوب) ومصطفى نصري (طوَّلوا ) زهير عيساوي (تعب المشوار).
صمت فؤاد غازي باكراً، وخرج من دائرة الضوء، والأرجح أن ذلك لم يكن بسبب إصابته بأغرب قدَر يمكن أن يصيب مطرباً: سرطان الحنجرة، والذي أدى لوفاته في سن السادسة والخمسين. وأن انكفاءه كان عقاباً لأحد ما، يأساً من تحقيق هدفٍ ما، ألماً من جرح ما.
أبو نديم صديق والدي كان يزمّ شفتيه ويرفع رأسه معترضاً كلما رأى أو سمع صوت فؤاد غازي ويلخّص تلك السيرة السورية المثالية بعبارة واحدة: أخدوه ع الشام و”خيسوه”، الله “يخيّس” آخرتهم.
فؤاد غازي مع ستيلا خليل بالصورة