عندما يكون محمد اسوة لرجاله!!
وفاء سلطان
الكتابة علم وفن وأخلاق. لن يستطيع أن يصبح كاتبا من يفتقر إلى العلم أو الموهبة، أو من يفتقر إلى الشيفرا الأخلاقية التي تمنح كتاباته مصداقيتها.
لا يستطيع أحد أن يصبح كاتبا مالم يكن قارئا جيدا، ولا يستطيع أحد أن يكون قارئا جيدا مالم يكن هناك كاتب جيد.
يقولون “أن العرب لا يقرأون”، ولا أجد سببا قويا لذلك سوى أنهم لا يجدون كتّابا جيدين يقرأون لهم.
الكاتب الجيّد يفرض نفسه، علمه هو المادة الأساسية المكونة لكتاباته، وموهبته اللغوية تجمّل تلك الكتابات وتصيغها بطريقة تفتح شهية القارئ، ثمّ يأتي التزام الكاتب بالشيفرا الأخلاقية ليعطي كتاباته الكثير من مصداقيتها.
لو خضنا قليلا في المادة المكتوبة، والتي توفرت للقارئ المسلم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن، لأدركنا بسهولة الأسباب الكامنة وراء الشحّ العقلي والإفلاس الفني والإنحطاط الأخلاقي الذي عانت وتعاني منه المجتعات الإسلاميّة.
مأساتنا في المواقع الإلكترونية أنها تضمّ ما هبّ ودب، فالإنترنيت قد فتحت أبوابها للجميع للغث منهم وللثمين، رغم أنني أثق بقدرة معظم القرّاء على تصفية ما يكتب ثم تشرّب الفكر الجميل بعفويّة وبلا جهد، فالقارئ الجيد لا يحتاج أن يضيع من وقته الكثير كي يغربل ما يستحقّ قراءته!
نظام موقع “الحوار المتمدن” نظام رائع ويعطيك فكرة واضحة عن من استطاع أن يفرض نفسه ككاتب ومن لم يستطع. ويؤكد لك في الوقت نفسه على أن الأزمة في العالم العربي هي أزمة كاتب وليست أزمة قارئ!
عندما يسمح لي وقتي أن أتصفح بعض المقالات أصل إلى قناعة لو أن بعض الكتاب، ومهما بلغت ذروة جنون العظمة عندهم، قد قرأوا ما كتبوه قبل أن ينشروه لرموه في أقرب سلة قمامة.
باستثناء القلة التي تفكر وتكتب، أقرأ أحيانا للبقية كي أغوص في أغوار بواطنهم وأطلع على العقد النفسية التي ابتلى بها المواطن العربي، وخصوصا من يصرّ على أن يكون كاتبا ولا يمتلك علما أو موهبة أو حتى بعض الأخلاق!
……………..
دُعيت مرّة إلى مؤتمر للشعر العربي في المهجر، وكانت نجمة المؤتمر بلا منازع الشاعرة العراقيّة السيدة لميعة عباس عمارة. بالصدفة كنت أجلس بجوار السيّدة أخت الشاعرة، فدار بيننا حديث عن الشعر أعربت لها من خلاله عن استمتاعي بقصيدة الشاعرة لميعة التي تغنت فيها بمدينة سان دياغو حيث تعيش، وبأنني لم أفهم حرفا مما قاله الشعراء الآخرين.
قالت لي السيدة أخت الشاعرة عبارة مازالت ترّن في اذني: الفكرة الجميلة سواء كانت شعرا أم نثرا أم أغنية تفرض نفسها وترسخ في ذهن القارئ أو المستمع ثم تصبح حية في ذاكرته، كل ما تحفظيه يا وفاء عفويّا هو قول جميل!
تلك هي الحقيقة فأنا لا أستطيع ولا يستطيع أحد من قرّاء المواقع الإلكترونيّة اليوم، أن نقول بأننا لم نسمع باسم الدكتور كامل النجار من قبل، لأنه ـ باختصارـ كاتب فرض نفسه على من يتفق معه ومن لا يتفق!
لو أعطاني أحد ورقة وطلب مني أن أكتب كل الأفكار التي طرحها الدكتور كامل في كتاباته، لا أعتقد بأنني سأنسى واحدة منها!
هذا هو الكاتب الجيد الذي يدخل عقول الناس بلا استئذان، وتصبح أفكاره حيّة في ذاكرتهم وفي وجدانهم.
يقول الفيلسوف الإيرلندي
George Berkeley:
“كل الرجال يمتلكون رأيا، ولكن قلّة منهم تفكر”
هناك فرق بين من يكتب رأيا وبين من يكتب فكرا. قليل من القرّاء يهتمّ بآراء الآخرين، ولكن الأغلبيّة منهم تتشرب الفكر الملتزم بالعلم والفن والأخلاق!
……………….
كتب لي مؤخرا بعض من قرائي الذين تربطني بهم علاقة وديّة وحميمة، يحتجون على ما نشره “كاتب” عني على صفحات موقع “الحوار المتمدن”، وأصرّوا أن أطالب بحذفه احتراما لاسمي وقلمي!
لم أسمع باسم ذلك “الكاتب” من قبل، لا لأنني لا أقرأ بل لأنه لم يستطع أن يفرض اسمه عليّ.
لقد فرض نفسه عليّ للمرّة الأولى من خلال تعليق تافه لم يعكس فيه سوى “مخزونه الفكري” الذي استمده من تراثه الإسلامي!
قام ذلك “الكاتب” بترجمة مقال لحاخام يهودي كان قد نشره في صحيفة لوس أنجلوس تايمز منذ حوالي ثلاثة سنوات، وظن أنه بنشره سيفضح وفاء سلطان ناسيا أنه لا أحد يستطيع أن يفضح الشمس، فالشمس لا تشع وراء الكواليس!
ما يطمئنني من ناحية ويثير قلقي من ناحية أخرى هو أن مجانين اليهود أقل عددا من عقلاء المسلمين!
ما قلته في الإجتماع الذي حضره الحاخام قلته من على منبر الجزيرة مرارا وتكرارا وفي كل مقابلة أو مقالة لي، وسأظل أقوله وأكرره مادمت حية!
قلت باختصار: “كل إنسان يقرأ السيرة النبوية لمحمد ويؤمن بها لا يمكن أن يخرج إلى الحياة إنسانا سليما عقليا ونفسيّا”
قلت ذلك أمام اليهود وأمام المسيحين وأمام أتباع كل الأديان الأخرى، بل قلته في مؤتمر للملحدين كنت قد كُرمت فيه منذ حوالي عامين!
لم أقل ذلك كي أرضي أحدا، بل قلته كي أرضي ضميري!
عندما دافع معظم القرّاء الذين أدلوا بتعليقاتهم عني، ثارت ثائرة السيد “الكاتب” وأصرّ على أن يثبت مستوى “مخزونه الفكري” كمّا ونوعا، فكتب التعليق التالي:
وهنا استفز الشيطان فحرّك جنوده عبر التاريخ ومنهم سلطانة الطرب وفاء الوفية للخلاعة والبذاءة والسقوط.وشكرا
لا أملك حيال ما كتب سوى أن أقول، ما قلته مرارا:
“لا يستطيع رجل أن يتجاوز في إنجازاته حدود تفكيره”، وهذا الرجل لم يستطع أن ينضح إلاّ بما أجاد إنائه!
تشبّث ذلك الرجل بجبّة نبيه حتى التصقت بجلده، بل صارت جزءا من نخاع عظمه!
لقد ساهم الإسلام في خلق تركيبته الفكرية، ولن نستطيع أن نفهم تلك التركيبة إلا بالعودة إلى سيرة محمد!
عندما تقرأ “كتاب البرّ والصلة والآداب” في صحيح مسلم لا تستغرب لماذا يشتم الرجل المسلم من يختلف معه في الرأي!
جاء فيه ما ذكرته عائشة عن رجلين دخلا على محمد فكلماه بشيء فأغضباه فلعنهما وسبهمها، ولما احتجت عائشة قال لها محمّد: “أو ما علمت ما شارطت عليه ربي، قلت: اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعل له زكاة وأجرا”
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&Rec=6047
ذكرني ذلك الحديث بمثل شعبي نتداوله في سوريا: “جحا أكبر من أبيه” ويبدو أن محمدا أكبر من ربّه وإلا لما استطاع أن يشترط عليه!
كيف نتوقع من رجل يقرأ هذا الحديث ويصلي على محمد ثم يتعلّم كيف يتبنى حوارا متمدنا؟!!
كيف تستطيع أن تحاور بشرا لا تستطيع التمييز بين ما تكتبه وفاء سلطان وبين البذاءة، والأخطر من ذلك لا تستطيع التمييز بين سيرة محمد وبين الفضيلة؟!!
وفاء سلطان سلطانة الطرب، ومحمد عندما بنى في عائشة بعد أن سحبتها أمها من ارجوحتها ووضعتها في حضنه هو تصرف في منتهى الفضيلة؟!!
ويلٌ لأمة لا تميّز بين صوت الحق وبين الطرب، ويلٌ لأمة لا تميّز بين انتهاك عرض طفلة من قبل رجل بعمر جدّها وبين الفضيلة!
هذه الأمة هي اليوم نتاج عدم قدرتها على التمييز بين الفضيلة والرذيلة لمدة أربعة عشر قرنا من الزمن.
هذه الأمة هي اليوم ضحية خلطها للمفاهيم، وهي ضحيّة عدم قدرتها على نبش الفضيلة من براثن الرذيلة!!
من خلال خبرتي وتجاربي تشكلت لديّ قناعة بأن معظم الأشرار في العالم لا يتبنون الشرّ عن قصد وسوء نيّة، ولكن عندما تختلط المفاهيم لديهم يصبحون عاجزين عن التمييز بينه وبين الخير، وهذا هو الحال مع المسلمين عبر التاريخ الإسلامي!
يقول القاص الأمريكي المعروف
Edgar w Howe:
“عندما تسيء إلى إنسان بغير حق تساهم في خلق أصدقائه”
في حقيقة الأمر، أكثر المواقف التي تساعدني على تقييم محبة قرائي لي هي المواقف العدائية التي يتخذها البعض مني بلا سبب وبلا أدب، عندها يكتب لي هؤلاء الأصدقاء محتجين ضد من كتب ومشجعين لي!
من يمتعض مما أقول ليتناول ما أقوله، وليواجهني بالأدلة التي تثبت عدم مصداقيته!
هل تعديّت على محمد يوما بحديث أو حادثة أو آية نبشتها من خيالي؟!!
أليس ما أتناوله مثبت في كتبهم ومراجعهم؟!!
إن كان محمد نبيّا من عند الله فلماذا لم يعمل هذا “الله” على تنظيف سيرة نبيه، إن كان فيها شيء مدسوس، على مدى أربعة عشر قرنا؟!!
يقول الأديب البريطاني المعروف
Samuel Johnson:
“لا تضيع كلماتك الكبيرة من أجل قضايا تافهة”
أن يتناولني رجل من أتباع محمد بالشتيمة قضية يُفترض أن أعتبرها في غاية التفاهة، ولكن المأساة أن توافه تاريخنا صارت قضايانا الكبيرة!
كيف أستطيع أن أتغاضى عن رجل تنقصه أدنى درجات الأخلاق عندما يدّعي بأنه كاتب، وينشر قيئه على نفس صفحات الموقع الذي ينشر كتاباتي؟!!
ألم تروا كيف تتحول توافهنا إلى قضايا كبيرة لعبت دورا في صنع ماضينا وتلعب دورا في صنع حاضرنا ومستقبلنا؟!!
لا أستطيع أن أفصل بين اتهام ذلك الرجل لي بالبذاءة والسقوط وبين مفاخذة محمد لعائشة. كلا الحادثتين، في حقيقة الأمر أتفه من أن يدخلا التاريخ.
لكن، الأثر الذي تتركه كل حادثة قد جعل منها قضية كبرى بغض النظر عن تفاهتها.
رجل يفترس طفلة حدث يتكرر يوميا في كل زمان ومكان، ولكن عندما يكون ذلك الرجل نبيّ وقد نصب نفسه اسوة “حسنة” لأتباعه أمر جعل من ذلك الحدث التافه قضية كبيرة!
أن يشتم رجل سيدة لمجرد أنه اختلف معها في الرأي أمر تافه ويتكرر أيضا في كل زمان ومكان، ولكن عندما يُسمح لذلك الرجل أن ينشر شتائمه في موقع يضم خيرة مثقفي الأمة، رغم ندرتهم، جعل من ذلك الحدث قضية كبيرة!
تصلني رسائل كثيرة لا تحمل أسماء وتحوي ما يقشعر له البدن من ألفاظ، ولا ينتابني أدنى شك من أن ذلك “الكاتب” قد ساهم في ارسال بعضها، فمن يكتب بتلك البذاءة علنا لا يتورع أن يكتب أفظع من ذلك متخفيا تحت اسم مستعار.
لا أقيم لتلك الرسائل وزنا طالما يعوي أصحابها في واد لا قرار له، لا أحد يسمعهم ولا يسمعون حتى عوائهم.
ولكن أن يُسمح لهم أن يعووا على صفحات موقع للحوار المتمدن فهذه قضية يجب عدم السكوت عليها كي لا يختلط العواء مع الحوار المتمدن!
كتبت إلى الأخ السيّد رزكار عقراوي رسالة كي أتبين موقفه من تلك الشتائم. استلمت منه، وكما توقعت، رسالة اعتذار تؤكد أنه كان خارج البلد أثناء نشرها، وبأنه قد تمّ ازالتها ولن يسمح لذلك الرجل بالتعليق ثانية.
ما أثار امتعاضي عندما قرأت ذلك الكلام المبتذل والرخيص على صفحات “الحوار المتمدن” هو خوفي من أن يختلط الأمر لدى البعض منهم بين الشتيمة والحوار المتمدن، وهذا ما دفعني لأن أتناول ذلك الموضوع!
……………………….
يقول المفكر العبراني
Asher Ginsberg:
If fifty million people say a foolish thing, it is still a foolish thing.
“لو أن خمسين مليون إنسانا قالوا شيئا غبيا سيظل غبيا”
وليعلم السيد “الكاتب” الذي نعتني بالبذاءة والسقوط، لو أن مليار ونصف المليار من البشر قد قالوا بأن نكاح محمد لعائشة ولصفية ولزينب كان فضيلة سأصرخ في وجوهم: بل إنه الرذيلة بعينها!
كان دحيّة الكلبي أحد رجال محمد قد سبى صفيّة بنت حيي بن أخطب السيدة اليهودية، ولما رآها محمد وسقطت شهوتها في قلبه عرض على دحيّة تسعة سبايا مقابل أن يترك له صفيّة، ففعل دحيّة ذلك.
في طريق عودته من غزوته التي هجم بها على قبيلة خيبر وقتل خلالها أبا صفية وأخاها وزوجها، كان قد نكح صفية في ظل دابته!
فأية أخلاق تلك التي يتبناها ويحارب بها وفاء سلطان؟!!
ولو قال مليار ونصف المليار من البشر “أن الغزو والغنائم ونكاح ما طاب للرجل ممن ملكت يمينه أمر مشروع من الله” لصرخت في وجوههم: بل إنه الرذيلة بعينها!
صدر مؤخرا قانون في أفغانستان يسمح للرجل بموجبه أن يمارس الجنس مع زوجته شاءت أم أبت.
عندما قرأت تعليق الصحف الأمريكية على هذا القانون استغربت وتساءلت: متى كان الرجل المسلم يحتاج إلى قانون كي يفترس زوجته عندما ترفض؟!!
قابلت إحدى جمعيات حقوق الإنسان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي والذي وقع على مسودة القرار، وأعربت له عن احتجاجها، فتبدد استغرابي عندما استمعت اليه يبرر موافقته.
في سياق تبريره لفعلته قال: هذا القانون وضع لينظم زواج المتعة عند الشيعة الذين يشكلون 20% من مجموع السكان، وتابع يقول: ليس للسنّة علاقة بالموضوع!
وفهمت من خلال الشرح بأن الرجل السني لا يحتاج إلى قانون كي يفرض نفسه على زوجته شاءت أم أبت، ولكن يبدو أن الرجل الشيعي يلجأ أحيانا إلى زواج المتعة بحجة أن زوجته ترفض أن تنام معه.
وبذلك، على حدّ قول الرئيس الأفغاني، سيضيق ذلك القانون الخناق على الرجل الشيعي!
عذر أقبح من ذنب، وقانون يستبدل ظلما بظلم أشدّ منه!
ويبقى السؤال: هل يحتاج الرجل المسلم لقانون يُبيح له أن يفترس زوجته عنوة طالما حلل له القرآن ذلك الحق بطريقة أوضح من الشمس؟!!
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ
وهذا هو تفسير الجلالين للآية كي لا يتهمونني بأنني لم أفهمها:
“نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ” أَيْ مَحَلّ زَرْعكُمْ الْوَلَد
هذه الآية تفتقر إلى المصداقية العلمية والأخلاقية!
المرأة ليست حرثا بل هي إنسان بجسد وعقل ومشاعر. الفلاح لا يسأل أرضه عن رأيها عندما يشقها بمحراثه، فهي بالنسبة له مجرد حاضنة للبذرة التي يلقيها فيها، وليس لها مشاعر كي ترفض محراثه.
ليس الرجل وحده من يزرع البذرة، وليست المرأة مجرد حاضنة لنطفة الرجل ـ كما ظنّ محمد عندما رأى سائله المنوي ولم يستطع أن يرى نطفته وبويضة زوجته لعدم أمتلاكه لمخبر وميكروسوب ـ لم يكن محمد يومها يُدرك بأنّ المرأة تساهم بنفس النسبة التي يساهم فيها الرجل عند خلق الإنسان، هي تمنح البويضة وهو يمنح النطفة وكل منهما يساهم في خلق 50% من التركيبة الوراثية للإنسان.
هذا من الناحية العلمية، أما من الناحية الأخلاقية فالتواصل الجنسي بين الرجل وزوجته هو تواصل روحي قبل أن يكون تواصلا جسديّا، وأية علاقة تراعي مشيئة أحد الطرفين دون الآخر هي علاقة غير عادلة وغير أخلاقية ومرفوضة للغاية.
أنى شئتم؟!! وأين مشيئة المرأة؟!!
نعم إن لحظة التواصل الجنسي هي لحظة انصهار روحين، وليس فقط جسدين، في بوتقة واحدة وفي لحظة واحدة!
لم يستطع الإسلام أن يرتقي بذلك التواصل فوق مستوى الغريزة الحيوانيّة!
لقد أكدت الكثير من الدراسات الطبية على أن احتمال حدوث الحمل يزداد في الحالات التي تستمتع بها المرأة، وطبعا من المستحيل أن تستمتع عندما يغتصبها زوجها بلا ارادتها.
الدراسات الطبية التي تتناول لحظة الخلق مازالت قائمة على قدم وساق، وأنا على ثقة أنها ستثبت في المستقبل القريب بأن نوعية الجنين الذي يتشكل عندما يكون التواصل بين والديه تواصلا روحانيا تتساوى فيه مشاعر الطرفين افضل بكثير من نوعية الجنين الذي ينتج عن عملية اغتصاب لا تراعى فيها مشاعر المرأة!
كيف يستطيع المسلم أن يقبل نفسه عندما يعرف بأنه قد يكون نتاج عملية اغتصاب تعرضت لها أمه من قبل أبيه، وليس ثمرة حب بينهما؟!!
إن الرجل الذي يشتم الناس بلا سبب وبلا أدب ولا يملك أدنى أسباب الحوار هو مخلوق مشوه، ومن يدري أين بدأت عملية التشويه؟!!
………………
الأطفال يتشربون كل ما يُلقنون. لم أخرج يوما عن تلك القاعدة، فكل ما أطرحه اليوم هو جزء مما تشربت في طفولة كانت برمّتها ملكا لعقيدة مليئة بالحقد والكراهية ومجردة من كلّ التزام أخلاقي، ولا أعتقد بأن مسلما واحدا في العالم العربي قد نجا من خطورة ذلك النمط التربوي!
كان مدرس مادة التربية الدينية، وفي سياق شرحه للسيرة النبوية التي جعلت من محمد رجلا ” لعلى خلق عظيم” يقول:
“كان النبي محمد صلى الله عليه وسلّم يصلي ويدعو ربه كي يمدّ الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمر بن العاص، لأنهما شديدا البطش”
ثم يتابع: “لقد استجاب الله سبحانه لنبيه المصطفى ومدّه بكلا العمرين”
ـ شديدا البطش؟!!
ـ هذا ما كان يريده محمد من رجاله؟!
ماذا لو قال: الهمّ أمدّ الإسلام بأحد العمرين لأنهما غزيريّ العلم؟!!
لو قال ذلك لما خرج رجل مسلم في تاريخ الإسلام ليكتب عن امرأة ما كتبه ذلك “المفكر” عني!
هذا الرجل مازال يعيش داخل جبة نبيه، ولن يُجيد شيئا سوى البطش!
هو يبطش بدلا من أن يحاور، وهذا هو حال الرجل المسلم!
……….
منذ حوالي اسبوعين قرأت تحليلا لأحد خبراء الإقتصاد في أمريكا تناول فيه الأزمة الإقتصادية الحالية التي تمرّ بها الولايات المتحدة اليوم، واقترح من خلاله بعض الحلول.
لقد أصرّ، في سياق التحليل، على أن أهم حلّ للأزمة هو استقطاب عقول جديدة من كل أنحاء العالم، فأمريكا ـ على حدّ تعبيره ـ تحتاج إلى ضخّ دماء جديدة في عروقها.
هو يريد أن ينقذ أمريكا باستقطاب عقول جديدة، ومحمد أراد أن ينقذ الإسلام باستقطاب أياد تقبض على السيوف وتجيد البطش!
هذا هو الفرق بينكم وبينهم!
منذ أن ابتهل محمد إلى الله كي يمده برجلين شديدي البطش ورجاله لا يجيدون إلا البطش، وطالما يبحث الغرب عن عقول جديدة سيظل بلاد العلم والمعرفة!
وللعلم أقول: في بداية عام 2009 عيّن وال ستريت رئيسا له المهندس الهندي السيّد
Sanjay Jha
براتب 103.6 مليون دولار سنويّا .
بوديّ لو أعرف كم يتقاضى السيّاف في السعودية، باعتبارها المهنة الوحيدة التي تجسّد الشريعة الإسلاميّة!
…………….
قابلت مؤخرا عضو البرلمان الهولندي السيد غيرت فيلديرز، وهو مخرج الفيلم الوثائقي “فتنة” الذي ربط من خلاله بين آيات القرآن والإرهاب الذي يمارسه بعض المسلمين.
في سياق الحديث سألته: لماذا اخترت ذلك الإسم، وماذا تقصد به؟!!
أجاب على الفور: هل تذكرين الآية القرآنية التي تقول:
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ……………؟!!
بناء على تلك الآية يؤمن المسلمون بأن عليهم أن يقاتلوا الآخرين حتى يعتنقوا الإسلام، وهل هناك فتنة أشد من ذلك؟!
وتابع يقول: لقد قصدت أن أقول بأن تلك الآية هي الفتنة في الأرض لأنها تحرّض على الإرهاب!
هل يستطيع مسلم عاقل، أشترط أن يكون عاقلا، أن يفند ما قاله السيد فيلديرز؟
هل هناك فتنة على سطح الأرض أشد من أن يؤمن إنسان بأنّ عليه أن يحارب الناس حتى يؤمنوا بما يؤمن؟!!
في سياق تعريفه للشيفرا الأخلاقية يقول الفيلسوف الألماني “كنت”:
أن يلتزم الإنسان بتصرفات لا تهين عزة الآخر ولا تنتهك حقوقه الأخلاقية!
في مصر ارتفعت مؤخرا أصوات تدّعي أن يحكم مصر اندونيسي مسلم خير من أن يحكمها مصري قبطي!
وهنا يحق لنا أن نتساءل عن مفهوم تلك الأصوات للشيفرا الأخلاقية، وإلى أيّ مدى يلتزم ذلك المخلوق الذي يجرّد أبناء وطنه من أبسط حقوقهم بعدم إهانة الغير؟!!
هل هناك كمية من الحقد تستطيع النفس البشرية أن تستوعبها أكبر من الكمية التي تحرق قلوب وعقول أصحاب تلك الأصوات؟!!
لماذا نرى مصر، أو أية دولة اسلامية أخرى، على ماهي عليه من إنحطاط؟!!
يجيب على ذلك السؤال الكاتب الأمريكي الإيرلندي الأصل
Malachi McCourt
بقوله:
من يحقد كمن يشرب السمّ وينتظر غيره كي يموت!
المسلمون عبر التاريخ الإسلامي لم يتشربوا سوى الحقد. ظنوا أنهم سيقتلون عدوّهم بحقدهم، دون أن يدروا بأنهم لم يقتلوا به سوى أنفسهم.
عندما يتشرب الإنسان منذ طفولته تلك الكمية من السمّ، لن يستطيع يوما أن يتبنى حوارا متمدنا، وسيظل يسبّ ويشتم.
ولكي تعي ما أقصده عليك أن تقوم بجولة قصيرة عبر المواقع الشيعية والسنية، وستتذوق من خلال الشتائم التي ينهالون بها على بعضهم البعض، ستتذوق طعم السمّ الذي دسه محمّد في نفوسهم!
كانت الأم تيريزا تقول: إذا أردت أن تصنع سلاما في العالم عد إلى بيتك وتودد إلى أفراد اسرتك.
لقد سمّم الحقد العلاقة بين الرجل المسلم وبين أهل بيته، ولذلك عجز عن أن يُقيم سلاما خارج حدود ذلك البيت؟!!
عندما يحترم الرجل المسلم حق زوجته في أن تقرر متى تمنحه روحها وجسدها، وعندما يحترم حق جاره في المواطنة حتى ولو لم يُدين بدينه، عندها وعندها فقط سيكون قادرا على أن يصنع سلاما مع العالم، وعندها فقط سيكون قادرا على أن يتبنى حوارا متمدنا!
…………………….
ليقل رجال محمد ما شاؤوا، فأقلامهم تنضح بما في تراثهم!
تؤكد الدراسات في علم الإجتماع على أن الفكرة، أية فكرة، تحتاج إلى ثلاثة أجيال لتؤكد صحتها أو عدم صحتها.
أعتقد أن أربعة عشر قرنا من الزمن كانت كافية لتثبت عقم العقيدة الإسلامية، لكنني لن أحتاج أكثر من ثلاثة أجيال لأثبت صحة ما أطرحه.
بعد ثلاثة أجيال لن يكون أحد منّا هنا كي نتحاجج، لكن التاريخ يومها سيشهد!
أمّا في تلك اللحظة، فعليهم أن يدركوا بأنهم ليسوا الأغلبية وبأنني لست وحدي، أو كما قال أندرو جاكسون أحد رؤساء أمريكا:
“الإنسان الذي يمتلك الجرأة على قول الحقيقة هو الأغلبية”
نحن الأغلبيّة ما دمنا نتجرأ على نبش قمامة ذلك التراث، وستلحق بنا البقيّة عاجلا أم آجلا!
أخر الكلام بعد التحية والسلام : كلامك في الصميم و السليم ، ويبقى السؤال الجوهري هنا وهو إلى متى يبقى البعير العربي ملكا لمختلي الفكر والعقل ، ومتى ستتعض أمة إقرأ التي لاتتعلم من غيرها ولاتقرأ ، إنها حقا لمأساة جماعية تحتاج لمعجزة ربانية لتبرأ ؟