عندما يفقد المثقف الفلسطيني بوصلة الديموقراطية بوصفها التحدي الأساسي لمشروعه الوطني والقومي ، يفقد هذاالمشروع معزاه الوطني يالأصل، وليغدو المثقف من سقط المتاع كـ ( خردة ثقافية ) في جعبة خرج النظام العربي ( المملوكي لكنه المنتج دوليا ضد إرادة شعوبه داخليا ….ولعل خير مثال له نموذجان : الإعلامي القومي المتعدد االمصادر التمويلية وفق تموجات المستنقع العربي رغم سكونه المتأسن وهو( أبو القعقاع العطواني الذي سبق له في بدايلات الثورة أن شنع علينا إعلاننا مشاركة ميليشيا حزب الله في قتل الشعب السوري مع قوات التشبيح الأسدي، فراح يصرخ حينهتا على قناة ( البي بي سي) أننا نسيء إلى المقاومة، وأن جيش الأسد العرمرم ليس بحاجة لمقاتلي حزب الله المنذورين لقتال الصهيونية !!! وكان سبق لنا أن روينا هذه الواقعة المخجلة التي لم تخجل قعقاعية عطوان وظل يقعقع حتى اليوم لكنها قعقعة إيرانية ضد العرب والخليج العربي ، ويجد منابر لديكيته خاصة من خلال اعجاب فضائية (24) به الفرنسية ، يوميا من خلال مريد إعلامي تو نسي له مذيع في القناة،وذلك باستضافته الدائمة على القناة الفرنسية في مكتبها بباريس أومكاتب لندن، وإن لم يكن موجودا يستسشهد بأقواله كمرجعية قومية تتفوق على أحمد جبريل وعلى كل المخابرات السورية …للنظام المملوكي الأسدي الذي يهبط عن مستوى المماليك الأصليين …
فالمماليك تركوا آثارا تشهد بأصالة انتمائهم لهويتهم الاسلامية، كوطنية مضاقة جديدة لاثنيتهم الشركسية، وهي الدفاع عن الحضارة العربية عسكريا على الأقل في مواجهة المغول والتتار، مما سيفشل به الأيوبيون لاحقا رغم الصناعة الإعلامية لصلاح الدين الأيوبي كصناعة (الناصرية ) قي صورة (المهزوم البطل) الذي سيؤسس للنموذج العروبي البعثي ( الصدامي والقذاقي والنميري والأسدي !!!!
المثقف الفلسطيني الذي كانت تقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على صورة المثقف العربي
( النموذج النقي) ، الذي يفترض أنه اكثر من تعلم أن هزيمة العرب هي هزيمة حضارية ثقافية حداثية، يمكن خوض غمار معركة تأسيسها عبر ( العقل والعقلانية ) معرفيا وفلسقيا ومنهجياـ وليس القفز لنتائجها التكنولوجية العصرية عبر السوق الذي ينتجها كسلعة وفق منطق االسوق والمال الريعي، وليس عبر اعمال تجارب العقل حداثيا كونيا عبر التأسيس النظري لها تجريبيا ووضعيا، أي ليس عبر استيرادها في نسق فائمة المكياجات والعطور ……
ويتمثل النموذج الفلسطيني الثاني،فيما يسمى (المفكرالعربي عزمي بشارة ) الذي تم انتظارشهورا حتى أتاحت له مفكريته أن يكتشف أن الثورة السورية هي ثورة شعب يريد الحرية ، وليس ثمرة مؤامرات الامبريالية وفق الحطاب الأسدي ، لكن ما أن أنتقل إلى الموقع المؤيد للثورة حتى تمت مبايعته قطريا عبر الجزيرة ( أميرا للمفكرين العرب) ، حيث أتته الإمارة تجر أذيالها !!!!
وكانت أولى مهام الأمير وإمارة الفكر القطري، هو عقد مؤتمرات لانتخاب مجلس المفكرين العرب ، حيث دعا إلى مؤتمر فكري في الدوحة للملمة أشباه المثقفين وأنصاف المعارصين ( الموارضين أصحاب ( ا”للعم” للثورة والنظام معا ) الذين سيكونون نواة التمثيل القطري للمعارضة التي بدأت تتشكل حينها من الداعين إلى المصالحة مع النظام الأسدي، تحت مظلة الرئاسة الأسدية ، مع بداية رفع شعار ( لا غالب ولا مغلوب) ، ومن ثم بداية (اسلمة الثورة و عسكرتها ) بفضل قطر، بل وبفضل مفكر قناتها الجزيرة الذي يكذب دعاية أن قطر ليست داعمة للأخوان وقائدة الربيع العربي ، والغريب في الأمر أن قطر لا تخبيء دعمها وتأييدها للأخوان كقادة للربيع العربي وفق خطابها الإعلامي ، كما لا يخبيء الأخوان تأييد قطر لهم ودعمهم المالي والعسكري ….
لقد سقط (أمير المفكرين) في خطاب هابط أكثر بؤسسا من الخطاب الإعلامي لأ ( أبو القعقاع العطواني )، حيث يتحدث عن السعودية في قناة الجزيرة ، بوصفها صحراء تسكنها قبائل، وذلك من موقع المقارنة مع قطر، التي ستبدوبالنسبة لقبائلية السعودية و كأنها ( السويد )، بل والأكثر كا ريكاتورية الهجوم العنيف على دول الحصار، كونها (تخوض حربا قذرة حاقدة) على قطر وكأنها حديقة الديموقراطية الخليجية، بل وتبلغ الكوميديا السوداء ذروتها عندما يتم الحديث عن نوايا إماراتية وسعودية في التطبيع مع إسرائيل، وذلك من موقع قومية ووطنية قطر بالمقارنة مع الإمارات والسعودية ، رغم أنه من التكرار والبساطة ، القول : إن قطر لم تكن سوى الطعم الأول في سنارة إسرائيل لإختراق المنطفة العربية ، ومن ثم التطبيع الإعلامي مع إسرائيل عبر قناة الجزيرة الشعبوية ( العروبو إسلاموية !!!!