بين من يقول بزوال نظام الأسد , ومن يقول ببقائه , ثمة حقائق يجب أن نعيها جيداً . الولايات المتحده الأمريكيه عازمة على تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد , ولهذا فهي تحرك جميع عملائها في المنطقه ليبدو الموقف مطلباً إقليمياً ملحاً وليس أمراً قادماً من نيويورك أو واشنطون
كيف يتم تجنيد هؤلاء العملاء جميعاً في حرب خاسره , المستفيد الوحيد منها هي الولايات المتحده الأمريكيه ؟ يتم ذلك من خلال إشعال فتيل حرب المصالح بين جميع أطراف النزاع
يوجد بين قطر وايران حقل غاز مشترك تحت مياه الخليج العربي يعتبر أكبر حقل غاز في كل العالم به ما يزيد على 50 ترليون متر مكعب من الغاز
تمتلك قطر ثلثي هذا الحقل في مياهها الإقليميه , بينما تمتلك ايران الثلث الباقي
تم إكتشاف هذا الحقل عام 1971 , ولهذا فصلت الولايات المتحده مشيخة قطر ( إحدى مشيخات الساحل المهادن ) عن أن تدخل في إتحاد الإمارات العربيه المتحده حين إستولت الولايات المتحده الأمريكيه على مشيخات الساحل المهادن بعد إنسحاب بريطانيا عنهن عام 1968 إثر خسارتها مواقعها في : الهند 1947 , قناة السويس 1952 _ 1956 , وحامية عدن 1967
ولهذا أخرج الأمريكان بريطانيا كشريك محتمل من ايران بعد إنقلاب قام به حلف الناتو وتم تسليم السطة فيه الى المعمم خميني 1979 الذي ما أن أنزلته الطائره القادمه من باريس الى طهران حتى قام بتأميم جميع حصص بريطانيا في شركة النفط الإيرانيه _ البريطانيه
أول خطوه أمريكيه لتغيير خارطة الشرق الأوسط كانت الإحتلال العسكري المباشر للعراق عام 2003 رغم أن العراق هو مستعمره أمريكيه بالفعل منذ عام 1958 بعد الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالوجود البريطاني في العراق والعائله المالكه التي تمثله , وحوّل العراق من يومها الى مستعمره أمريكيه تعج بالإنقلابات والحروب الدمويه
الخطوه التاليه كانت إشعال حرب مصالح بين كل من ايران وقطر واسرائيل وتركيا وروسيا
تم تنبيه قطر الى أنها يمكن أن تصدر مخزونها الهائل الى أوربا وتجني من وراء ذلك أموالاً طائله لا يحلم بها بشر , خط التصدير هو أنبوب يخرج من قطر الى السعوديه فالأردن , ثم الى حمص السوريه ومن هناك ينطلق الى تركيا فأوربا
تلاها تنبيه ايران الى أنها تستطيع تصدير حصتها من الغاز الى أوربا عبر خط ينطلق من ايران الى العراق الى حمص السوريه ثم الى تركيا فأوربا
بشار مثل أبيه , ليست له مصلحه في حماية شعبه , هو معني فقط بحماية عرشه الذي ورثه عن أبيه في ثاني ( جمهوريه وراثيه ) في الوطن العربي بعد جمهورية آل عارف في العراق .. ولهذا ففي المباحثات السوريه القطريه التي تمت في باريس مانع بشار في مد الخط القطري عبر حمص , لكنه تسامح كثيراً في مد الخط الإيراني الى حمص
نتج عن هذا زيارات سريه كثيره للشيخه موزه وزوجها الشيخ حمد الى إسرائيل للتباحث بشأن مد خط الغاز القطري عبر موانيء اسرائيل , ونتج عنه شروع إسرائيل بالتفكير بمد خط هذا الغاز عبر جزيرة قبرص ومنها الى تركيا رغم كل الصعوبات التي تعترض هذا المشروع مبدأياً وتطبيقياً
ما الذي وقع بعد هذا لكي ترغم قطر ومن معها , سوريا على الإذعان لقوة الأمر الواقع ؟ قامت بتسليح مليشيات قاتلت الجيش السوري وقتلت السوريين الإبرياء في معارك بمنتهى الخسة والسفاله , شعارها في ذلك دفاعها عن مصالحها
ماذا فعلت ايران بالمقابل لتدافع عن مصالحها في تصدير الغاز عبر حمص ؟ أرسلت سراياها لقتال المليشيات القطريه تحت عناوين طائفيه منها حماية مرقد زينب وغيرها من الخزعبلات
المخابرات الإسرائيليه ليست بعيده عن كل هذا فهي تريد اللعب على الحبلين من أجل الإستفاده كمركياً من خط الغاز القطري إذا ما مر عبر أراضيها
روسيا دخلت على خط الصراع لإفشال خطوط النقل الى اوربا بفروعها الثلاثه ( قطر _ ايران _ اسرائيل ) روسيا تصدر الى اوربا ربع إحتياج دول أوربا من الغاز وستتضرر كثيرا اذا وجد الأوربيون خط غاز بديل
تركيا وبقلب ملهوف تدافع عن أي مشروع ( قطري _ ايراني _ اسرائيلي ) يمر عبر أراضيها طمعاً في عوائد المكس الذي يجلبه , ولهذا فهي ضد روسيا التي تقتل يمنة ويسرى لتخريب هذه المشاريع
كل هذه الصراعات وقعت على رأس أولادنا وأخوتنا شهداء سوريا الغاليه كما حدقات العيون . المستفيد الوحيد هي الولايات المتحده الأمريكيه وشرق أوسطها الجديد
بشار كما داعش .. باقي ويتمدد