علي المبيدات و على أعدائي

victimsyreleased

احد المعتقلين السوريين تم الافراج عنه مؤخرا

اربعين سنة و هنن عم ينتشروا متل الجراد في كل الاراضي ، عم ياكلوا الأخضر قبل اليابس، و ينتقلوا من وادي الى وادي ذي زرع ليطلعوا منّو صحراء جافة كرؤوسهون..
اربعين سنة حرقوا الارض فهرب المزارع.. ريّفوا المدن فهاجر الموظف ، احتلوا الشاشات فاختفى الفنان، انتشروا في السماء فاختفت الطيور المهاجرة ، رموا الديناميت في البحار فقتلو بيض السمك قبل السمك..
اربعين سنة صابرين على حقدهون منشان الوحدة الوطنية ما تنكسر، صابّين ملح عالجرح منشان ما تتكسّر حجار الفسيفساء المتكسّرة، راضين بالفقر من مبدأ ” الحيط و يا ربي السترة”..
اربعين سنة بإيدنا مبيدات الجراد وما استخدمناها، وضعناها عالرف و قلنا بأصواتنا فقط حاجة بيكفّي.
ما استوعب الجراد كيف انو فئران الحقل طلع صوتها و احتجّت..
جمعوا حشودهون باشكالهون المقيتة و المغطاة بدروع حديدية بتحمي أجساد غضروفية هشّة ينفح منها ريحة كريهة، و بوجوه قبيحة مكسوّة بخوذات يرشح من داخلها مواد اسيدية لزقة ..
فقتلو السوري في عهد الجراد الابن بعد ما قتلوا سوريا في عهد الجراد الاب .

استخدمنا الدبلوماسية في الحل ، فهموا الدبلوماسية بأنها ضعف..
حاولنا التفاوض للوصول الى نهاية ، جلسوا للخداع لا للتفاوض ..
قبلنا الحلول الوسط، فرفضوا الا الحلول الجذرية الدموية..

لم يبق بأيدينا الا المبيدات الرخيصة و اللي بتضمن الحل، فلا تلومونا اذا اضطرينا على استخدامها.. و احذروا غضب الفار اذا ما تم حبسوا في غرفة مغلقة من دون منفذ ، عندها فقط رح يقول:
علي المبيدات و على أعدائي..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.