علم الوراثة يدحض نظرية التطور

تشارلز داروين عالم تاريخ الطبيعي ، قام في القرن التاسع عشر بجولة بحرية في العديد من البحار والجزر وجمع نماذج عديدة obezyanلطيور وسحالي وحيوانات لدراستها ، وبعد عودته كتب كتابا اسماه ( اصل الانواع ) وكتب اخرى ، وانتج نظرية دعيت بنظرية التطور ادعى فيها ان الانسان يشترك في سلف واحد مع القرود . وان الحيوانات تطورت عبر ملايين السنين بفعل الانتخاب الطبيعي وصراع البقاء .
اعتمد تشارلز داروين في افكاره على ما كتبه عالم الاحياء الفرنسي لامارك معتقداً ان التغييرات التي تكتسبها الاحياء في اثناء حياتها تنتقل الى انسالها وذرياتها ، وكان لامارك يعتقد ان الخواص المنقولة تتراكم من نسل الى نسل ومن جيل الى جيل ، وانه يتمم اختيار المفيد من هذه الخواص مما يؤدي الى ظهور انواع جديدة من الحيوانات .
اعطى لامارك الزرافة كمثال اذ زعم انها تطورت من الغزال نتيجة قيام الغزلان بمد اعناقها لأكل الاوراق العالية في الاشجار مما ادى الى تطويل اعناقها من جيل الى جيل وهذا خطأ علمياً كبيراً، لأنه طول العنق في الزرافة مرسوم في جيناتها منذ ان خلقت الزرافة على الارض وليس نتيجة مد اعناقها الى الاعلى كما انها ليست من سلاسلة الغزلان و تحولت الى زرافة .
ومن اخطاء لامارك ايضا انه كان يعتقد إن تم القيام بقطع ايدي عائلة ما طوال عدة اجيال ، فإن احفاد تلك العائلة ستولد بعد زمن معين من دون ايدي .
تاثر داروين بهذه الافكار الخاطئة من معاصره لامارك وتعلم منها مبادئ نظريته في التطور ، ولكنه كان اكثر جراءة في فرضياته المغلوطة فقال في كتابه اصل الأنواع ان الدببة التي كانت تصطاد في المياه تحولت الى حيتان ! .
لقد كان الاثنان لامارك ودارون على خطا في تاسيس افكارهما في التطورمنذ البداية ، ثم وصلت به الجراءة ان يقول ان الانسان يشترك مع القرود في سلف واحد ، اي ان الانسان تطور من احد انواع القرود التي تسير على اربعة اطراف ثم تطورت عبر ملايين السنين وانتصب عمودها الفقري حتى غدت تمشي على القدمين فقط نظرا لحاجتها الى الاسراع في الجري على الارض للدفاع عن نفسها او البحث عن الطعام
وانتفاء الحاجة لتسلق اغصان الاشجار .
كان داروين متشككا وغير متاكدا من نظريته الجديدة ، حيث كتب في كتابه اصل الانواع ” ما لم تحدث تغييرات مفيدة ، فإن الانتخاب الطبيعي لا يستطيع عمل شئ ” .
ان ما ادعاه لامارك وتشارلز داروين كان مخالفا لأهم القوانين البايولوجية ، لأن علومهما في بداية اوائل التاسع عشر كعلم الجينات والمايكروبولوجي والكيمياء الحيوية لم تكن موجودة انذاك . كما لم تكن قوانين علم الوراثة معروفة ، وكان لامارك وداروين يعتقدان خطأ ان الصفات الوراثية تنتقلان عن طريق الدم .
كان داروين قلقا لأنه يعرف ان أساس نظريته واهيا ، ولذلك اعترف في كتابه ( اصل الأنواع ) في الفصل السادس بعنوان مشاكل في النظرية : ” ان ثبت استحالة تكوّن عضو معقد نتيجة لتراكم تغييرات صغيرة متعاقبة ، فإن نظريتي ستنهار لامحالة ” .
لقد حطم الراهب غريغور مندل مؤسس علم الوراثة اسس نظرية التطور الداروينية ، فقد اثبت علم الوراثة ان الصفات المكتسبة لا تورث الى الأجيال التالية بل الصفات الثابتة في الجينات فقط . واثبت علم الوراثة انه لم يكن هناك اي تغيير او تاثير وراثي ممكن في الية الانتقاء الطبيعي لداروين .
بذلك اثبت علم الوراثة خطأ اساس نظرية التطور والانتخاب الطبيعي لداروين ولامارك.

صباح ابراهيم (مفكر حر)؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.