يسكن في جسد الأمه مارد إسمه العظمه والتسلط والمزاجيه والرعب وإقتباس روح الحاكم ورجل الأمن , ويهرب من جسد هذه الأمه القانون والنظام وبعد النظر . هذه ملاحظات من الزمن الصعب .
لقد مرت الأربعينيه الأزليه السارقه للأمل والتطور والتقدم . أنظمه تقوم معتمده على لا شيء فهي تقبع في جحرها وتفوض رجالها وفتوتها لتطبيق السلطه لأنها جاهله بمفهوم القانون والتجربه , وضعت بشكل مفاجيء على كراسي بواسطة حركات انقلابيه عسكريه وتحت شعار نحن الأقوى وإقبلوا بهذه البلوى .
إن قمة السلم الإداري جاهل بأساليب الحكم فقد إنقلب من إنسان يحمل نجوم الى فندق خمسة نجوم . كان جائعاً ويهرول كل يومه من اجل النجمة التاليه وخلال مسيرة حياته تلقى جميع أنواع الإهانات والشتائم وتملق ورقص للسلطان وشاهد جميع الراقصين والحالمين بالسلطة والمتلونين في طريقه للصعود الى السلطه .
إنه يخشى الجميع بما في ذلك نفسه , إنها إشكالية الخوف من النفس والمحيط , وهذا نموذج الحاكم العربي .. اما الآخرون فجاؤا بإنقلابات داخليه بإزاحة من يسكن العرش قبلهم بالتفاهم مع أسيادهم أو أفاقوا في الصباح فوجدوا انفسهم حكّام !
هذه حقيقة الواقع العربي , لم يكن أكثر من افلام كارتون مضحكه تحولت الى أفلام كارتون مبكيه وتلك هي جذور المشكله . وحتى الدول المستقره وقتيا ً , دول تعتقد إستمرارية بقائها في سلم المجد فهي لا تعرف حجم ما سيأتي , فزائر الليل لا يفرق بين عسكري وعقال مدني فكلهم مرحله وأحجار شطرنج ومن يرفع صوته يكتم من كافة نقاط الكتم .
ملاحظه مهمه في موضوعنا لهذا اليوم وهو لماذا نخرت تلك النظمه وسقطت ؟ والإجابه بسيطه : النظام خلق له انياب تحت مسمى الأنظمه الأمنيه , وكلما قست وقضمت بالشعوب كلما تمت مكافأتها أكثر والسبب هو الخوف من السقوط وأن يأتي يوم تطبق فيه الجماهير على الحاكم , والحاكم لا يعلم بأن موعد سقوطه قد تم تسجيله في سجله الخفي وسيظهر يوماً على الشاشه كأي خبر عاجل .
الذكي الذي يهرب من حتفه , والمفاجأه عندما يهرب من حتفه ويكون قد هرب الى حتفه .