يحكى عن رجلين أحدهما فقير جداً والآخر غني جداً قررا الذهاب الى الحج . قال الغني مع نفسه سأذهب بالطائره الى مكه لكي أتم الحج بسرعه واذا كانت الرحله غير متعبه فسأذهب الى مكة للعمره عدة مرات هذا العام
الفقير لم يكن يملك مالاً فذهب ماشياً على قدميه . خلال العمره الأخيره التي كان يؤديها الغني ذلك العام إلتقى الرجلان في مكه حيث كان الفقير يؤدي حجته الأولى لأنه وصل مكه قبل أيام
قال الغني : بعد أن أديت الحج هذه عمرتي الخامسه هذا العام . أجابه الفقير : وهل رأيت في طريقك القرية الفلانيه كم هي جميله , والمدينه الفلانيه كم هي رائعه , هي مررت بالسوق الفلاني والجامع الكبير فيه ؟ فقال الغني : لا لم أرَ
الناس هذه الأيام أصبحوا يبحثون عن الطائرات والقطارات والسيارات السريعه للوصول الى وجهتهم في وقت قصير ناسين أنهم بذلك يفقدون المتعة التي يمكن الحصول عليها لو قرروا الوصول بوسائل أبطأ
عصر السرعه الذي نعيش فيه علمنا اللهاث ونحن نمشي في الطريق لأننا ما عدنا نمشي بل أصبحنا نركض . حتى قهوتنا وجرعة مائنا أصبحنا نشفطها دون التفكير بلذة طعمها
أصبحنا نأكل الطام لا لتذوق طعمه والتمتع به , نأكل بسرعه ودون تمهل لأننا نريد أن نشبع فقط . هل لاحظتم أناقة الناس في القرن الماضي ؟ كانوا يرتدون ثياباً أنيقة مكوية بعنايه . اليوم أصبح الناس يذهبون الى الحفلات ببنطلون الجينز وتي شيرت لا يحتاج الى الكي .. لأن العصر سرعه
تبقى نساء القرن الماضي هن الأجمل رغم إنتشار عمليات التجميل ومستحضراته حالياً , كانت النساء تهتم بمظهرها بشكل دائم وبمواد بسيطه فتبدو جميلة للغايه , أما نساء اليوم فمستعجلات على كل شيء ويردن الوصول الى الجمال بسرعه , لهذا حولن أنفسهن الى دمى متشابهه وفقدن خصوصية أشكالهن , وقسم كبير منهن أضررن بصحتهن وجمالهن بسبب عمليات التجميل
إنسان اليوم يلهث في عصر السرعه وقد فقد الإحساس بالمتعه وفقد الإحساس بوقت الفراغ ومعنى قراءة كتاب أو الإستمتاع بأية هوايه , وهو مشغول طول الوقت الباقي بالموبايل وتصفح الانترنت .. الى أي تسطيح وأمراض نفسيه سيأخذنا عصر السرعه ؟
د. ميسون البياتي