النهار
عقل العويط
يمكنكِ أن تتعرّي. يمكنكِ أن تصوّري عريكِ. يمكنكِ أن تفعلي ما تشائين، ما دمتِ تريدين. هذا شأنكِ، ولكِ فيه ما تشتهين. لكن، لا ضرورة للاعتذار، خصوصاً من اللبنانيين، ولا من الدولة اللبنانية، ولا من السياسيين، ولا أيضاً من رجال الدين.
ممّن تعتذرين، يا عزيزتي؟ أمن هؤلاء الذين، أشهى أمنياتهم أن يروا، لا صوركِ العابرة، الآفلة، العادية جداً، النزقة، البريئة هذه، بل العري البورنوغرافي الوقح، الفجّ، بل أيضاً وخصوصاً أفلام الدعارة المدفوعة الثمن، وما يشابه ذلك، أو يتخطّاه، مما لا يسعفني الخيال فيه، ولا المزاج.
أتعتذرين من هؤلاء، الذين لو استطاعت الكاميرا التسلل إلى خفايا رؤوسهم وخيالاتهم وفانتاسماتهم، لكانت أبدعت في التقاط ما لا يُلتقَط، ولكانت أمعنت في تصوير فنون الدعارة المعششة والوالغة حتى في أنسجة أدمغتهم الخفية، العصية على كل عينٍ مبصرة، وعلى كلّ مجهرٍ بصّاص أيضاً وأيضاً.
أتعتذرين من هؤلاء، يا آنسة؟
هؤلاء الذين ينادون الآن، وفي كلّ آن، بالعفة، والطهارة، ويُشهرون التحفظ، ويخافون على سمعة لبنان، هم أنفسهم يرتكبون المجازر والموبقات والمعاصي التي لا يمكن أن تخطر في بال، ومن ضمنها حفلات العربدة المعنوية العاهرة، التي يأنف منها أهل الأندرغراوند في كل مكان وزمان.
راجعي الحكايات والأخبار والمرويات السرية والعلنية، التي تتحدث عن سبقهم في هذه المجالات، وفي غيرها من “الفنون العليا”.
لو كنتِ تتابعين أخبار السياسة عندنا، فنونها، مؤامراتها، حروبها، دسائسها، صغائرها، أبطالها، زعماءها، فضائحها، ومعها فضائح أهل التقوى من طوائفنا ومذاهبنا، لكنتِ أشفقتِ على صوركِ هذه، بل على كل الصور المماثلة.
اللقطات البورنوغرافية الأكسترا، هي من عندنا، شغل هؤلاء، و”صنع لبنان”، مثلما عندنا “هل كم أرزة العاجقين الكون”، كما عندنا الممانعة، والفساد، والكذب، والرياء، والسرقة، والغلبة، والاستئثار، والإلغاء، والقضم، والتشهير، والقتل الجماعي، والتيئيس، والتهجير، والنهب، والتكفير، والفراغ، والخواء، والنحر، والانتحاريين، وهلمّ.
أتعتذرين يا آنسة؟!
كان بودّي أن أخبركِ عما يجري في ظهرانينا، كل يوم، كل ليل، كل لحظة، سراً وعلانية، في الحياة العامة، على شاشات التلفزة، في الجرائد والمجلات الصفراء، على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى كل المستويات، لكني سئمت.
عزيزتي جاكي، ليس عندي حكم قيمة حيال صوركِ هذه، فهي شأنكِ. كان بودّي فقط أن لا تعتذري. ولو استطعتِ، الآن أيضاً، لسألتكِ للتوّ، وبإلحاح، أن تسحبي اعتذاركِ هذا، وأن تلطمي به وجوه كل هؤلاء الذين يريدوننا أن نسمّيهم، بالقوة: القديسين، الأشراف، الأطهار، الأتقياء، والأنقياء من كل عيب ودنس.
آنسة جاكي شمعون، سامحكِ الله!
مواضيع ذات صلة: جلسة تصوير عارية للنجمة الاولميبة اللبنانية جاكي شمعون