” نقلى الى مديرية المخابرات “
كما قلت, لقد استقبلنى ابن خالى و هَوَن علىّ الأمور و كنت اذهب كل نهاية اسبوع لزيارة عائلتى فهم فى قرية قريبة للعاصمة و كل يوم افهم الحقيقة جيداً , و تعرفت على طبيعة ابناء وطنى و الغرباء و لأول مرة افهم ماذا يعنى شيوعى أو اسلامى , او دعوجى و لماذا يتآمر أبناء الوطن الواحد على وطنهم تحت سقف فكرى و مسميات لا تمت للوطن بصلة بغض النظر عن طبيعة الحاكم او الحكم.
فالانتماء للخارج لعبة مخابراتية دولية تحت مسميات كل ما استطيع وصفه بالتفاهة, فلا موسكو و لا الأزهر أو قُم , او مفتى بلاد نجد و الحجاز الذى اجاز للغرب استخدام اراضيه و حلل قتل المسلم العراقى تحت ضريعة الضرائع النظام العلمانى الكافر.
و علمت ماذا يعنى الحكم, ففى كل بقاع الأرض هنالك الوجه المضحك من الأنظمة و الوجه المبكى الحقيقى الذى يمنع حتى التظاهر و يقمعه تحت شعار مخربين.
إن حرية التعبير فى المجتمع المتمدن هى سراب لا تتجاوز ((ثقافة الكلام)) و هنالك خطوط حمراء كثيرة لا يجوز اجتيازها؛ ما شاهدناه من مظاهرات فى بريطانيا, امريكا و اوروبا معادية لاحتلال العراق و قمع اجهزة الأمن و الشرطة هى فعلاً الحقيقة العارية للأنظمة الأوروبية فلقد شاهدت كيف يعتقل رجل (كنسى) راهب فى بريطانيا و كيف تقمع مظاهرات الجوع قى اسبانيا و هلم جر ..ّ. شكراً للتلفاز و الفضائيات.
و علمت كذلك كيف يتحول الإنسان الى حيوان يضرب الآخرين فى سبيل انتزاع المعلومات و فهمت ماذا تعنى كلمة فساد فى الدوله …
و بعد ثلاثة شهور نُقلت الى مديرية السجون و هنا علمت بأننى لست سوى قطعة شطرنج وطنية و فكرت بالهرب!
يتبع