و عندما غادرت المعسكر الأول لم اجد إلا المكان المثالى “اللوتية” و كلمة لوتى من كلمة مخادع و غشاش و يعتقد انها من اللغة الهندية و بلكنة انجليزي و تُكَوِن مفردة عراقية محلية.
و هنا المكان مقطوع فعلا و الشارع الرئيسى السريع بعيد جداً و الأجازة بعد ثلاثة اشهر فبكيت و لعنت هذا الحظ العاثر من سيئ الى اسوأ.
و تمارضت و حاولت التمارض و إدعاء المرض و التقيؤ و لم احتمل كثيراً انتباه الضابط المسئول و عدم اكتراثه وكان يضحك عندما اشتكى و قال لى “غيرك كان أشطر” وفهمت اللعبة .. النقود!
و ارسلت رسالة الى اهلى مرة اخرى و دفعت له ما اراد عندما عاد زميلى من ألأجازة .. وأخذت اجازة لمدة اسبوع و دفعت, و كانت الأجازة الأخيرة لى .. إما ألهرب او النقل لمكان آخر ..
و كان على قبول الأمر و العودة و انتظار امر النقل و فعلت , فكانت ألمفاجأة .. نقلت الى مديرية المخابرات! و قبلتها لأنها على الأقل قريبة للأهل و الأصدقاء فى العاصمة و لدى معارف ..
و رحلت فى الصباح الباكر و استطعت ان ازور اهلى لساعات و حصلت على ملابس جديدة و رأيت اولادى و عائلتى و اكلت وجبة جيدة و رحلت الى المتاهة الجديدة … جهاز امنى! يا ساتر!
و تم استقبالى جيداً و كان ابن خالى يعمل هناك فشعرت بالاطمئنان رغم رعب المكان.
و بعد اسبوعين اعتدت على تلك الحياة الجديدة!
يتبع