اذا كان عذر أبو العلاء المعري حتى قال (( أنا مستطيع بغيري )) أنه أعمى وليس له بديل عن طلب مساعدة الغير , فغيره من المبصرين لا عذر لهم وهم يفقدون شخصياتهم وكرامتهم من أجل طلب المال أو القوه أو الشهره من الغير فيحولون أنفسهم الى عبيد تابعين للغير
بعض الناس لا يتزحزحون عن عقائد سياسيه آيديولوجيه سادت ثم بادت قبل 100 عام أو يزيد وهم بذلك يحولون أنفسهم الى عبيد لعقائدهم , وغيرهم يحولون أنفسهم الى عبيد لكل ما يقال في الإعلام ناسين أو متناسين أن جل الإعلام أفكار بنيت على الأكاذيب من أجل قيادة رأي المجتمع وأن الإعلام غير مصمم بالمره من أجل قول الحقيقه
البعض الآخر عبيد للعادات والتقاليد تجدهم مثل القطار الذي يسير على السكه .. ما أن ينحرف عنها قليلاً حتى ينقلب , وليست لهم أية رغبه في مواكبة حياة العصر بكل ما حدثت فيها من تغييرات هائله
هؤلاء الذين يرتضون العبوديه من أي نوع كانت , يعيشون بلا أرواح ولا دوافع ولا أفكار ولا إستقلاليه ,هم تابعون وينتظرون أن تأتيهم التعليمات من أشخاص آخرين يحركونهم كما تحرك الدمى بالخيط أو من خلف حاجز
لأجل أن يعبر المرء عن ذاتيته وقيمته حين يحيا في هذا العالم , عليه أن يبني لنفسه شخصية جيده , وأن يتحلى بالمسؤوليه الإجتماعيه , وأن تكون له رؤياه الخاصه للعالم الواسع , وأن يقوم بتأسيس كل هذا منذ مرحلة مبكرة من حياته , وأن ينشأ محباً للخير في حياة ذات معنى وقيمه وأن لا يكون تابعاً للغير
أما التابع الذي ينتظر الإشارة من المتبوع ليتبعها بإخلاص سواء كانت تناسبه أم لا , ملغياً كيانه ومتحولاً الى نسخة ثانيه من المتبوع .. هذا الشخص هو عبد حقيقي حيثما كان مكانه في المجتمع أميراً أم أجيراً
د. ميسون البياتي