عبلّين غير شكل

زهير دعيم
قصيدة هامسة ،هادرة حينًا ، راعشة احيانًا ، تحكي حروفها انسياب المحبّة في شرايين الحياة.
زنبقة فوّاحة تنشر عطرها في الأرجاء البعيدة وفي كلّ الفصول.
عروس تتجلّى بشممٍ فوق خدّ تلّات الجليل الغربيّ.
إنّها عبلّين المحبّة ؛ عبلّين التآخي الرائع والمجد التليد ، والعزّ الذي لا يعرف الذّبول ، والقداسة الرافلة والتي تقطر من ثوب مريم يسوع المصلوب.
عبلّين التي يسير فيها الخوري والشيخ متعانقيْن ، متحابّيْن ، يُلوّنان الاجواء بنفحات الاخوّة الصّادقة ، الصادرة من قلوب بيضاء ، جذلى.
يطيب لي سكناكِ بلدتي الوادعة والجميلة عبلّين ، ويطيب لي أن أخطّكِ على جبين الورقِ بأحرف من نور ؛ أخطّك خاطرة رائعة وقصّة حياة وعنوان وئام دائم، يربط الميلاد المجيد بالفطر السّعيد والقيامة المجيدة بالاضحى المبارك ، ويزوبّع في ضمير الكون أغرودة العيْش المشترك الكريم.
كيف لا والكشّافات : الارثوذكسيّة والاسلاميّة والكاثوليكية تشمّر عن سواعدها في كلّ المناسبات الدينية والاجتماعية لتضفي على البلدة رونقًا وجمالًا، فتشارك بمسيرة اضاءة شجرة الميلاد تارة واخرى بمسيرة الفوانيس .
منظر جميل وبهيّ وفتّان يشدّك ويأخذ منك مأخذًا وأنت ترى هذه الكشّافات في عناق وتداخل ومشاركة تسبي النفوس والألباب.
أمّا الاجمل حين ترى جمعية السلام الخيريّة ( الاسلاميّة ) تقيم ندوة وحفلة في رحابها لعيد ميلاد السيّد المسيح ، لتجد بعد اسابيع او اشهر بيت القدّيسة مريم بواردي يعجّ بالمحتفلين بالشهر الفضيل..بالامس فقط ، بالامس مساء الاحد قامت حركة الشّباب المسيحيّ كما في كلّ سنة ومنذ قيامها قبل ثلاث سنوات ؛ قامت بتوزيع التمور والحلويات بعد الافطار على مفارق الطرقات وفي الحارات في صورة بهيّة رفعت معنويات العبالنة الى السماء لتعود وتّذكّرنا بطاولة الحلوى التي تقيمها سرية الكشّاف الاسلامي – عبلّين في ساحات الكنائس في عيد الميلاد المجيد.


الامر لا يقتصر حقيقة على الكشّافات وحركة الشباب المسيحي بل يتعدّاها الى الكثير من الاطر الاجتماعية الفاعلة بنشاط وبركة على الساحة في معظم ايام واشهر السنة.
عبلّين الخير في القلوب ، بل في الأرواح .
عبلّين الخير : أنتِ أنتِ انموذج الشراكة الحقيقيّة والمحبّة التي لا تعرف التحوير والتمثيل والنقصان.
عبلّين : ازرعي الجليل والاجواء من عطرك ولا تبخلي على احد….. عبلّين نحبّك هكذا.

About زهير دعيم

زهير دعيم زهير عزيز دعيم كاتب وشاعر ، ولد في عبلّين في 1954|224. انهى دراسته الثانويّة في المدرسة البلديّة "أ" في حيفا. يحمل اللقب الاول في التربية واللاهوت ، وحاصل على شهادة الماجستير الفخرية في الأدب العربي من الجامعة التطبيقيّة في ميونيخ الالمانيّة. عمل في سلك التدريس لأكثر من ثلاثة عقود ونصف . حاز على الجائزة الاولى للمسرحيات من المجلس الشعبيّ للآداب والفنون عن مسرحيته " الحطّاب الباسل " سنة 1987 . نشر وينشر القصص والمقالات الاجتماعية والرّوحيّة وقصص الأطفال في الكثير من الصحف المحليّة والعالمية والمواقع الالكترونية.عمل محرّرًا في الكثير من الصحف المحلّية.فازت معظم قصصه للاطفال بالمراكز الاولى في مسيرة الكتاب. صدر له : 1. نغم المحبّة – مجموعة خواطر وقصص – 1978 حيفا 2. كأس وقنديل – مجموعة قصصيّة –1989 حيفا 3. الجسر – مجموعة قصصيّة حيفا 1990 4. هدير الشلال الآتي – شعر 1992 5. الوجه الآخَر للقمر مجموعة قصصيّة 1994 6. موكب الزمن - شعر 2001 7. الحبّ أقوى – قصّة للأطفال 2002 ( مُترجمة للانجليزيّة ) 8. الحطاب الباسل- 2002 9. أمل على الطّريق -شعر الناصرة 2002 10. كيف نجا صوصو – قصة للأطفال (مُترجمة للانجليزيّة ) 11. العطاء أغبط من الأخذ –قصة للأطفال 2005 12. عيد الأمّ –للأطفال 2005 13. الخيار الأفضل – للشبيبة -2006 14. الظلم لن يدوم – للشبيبة 2006 15. الجار ولو جار – للأطفال 16. بابا نويل ومحمود الصّغير – للأطفال 2008 17. الرّاعي الصّالح –للأطفال 2008 18. يوم جديد – للأطفال 2008 19. الفستان الليلكيّ – للأطفال 2009 20. غفران وعاصي – للاطفال 2009 21. غندورة الطيّبة – للأطفال 2010
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.