عبدو كلاي

عبدو كلايobard
من نوادر عبدو التي لا تنسى انه فجأة طلعت براسه ان يشترك بنادي الوراق لكمال الاجسام فلقد اشار عليه بعض الاصدقاء انه اذا التحق بنادي الوراق يمكنه خلال اشهر ان يكسي جسمه الهزيل بعضلات قوية تجعل الجميع يهابونه ويحسبون له الف حساب
لم يكذب عبدو خبر والتحق بالنادي وكنا اذا مر احدنا من امام النادي يتوقف لينقل لنا مشاهداته من خلال نافذة الصالة كيف كان عبدو يسقط شبه مغمي عليه بعد دقائق من بدء التدريب
وكيف كانت قدماه ترقصان التويست بمجرد ان يرفع اثقالا تتجاوز العشرة كيلو غرام
المهم اصرار عبدو على ان يتحول الى رامبو جعله يستمر بالتدريب والالتزام بالنادي يوميا على الرغم بانه لم تظهر على جسمه ايه ملامح توحي بان هنالك عضلات ستظهر في يوم من الايام
طبعا عبدو خلال فترة التدريب تبدلت ملابسه واصبحت تي شيرتات رياضية بلا اكمام تبرز من خلال التي شيرت ذراعين شكلهما اقرب اعواد قصب السكر بعد مصها
انتهت فترة التدريب التي مددها عبدو شهرا اضافيا لدورة مكثفه بالملاكمه تركت اثرها على وجهه دوائر زرقاء وحمراء وجبيرة على انفه من ان يرفعه يوما ليعود ويضعها باليوم الثاني على اثر ضربة من مدربه لم يتعلم طريقة تفاديها
لم يكسب عبدو من النادي الا بشيء واحد هو الثقة اللامتناهية بقدرته وقوته بعد هذا التدريب وانه اصبح الان شخصا خطرا يجب أن يتحاشه الجميع واصبح يتحرش بالجميع واغلب الناس تتحاشاه ليس خوفا منه بل خوفا عليه وفرض على الجميع ان ينادوه بعبدو كلاي الى أن طفح الكيل منه فكانت نهاية اسطورة عبدو كلاي على يد بكري بائع الخضار الغلبان على عربة صغيرة حيث اصر عبدو كلاي ان يدفع له فقط نصف سعر البندورة فما كان من بكري الا ان رن عبدو كلاي علقة سخنة اجتمع اهل الحي على مشهد كوميدي تحول فيه عبدو الى ما يشبه كرة سلة بيد محترف من فريق هارلم وبعد ان تحول الى رجل اسفنجي بين يدي بكري ادخله في صندوق العربه وودعنا قائلا سارميه لكم خارج الحي كالقطط المؤذية كي لايعود ثانية الى هنا
عبدو كلاي تذكرت قصته وانا اطالع بعض صفحات مؤيدي النظام واقرأ روايتهم السحرية عن بطولات النظام ورئيسه وكيف ترتعد فرائص اوباما واردوغان وتميم وزعماء الخليج كلهم منه ومنهم
تلك الاساطير التي يرونها اصبحت في حيرة من امري هل فعلا يكتبونها من باب المداعبة والسخرية ام فعلا هم يعيشون هذا الوهم القاتل
لو انتهت تلك الروايات الخارقة عن النظام وسيده هنا لقلنا انها مبالغة مؤيدين لا اكثر ولكن ان تتحول تلك الروايات الى مادة اعلامية تتفاخر قنوات الممانعه والمقاومة بالاشادة فيها فالامر اذن اكثر من مجرد فرد عضلات لمؤيدين لا بل انها كارثة في فكر النظام بحد ذاته ان يصل به الامر لايصدق انه قادر على تركيع امريكا والغرب وتركيا معا وينسى انه لم يستطع على مدى ثلاث سنوات مع حلفائه من تركيع ثورة ثوار اضخم سلاح لديهم بعد ايمانهم الكلاشينكون وصاروخ غراد امام طائرات النظام وصواريخ سكود والبراميل المتفجرة والدبابات وراجمات الصواريخ
يبدو ان عبدو كلاي خرج صندوق عربة بكري الخضرجي ليعود علينا على هيئة نظام لا يقهر

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.