عام أخر يجرجر أيامه خلفه، كما تجرجر موجة على شاطئ مجهول شظايا الحرب ، من أطفال ونساء وبؤساء غرقى.
ننتظر عاما أخر.. مسكونين بالخوف والقلق والاغتراب دون رابطة بالمستقبل. وفريسة للماضي ، لعصر ” الإيمان القروسطي ” الذي تفتك فيه نصوصه الخطابية الدينية والسياسية المكتوبة ، بأرواح العشرات من ” رعايا ” المنطقة العربية والإسلامية، مجتمعات الإجابات الجاهزة.التي تبحث عن السعادة بعد الموت ، وليس عن سعادة الحاضر والمستقبل .
وعام كامل حكم فيه المرض على حالتي بالنفي الذاتي، والانزواء بعيداً عن صخب الكتابة، والأصدقاء والبحث عن الأسئلة المعقدة. بيد أنها كانت تجربة مهمة لإعادة النظر بكافة تلك الأماني السابقة ،او ببعض الاستنتاجات والأحكام السريعة التي صاحبت ما يسمى ” الربيع العربي “. وسفكت فيه الدماء باسم الدين تارة وأخرى باسم الحفاظ على رأس النظام معاً.
فتكت فينا المعاني والخطابات ، والعقائد السلفية ، وكلهم تحولوا الى ورثة للأنبياء وللقادة التاريخيين . وجميعهم نسوا أو تناسوا ما قاله ” إبليس في رواية ” الأعماق السفلى ” لجوركي ” الإنسان ما أعظمها من كلمة “.
فأين أصبح إنسان البلدان ” العربية ” ؟؟
هذا ليس بكاءً على الحاضر.. فليس مطلوب من المرء أن يكون فيلسوفاً لكي يري أن جنون التطرف الشيزوفريني قد حول المجتمعات ” العربية ” الى دول للطوائف المتناحرة تراجعت فيها القوى الديمقراطية لكي تحل محلها العقائد ذات النزعة التجارية وماركة حلال وحرام . وتراجعت معها قيمة الإنسان لصالح ” المقدس الوهمي “فهل بهذا النزعة العنصرية يمكن لمجتمعات الشرق العودة الى العصر الراهن ؟؟
هل نملك القدرة على الخروج من الماضي، والوقوف خارج النظام الأبوي السياسي والديني ؟ ونخلق في تفكيرنا مكاناً لوعي متجدد، يتطلع نحو مستقبل كما يفترض أن يكون ؟ وهل محبة الأخر واحترامه تحتاج الى وحي الهي !
هذه العقلانية تفترض قيام خط فاصل بين الذات والماضي. حس زماني كأداة لتحول تاريخيا في علاقاتنا الإنسانية. قبل ان يفتك بنا الخوف من صعود هذه الفاشية المرعبة..
شئ مرعب كيف يمكن تحويل أطفال الى قتلة متوحشين.. هل بهذه السهولة يمكن ان يصبح فيها الإنسان غير إنساني ؟؟! وغير قابل للمراهنة على إنسانيته. أو قدرته على تحميل روابط الحياة والحضارة. فارغا وعبثي وقاتل..؟!
هذا هو عبث الماضي، الذي أعدم الحاضر من أجل إحياء ماضي لن يعود.
هل يمكن أن نفتح ثغرة صغيرة في عقل هؤلاء وتحويلهم من ولاء منغلق ومروج لعقلية الاستبداد الى عقل قابل للحوار ومنفتح على الآخر؟
إنها أمنية أخرى ، عندما بلغ الشاعر الألماني ” جيته ” الثمانين من عمره قال، ” يجب أن أتغير,ان نجدد شبابنا على الدوام ، وإلا تعفنا ” .
إنها مجرد أمنية .
كل عام والجميع بخير وأسرة الحوار المتمدن.
سيمون خوري
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامب
أحدث التعليقات
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام