وفاء سلطان
يقول مثل افريقيّ: قد تستطيع أن تنتشل الرجل اذا وقع في عمق المستنقع، لكنّك لا تستطيع أن تنتشل المستنقع اذا وقع في عمق الرجل!
يبدو أن السيّد عبد اللطيف الجبوري قد تشرّب المستنقع بكامله، إذ لم
يستطع أن يفرز في ردّه على مقالتي “هل يصلح الدهر ما افسده الاسلام”
سوى مائه الآسن ووحله!
يسألونني في أمريكا: متى ستردم الهوّة بين المسلمين من طرف والعالم كلّه من طرف آخر؟ فاجيب بثقة وبلا تردّد: عندما يتعلّم الرجل المسلم فنّ الحوار ويلتزم بآدابه!
حاولت “آفاق”، بحذفها للبذيء من ردّه، أن تنظّفه من وحله وعفونته وتلمّع ما قاله، لكنّها لم تفلح.
لا أتفق مع القائمين في “آفاق” على تصرفهم هذا، وإن كنت احترم حقهم
في اتخاذ ما يرونه ضروريا، ولا اعتقد أنّه يخدم القضيّة التي من اجلها وجدت آفاق.
يجب، باعتقادي، أن تنشر الغسيل بكلّ وسخه، لكي يتاح للقارئ أن يقارن ويميّز مواقع الخلل في ثقافة قادته، وما زالت تقوده، الى الهلاك.
إنّ رجلا يخلط بين العلم والدين ، ويحاول أن يثبت مصداقية احدهما عن طريق الآخر، لهو مخلوق يحتاج الى اعادة تأهيل عقلي!
العلم لا يؤمن بالحقائق المقدسة، فما يعجبه اليوم قد يضحكه
غدا! يترك العلم الباب مفتوحا للشكّ والسؤال، ويبحث عن الحقيقة ثمّ يعتمدها عن طريق النتيجة والبرهان. أمّا الدين فيقوم على مبدأ التسليم والايمان، ويعتبر كل شيء يأتي به حقيقة “مقدسة” لا تحتمل الشكّ ولا تقبل السؤال. العلم متغير وفي حركة دائمة والدين ثابت، وعندما يلتقي المتحرك بالثابت تتوقف النتيجة على قوة كلّ منهما.
الأقوى فيهما سيثبت نفسه، فإذا كان المتحرك اقوى ادى الى تحريك الثابت عندما يصتطدم به، وإذا كان الثابت اقوى ادى الى ايقاف المتحرك عندما يصتطدم به. تلك حقيقة فيزيائية يبدو أن السيد الجبوري “المختص في علم الفيزياء” يجهلها او يتجاهلها.
لم يستطع الدين أن يصمد أمام حركة العلم وظلّت “حقائقه المقدسة”
تتقهقر امامه الواحدة بعد الأخرى. لم تعد الأرض منبسطة ولم تعد نطفة الرجل وحدها مصدر الحياة. لم يعد بول الابل يشفي من كلّ العلل بعد أن فضحت المخابر الطبيّة “النظرية المحمديّة” وحللّت مواده السامة وخطورته، والأمثلة هنا تطول ولا تنتهي.
يبدأ السيّد الجبوري رده بقوله:
يحاول الملحدون ان يعطو الانطباع بان عقلانيتهم كفيله بضمان مجتمع سديد يقوم على الاخلاق القويمه والسلوك القويم وهم ليسو بحاجه الى التوجيهات السماويه في وضع الاسس الكفيله بانشاء المجتمع الامثل.
إن محاولتهم هذه ناتجة عن عدم مصداقية ادعاءاتهم هذه وعدم تمكنهم من اقناع أحد بجدوى هذه الادعاءات الغير واقعية، اذ كيف يكون انضباط الانسان العادي وما هي الروادع الكفيلة بان تجعله ملتزم بالسلوك والأخلاق الحميدة اللازمة لبناء المجتمع على الاسس القويمة.
لا أدري بأيّ حق يحشرني السيّد الجبوري في خانة الملحدين، وإن كنت لا ارى في ذلك ما يسيء اليّ، فالالحاد خير من الايمان باله يوصف بأنّه
القهّار.. الجبّار.. المتكبّر.. المذلّ.. المقيت.. المميت.. المتعال.. المنتقم.. المهيمن.. بل هو خير الماكرين!
قلت في ردي “لا احد يستطيع أن يثبت وجود الله ولا أحد يستطيع أن ينفيه” هل في قولي هذا ما يؤكد الحادي؟!
هل في جعبة السيّد الجبوري، كمختص في علم الكيمياء والفيزياء، ما يتناقض مع هذا القول؟
هل يستطيع؟ لماذا لا يفعل؟ هل رأى الله تحت المجهر، أم في انبوب التحليل المخبري، أم رآه في قول القرآن:
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذ ثَمَانِيَة..؟!!
طالما يحمل عرشه ثمانية فهو شيء محدد ومن السهل اثباته، فلماذا لا يفعل؟
نعم يا حضرة العالم! لا شيء قادر على أن يضمن سلامة المجتمع سوى العقلانية، التي افتقرت اليها تعاليمكم الاسلامية! تعاليمكم فشلت في حماية المجتمع وضمان سلامته. ما نراه على ارض بلادكم العراق، ومقارنة بالدول الاسكندنافية كأقل الدول ايمانا بالدين، يثبت غياب تلك العقلانية في بلادكم، وكما يثبت مصداقيتها في تلك البلاد.
لماذا لا تسأل نفسك: هل استطاع الاسلام ان يردع المسلم ويبني
مجتمعا قائما على اسس قويمة؟ قال لكم محمد في خطبة الوداع: “اليوم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا”.
أين هي آثار تلك النعمة؟ ولماذا لم يستطع الاسلام ان يثبت نفسه؟! مجتمعاتكم ـ ياسيّدي الفيزيائي- من أكثر المجتمعات التي تعاني من انحطاط اخلاقي وافلاس علمي وعقلي، ومن اكثرها في الوقت نفسها تشبثا بالدين وتعاليمه!
لماذا تعيش في امريكا وهي لا تلتزم بأيّ تعاليم دينية، ولا تنتقل الى ارض
الحجاز مهد الاسلام ولحد نبيّه؟!! لله درّكم ما اشدّ جهلكم ونفاقكم!!
………………….
ثم يتابع السيد الجبوري:
في موضوع الخالق والخلق ابتدات في السطر الاول من مقالتها بالسؤال التالي:”هل الله موجود؟
لم تبدي رأيها الشخصي في الاجابة على هذا السؤال بل تشدقت والتجأت الى أن الديانات والثقافات والشعوب تؤمن “بان الله هو الكمال المطلق.” بعدها وفي السطر الحادي والثلاثون تقول “اتفق الجميع على ان الله هو الكمال المطلق”. ثم في السطر الخامس والثلاثون تقول” ان الله هو الكمال المطلق لدى الجميع على وجه التقريب،” بعدها تتراجع وتقول “لم يصل الله في أي دين من الاديان حد الكمال المطلق” وهكذا تستمر في هذه الدوامة من التناقضات والارتباكات وعدم وضوح في التفكير.
عندما اتساءل: هل الله موجود؟ ثم اقول: لا احد يستطيع أن يثبت وجود الله ولا احد يستطيع أن ينفيه، الا يكفي هذا ليكون رأيا شخصيّا؟!!
يتهمني بـ “التشدق” لأنني قلت بأن الله هو الكمال المطلق…
أين هو التشدّق في هذا القول؟! اتهامي بالتشدق تصرف، ارفض حتى ان اصفه بقلة الأدب، فقليل الشيء يملك بعضه!
يلجأ السيد الجبوري الى اقتطاع جمل من اقوالي من هنا وهناك، محاولا ان يثبت للقارئ تناقضا بينها بخبث وصفه الامام علي “بالشقاق والنفاق”.
يذكر عبارتين لي قلت في احداهما: إن الله هو الكمال المطلق لدى الجميع على وجه التقريب، وفي الاخرى: لم يصل الله في ايّ دين من الاديان الى حد الكمال المطلق! ولكنه يسقط عمدا وخبثا ما جاء بينها.
بعد عبارتي الاولى شرحت باسهاب كيف يتفق الجميع على ان الله هو الكمال المطلق، ولكن لا احد يتفق مع الآخر في مفهومه للكمال المطلق! هم يؤمنون بأنه الكمال المطلق ولكن يشوهون مفهوم ذلك الكمال، ولذلك لم يصل الله في اي دين من الاديان الى حد الكمال المطلق ( حسب التعريف المنطقي للكمال المطلق).
ألا يؤمن المسلمون بأن الله هو الكمال المطلق؟ ألا يؤمنون في الوقت نفسه بأن الله “خير الماكرين”؟! ألم يشوهوا مفهموم الكمال المطلق ويسقطوا الله دون مستواه بادعائهم هذا؟!
لا اعرف من فينا يبدو متناقضا ومرتبكا وبعيدا عن الوضوح!
أتابع خربشاته:
كيف يصح لها التعبير بان الديانات تؤمن وأن الثقافات تؤمن؟ ولو اتبعنا ما تود ان تصبو له وهو ادعائها بان الله هو الكمال المطلق وطبقنا المنطق في هذا المجال لوجدنا ان الكمال المطلق هي صفه وليست جمله تعريفيه، ولكون الكمال المطلق صفه فالكمال لا يكون مطلقا لانه اذا كان الموصوف مادة فحسب مبدأ عدم الدقة للعالم هايزنبرغ فلا يمكن أن يكون الكمال مطلقا.
لم افهم حرفا مما قاله، وسأكون مدينة لمن يفعل ويزودني بفهمه!
هل احد سمع بتعبير “جملة تعريفية” وما الفرق بينها وبين الصفة؟ ألسنا نعرّف الشيء بصفاته؟
ماهذا المزيج الكيميائي الفيزيائي الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة والذي حضره السيد الجبوري “المختص بعلم الكيمياء الفيزيائية” في مخبره في جامعة بغداد؟!
ويستمر هاذيا:
أما اذا كان الموصوف غير مادي فهو يصبح شيء نسبي ويتبع للمفاهيم الروحية! لذا والحال هذه لا يمكننا باية صوره من الصور أن نتناول الكلام عن الذات الإلهية بتعابيرنا وتفكيرنا وعقلنا المحدود ونقول ان الله هو الكمال المطلق فاي محاوله من لدن العقل البشري لوصف الجليل هو تعدي صارخ على جلالة الله.
أنا لم اصف الله ـ يا حضرة العالم ـ لكن انتم الذين وصفتوه بالمنتقم
والمقيت والمتعال والمتكبّر و..و..و خير الماكرين!
هذا ما جاء في كتابكم المقدس، الذي يبدو انّك تخرجت منه قبل أن تتخرج من ايّ مدرسة. لماذا تعيب عليّ افتراضي بأنّ الله هو الكمال المطلق؟ أين الخلل في ذلك؟
يستمر بهذيانه:
تأتي الكاتبة الى تناول موضوع اخر فتقول “إن قانون تصارع الاضداد قد جسد الله في الكمال المطلق وتبوا الشيطان الشر المطلق”. وهنا تقع الكاتبة، مرة اخرى، في الخطأ. اذ ان الشر المطلق هو ليس الضد للكمال المطلق فالمضاد للشر هو الخير وليس الكمال والمضاد للكمال هو النقصان او عدم الكمال! ولا ادري كيف اتعامل مع هذا الارتباك الفكري؟ فهل هو هذا جهلا أم محاوله للتلاعب بالالفاظ؟
يا حرام.. واحسرتاه على الجيل الذي تخرج من جامعة بغداد!
تستمر الكاتبه بطرحها لتقول “يتجاوز مفهوم الكمال المطلق أو الشر المطلق قدرة العقل البشري استيعابه. عندما نقول كلمة المطلق نعني اللامحدود.” وهنا تناقض فظيع اخر. اذ ان كلمة مطلق هي كلمه بمقدور العقل البشري استيعابها وهي تعني التام. فنقول الفراغ المطلق ونعني بذلك الحيز الفارغ تماما والذي لايحوي على مادة. اما فكرة اللامحدوديه فانها تعني فكرة اخرى غير الامر او الشيئ المطلق. فلا يمكننا والحال هذه ان نعوض عن كلمة مطلق بكلمة اللا محدود.
في أحد فقرات ردّه يتهمني السيد الجبوري بالجهل بقواعد اللغة الانكليزية، وسأعود لذلك الاتهام لاحقا. عندما يتهم احد احدا بأنه جاهل بشيء يفترض أن يكون ملما به. ولو كان يلمّ بمعنى كلمة مطلق
لوفر على نفسه الدخول في ذلك الجدل السفسطائي. Absolute
لو فتح القاموس العربي الانكليزي لوجد مقابل كلمة “مطلق” كلمة infinite, unlimited, unbounded
ولو فتح القاموس الانكليزي لوجد ان الكلمة وفي اول شرح لها تعني: Loosed from any limitation or condition, unbounded, unrestricted
عندما نقول في، الفيزياء ( مجال اختصاص السيّد الجبوري) الفضاء المطلق فإننا نعني:
Absolute space (physics): space considered without
Relation to material limits or objects.
اما أن يقول بأن اللامحدوديّة تعني فكرة اخرى، ولا يذكر لنا ما هي تلك الفكرة فهذا هروب يثير الشفقة!
لم ار في جدل السيّد الجبوري سوى محاولة فاشلة لابعاد القارئ عن فحوى مقالتي، وهو الفساد الذي احدثه الاسلام وامكانيّة اصلاحه!!
يتابع:
يظهر لي من تناولها لموضوع الخطأ والصواب بانها ركيكة حتى في موضوع اختصاصها وهو علم النفس. اذ تقول “الذي يدفع المعتل عقليا الى ارتكاب الجريمه هو دوافع نفسيه وعقليه. ان الدوافع التي تدفع المعتل عقليا هي الدوافع التلقائيه والتي لا يستطيع الفرد مقاومتها او السيطرة عليها. اما الدوافع النفسيه والعقليه فهي غير ذلك وهي دوافع تتحكم فيها الحاله النفسيه للفرد وعلى قابليته العقليه في تلك الاونه وبذا يستطيع الانسان مقاومته.
لم افهم ما يحاول قوله ولم اسمع في حياتي هذا الهذيان، ولذلك لا استطيع الردّ عليه!
يتابع:
تقول الكاتبه “إن الدين، اي دين، من اكثر المصادر التربوية قمعا للانسان لأنه ألغى مبدأ الاحتمالات وقفل العقل داخل علبة سردين.” اقول اذا كان هنالك كلام فيه تجني على الواقع والحقيقه فهو قولها هذا.
لناخذ على سبيل المثال الدين الاسلامي . فاذا كانت ما تقصد به بمبدا الاحتمالات هذا هو الطريقة العلمية في النهج و التفكير فان القران الكريم والسنة النبوية مليئه بدفع المسلم لان يتدبر ويتفكر ويتعقل ويدرك ما يؤمر به او يعرض عليه.
ونذكر هنا النص القراني على سبيل المثال لاالحصر “افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدو فيه اختلافا كثيرا.”(1). لقد شجع القران اتباع النهج العلمي في التحليل والبحث مما حدى بالمسلمين ان يبداو باستخدام الطريقه العلميه الي اوصلتهم الى كثير من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية.
احسّ بحزن عميق وأنا اردّ على هذا الهذيان الفكري. احزن على وقتي ووقت القارئ، ولكنني اجد في الردّ فرصة لطرح المزيد من افكاري والتي تجد ترحيبا لدى الكثيرين من قرائي.
أين الدليل على قوله:
القران الكريم والسنة النبوية مليئه بدفع المسلم لان يتدبر ويتفكر ويتعقل ويدرك ما يؤمر به او يعرض عليه؟!!
يقول القرآن: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.
ما هي الاشياء التي لو بدت لنا على حقيقتها لاساءت؟!! هل يضع “استاذ الكيمياء الفيزيائية” لطلابه حدودا للشّك والسؤال؟!
هل تعلم حضرته، بأن علماء النفس يعتبرون اخفاء الحقيقة اشدّ خطرا من الكذب؟ عندما يكذب الانسان يدلي ببعض المعلومات التي قد توقعه وتنبّه الى كذبه، ولكن عندما يحجب الحقيقة يغلق كل الطرق التي قد تقود اليها!
لو التزم غاليلو بـ “قدسيّة” تلك الآية لما اكتشف بأن الأرض كروية وهي تدور حول الشمس، ولما فضح الآية التي تقول بأنّ الله بسطها!
ثم لماذا تبرهن على ادعائك بأنّ الاسلام حض على البحث والسؤال بالآية التي تقول:
فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ؟!! ما علاقة تلك الآية بالحض على العلم والمعرفة؟!
ألا ترى في القرآن اختلافا كثيرا؟! ألا ترى فيه كتابا مليئا بالأخطاء اللغوية والفكرية والاخلاقية والتاريخية؟!
قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ… عربي؟!! غير ذي عوج؟!!
لو كان عربيا ألا يفترض أن يلتزم بالحد الأدنى من قواعد اللغة العربية؟!
لقد احتوى القرآن على اكثر من الف خطأ لغوي، معظمها لا تحتاج الى سيبويه كي يكتشفها، بل بامكان تلميذ في المرحلة الابتدائية ان يتبينها.
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا… لو كتب طفلك في موضوع الانشاء “وإن طائفتان اقتتلوا” ألا تصحح له قوله هذا بقولك: “وإن طائفتان اقتتلتا”.؟
هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.
هل المفروض أن نقول اختصموا أم اختصما؟! أم ستقول كعادة المسلم في الحوار: عنزة ولو طارت؟!! ذلك غيض من فيض، وليس لديّ مجالا لاستفيض!
أما بخصوص التناقض في القرآن فبامكاني ان ابدأ بالحديث عنه، ولكن ليس بامكاني ان انتهي!
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ.
وفي سورة اخرى قال:
قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
تشير الآية الاولى بأنه خلق السماوات والارض في ستة أيام، بينما تشير الآيات التي تلتها أنه خلق الارض في يومين وهندسها في أربعة أيام ثم خلق السماوات السبع في يومين. صار المجموع ثمانية ايام وليس ستة!
واليك مثال آخر:
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ
بينما تقول آية اخرى:
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ
ويبقى السؤال الذي لم يسمح “عالمنا الفيزيائي” لنفسه يوما ان يسأله: ما عدد الايام
التي عذّب بها الله اهل عاد، يوم واحد أم ايام؟!! واكاد اسمعه يقول: عنزة ولو طارت!!
وهاك مثال آخر اكثر وضوحا وبساطة:
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ..
بينما تقول آية اخرى: لِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ..
تشير الآية الاولى بأنّ الله احسن الخالقين (اي هناك اكثر من خالق، لكنّه هو احسنهم). بينما تشير الآية الثانية بأنّه هو الذي خلق كلّ شيء، وليس هناك خالق
سواه.
أما زلت تصرّ على أنّها عنزة؟! ما الفائدة من الجدل؟! دعنا ننتقل الى فكرة اخرى ولنقرأ الآية التي تقول: خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ..
ثم التي تقول: مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى..
تشير الآيتان إلى أنّ الله قد خلق الانسان من نطفة الرجل، بينما الانسان يخلق من الحيوان الذكري للرجل ومن بويضة المرأة.
اليست نصف الحقيقة كذبة كبيرة؟! ذلك النصف الذي توصل اليه عندما نظر الى نطافه فظّن أنها مصدر الحياة دون سواها.
لم يكن لديه يومها مجهرا ومخبرا، كحضرتك، كي يرى بويضة المرأة. وهناك خطأ لغوي جسيم وهو اطلاق كلمة نطفة على الحيوان المنوي الذكري sperm فالنطفة تعني القطرة، والقطرة تحوي ملايين الحيوانات المنوية. تلاعبوا باللغة كي يثبتوا علميّة القرآن!
………………………
ورغم اخطائه الكثيرة، لا يرى الاستاذ الجبوري في القرآن الا كتابا علميا من الطراز الاول الذي يعود اليه كل علماء امريكا واوروبا لا ثبات نظرياتهم، فيقول:
لم ترد حقيقه علمية في القران الكريم الا وكانت متفقه مع احدث ما توصل اليه العلم الحديث من حقائق. ففي قوله تعالى “وجعلنا من الماء كل شيئ حي افلا يؤمنون”(4) كفانا ان نعلم بان علماء الفضاء يبعثون باجهزة التحسس لجزيئات الماء على ظهر المركبات الفضائيه للتعرف على وجود حياة…
لنقرأ معا تلك الآية: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ ِطين..
هل افهم من ذلك بأن ابليس والانسان خلقا من ماء؟ وهل هذا يعني ان الطين والنار من اصل واحد؟ واذا كان الامر كذلك لماذا لم يقل الله لابليس عندما تحداه، مصححا له معلوماته: خسئت يا ابليس! فلقد خلقتكما من مصدر واحد ألا وهو الماء؟!!
لو التزم الهكم بالقليل من الديمقراطية، وأجاب على سؤال ابليس بطريقة اقل جبروتا لوفر علينا كلّ العمليات الانتحارية في العراق، ولوفر علي الخوض في جدل كجدلك هذا.
لا يوجد في التعاليم الاسلامية مكان للدماغ ولا للجهاز العصبي المسؤول عن تصرفات الانسان. اصرّت تلك التعاليم على أن القلب هو مصدر الفكر وهو الذي يتحكّم بقرارات الانسان.
يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ….
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت ْقُلُوبُهُمْ
وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ
من يسبر اغوار الانترنيت يستطيع وبسهولة أن يتّطلع على كلّ العلوم. ويستطيع أن يتأكد من ان مركز الخوف والوجل والريب هو الدماغ وليس القلب الذي لا علاقة له، من قريب أو من بعيد، بتصرفات الانسان!
ومتى فرطت حبّة من مسبحة الاسلام خرّت كلّ حباته!
فأين تلك الآيات من الحقائق العلميّة التي اثبتها واقرّها العلم؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتابع “المفكّر الاسلامي” السيّد الجبوري ردّه، فيقول:
ثم ان جهلها (…) في الفكر الاسلامي والسيرة النبوية يتضح جليا من تفسيرها الخاطئ للحديث النبوي الشريف “انصر اخاك ظالما او مظلوما” فقالت “كيف نطالب رجلا يؤمن بالحديث النبوي الذي يقول:”انصر اخاك ظالما او مظلوما” بان يبني مجتمعا عادلا يحكمه القانون والاخلاق؟” ان المطلع على السيره النبويه يعرف ان الرسول (ص) عندما سئل عن ذلك اجاب بانك تنصر اخاك الظالم بان تنصحه أن يعدل عن ظلمه.
مسكين! جاء ليكحّلها فعماها!
تنصر اخاك الظالم بأن تنصحه كي يعدل عن ظلمه؟!! هل نصحتم صدّام؟ ولماذا لم يعدل عن ظلمه بعد نصيحتكم؟ أين القانون؟! يا لها من مهزلة!
لماذا يأمر الله أن تقطعوا يد السارق والسارقة، ويأمركم محمّد بأن تنصروا الظالم بالنصيحة؟! قد يكون للسارق ما يبرر فعلته، ولكن يستحيل أن يكون هناك ما يبرر ظلم الظالم! قد لا يؤثر من يسرق رغيفا من الخبز كي يطعمه أطفاله على سلامة المجتمع، ولكن الظلم بأبسط اشكاله يقوض من سلامة ذلك المجتمع!
ما هذه الركاكة الفكريّة واللغوية والاخلاقية؟!! عيب على استاذ في جامعة أن ينصر اخاه الظالم بنصحه قبل أن يضع حدا لظلمه!
لو كانت النصيحة هي الطريق الأنجع للتعامل مع الظلم لكان العراق اليوم بألف خير!
…………………………
يتابع:
وفي خاتمة مقالتها تاتي بحلم وهي رغبتها بان تكون “اداة الدهر كي تحرق ما افسده الاسلام.” ترى كيف تريد أن يتم لها ذلك ونحن نعيش في بداية القرن الحادي والعشرين وفي وقت انتشار المعلومات وطرح الاراء الحره والمناقشه الهادفه ليزداد العالم علما والعارف معرفة وننتقي الصالح ونتجنب الطالح بكل موضوعيه وأمانه علميه.
منذ بداية ردّه وأنا ابكي، ابكي شفقة عليه. لكنني غرقت في نوبة ضحك عندما قرأت عبارته تلك. يهدّدني بعصر المعلومات الذي سيقضي على اناس من امثالي ويساهم في اثبات علومه وصحة تعاليمه الاسلاميّة، دون أن يدري أن عصر الانترنيت سيكون أول وآخر ضربة ستقصم ظهر البعير!
على مدى اربعة عشر قرنا من الزمن كان السيف اداة الحوار الوحيدة. قال محمّد: “من جحد بآية من القرآن اضربوا عنقه”، أمّا اليوم لا يستطيع أحد أن يطال احدا من وراء كواليس الانترنيت وصارت الحقيقة جليّة لمن يبحث عنها!
فضحت الانترنيت الخرافات الاسلامية، فأظهرت لمن يريد أن يفكر ويعقل بأن سبع عجوات من التمر لا تستطيع أن تحمي آكلها من سموم يومه، وبأن ملايين الجراثيم تعشعش على جناحي الذبابة وليس أحدهما يحمل شفاء للناس، وبأن بول الابل سام، وبأن الحبة السوداء لا تشفي من علة ناهيك عن كلّ العلل، وبأنّ.. وبأنّ.. وليس لـ “بأنّ” نهاية!!
…………….
هناك مثل افريقي آخر يقول: “يتمختر الفأر في الاماكن التي يعرف اوكارها”.
لقد تناول السيّد الجبوري كل فكرة في مقالتي ظنّ نفسه يستطيع أن يتسلل منها. لكنّه وعندما وصل الى المقطع الذي اقول به:
كيف يستطيع الرجل المسلم أن يتصوّر طفلة في التاسعة من عمرها تجلس في حضن رجل بعمر جدّها ولا يتقزز؟
كيف يقرأ امرئ مسلم الآية التي تقول: “فلمّا قضى زيد منها وطرا زوجناكها”، ولا يتساءل: ما هو ذلك الوطر؟
كيف تقرأ المرأة المسلمة الآية التي تقول: “نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أنى شئتم”، ولا تصرخ بأعلى صوتها: وأين مشيئتي؟
لفّ ودار.. لفّ ودار وبحث طويلا عن وكر يتسلل منه، ولمّا لم يعثر قرر ان يتجاوزها وكأنه لم يقرأها!
اذا كان السيّد الجبوري رجلا يؤمن بالعلم والسؤال والوصول الى الحقيقة ألا يدري بأن العلم قد شرح بالتفصيل الجهاز التناسلي عند المرأة واحترم رغباتها الجنسية؟
لماذا يتجاوز “الله” رغبتها تلك، وهو الذي يفترض انّه زودها بها؟ ولماذا يقتصر التواصل الجنسي في الاسلام على احترام رغبة الرجل، حتى ولو تجاوزت تلك الرغبة حدود الأخلاق؟!
لماذا لم يجب السيّد الجبوري على سؤالي حول رجل في الخمسين من عمره يمارس الجنس مع طفلة في التاسعة؟ ( لقد تجنبت في مقالتي الاولى خجلا أن اذكر بأنّه كان يفاخذها وهي في السادسة على ذمّة الكثير من الكتب الاسلاميّة)!!
يبدو أن السيّد الجبوري، وهو الشيعي الذي طعن في ردّه بالسلفيين والوهابيين، لا يودّ الخوض في قضيّة عائشة التي يلعنها في صلاته قياما وقعودا!
……………………
هذا ما جاء في ردّ السيّد الجبوري فيما يتعلق بالاسلام. ما عدا ذلك، لا شيء يستحقّ الوقوف عنده سوى اتهامه لي بأنني جاهلة بمبادئ اللغة الانكليزية، وذلك لأنني اطلقت على عالم في الفيزياء اسم لوريت ستيفن علما بأن لوريت هو لقب يعطى للحائز على جائزة نوبل!
لا ارى في جهلي لهذا الامر ما يقوّض من مصداقية مقالتي. لا يحقّ لمخلوق ان يتهم آخر بأنّه جاهل، اذ ليس هناك من انسان يعلم كل شيء ولا من انسان يجهل كل شيء، والجهل صفة لا يوصم بها انسان احتراما لانسانيته.
يكفيني فخرا، يا حضرة الاستاذ الجامعيّ، أنني بدأت بتعلّم اللغة الانكيزية وأنا في بداية عقدي الثالث، واجيد قراءتها وفهمها الآن كما يجيدها ابنها. لا ادعيّ بأنني شكسبير، لكنني لا احترم من يوصمني بالجاهلة.
اقضي جلّ وقتي بالقراءة، لكنّني لم اقرأ منذ وطأت قدمي ارض امريكا من الكتب العربية ما يتجاوز اصابع الكف الواحدة. القراءة فيها لا تشبع جوعي للمعرفة ولا تروي عطشي للعلم.
علماء الطب النفسي في أمريكا الآن يتجنبون ان يطلقوا على مريض الشيزوفرينيا schizophrenia بالشيزوفريني schizophrenicويفضلون أن يقولوا عنه “المصاب بالشيزوفرينيا” diagnosed with schizophreniaاحتراما لانسانيته.
من حقكّ أن تقول بأن فلانا يجهل… وتشرح ماذا يجهل، ولكن ليس من حقّك أن توصمه بالجهل! يبدو أن سنواتك في امريكا لم تصل بك الى سن الرشد!
توصمني بالجهل لانني لا اعرف انهم يطلقون على الحائز على جائزة نوبل لورييت، ماذا تقول عن استاذ عربي يدرس في جامعة ويخرج اجيالا، ويكتب مقالة من عدّة صفحات مليئة بالاخطاء التي لا يمكن ان يرتكبها تلميذ في سنوات دراسته الاولى؟! اليك غيض من فيض تلك الاخطاء:
فهو يصبح شيء نسبي والاصح أن تقول “شيئا نسبيّا”.
فهل هذا هو جهلا أم محاوله للتلاعب بالالفاظ؟ عبارة ركيكة والاصح أن تقول: فهل هذا جهل أم محاولة (بالتاء المربوطة وليس بالهاء)!
تقول: مما حدى بالمسلمين ان يبداو باستخدام الطريقه العلميه الي اوصلتهم الى كثير من اكتشاف كثير من الحقائق
وتقول ايضا: هم ليسو بحاجه الى التوجيهات السماويه
أين الف الجماعة في يبدأوا وفي ليسوا؟ وهل عبارتك “اوصلتهم الى كثير من اكتشاف كثير من الحقائق” تمتّ الى العربية بصلة؟!
في ردّه من الفه الى يائه لم يستخدم التاء المربوطة واستعاض عنها بالهاء، كقوله: الجريمه.. العقليه العلميه.. الحاله النفسيه.. متفقه.. الآونه.. السماويه الخ، لا اعرف لماذا؟
ومع هذا ليس من حقيّ ان اصفه بالجاهل، بل اقول بتواضع أنّه يجهل بعض قواعد لغته الام، وهذا يسيء اليه كمدرّس ومربيّ اجيال!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلاصة القول، استطاع السيّد الجبوري وبأمانة، كي لا اظلمه، أن يمثل شخصيّة الرجل المسلم الذي فقد كلّ الطرق العصبيّة التي تربط لسانه بدماغه. انفلت ذلك اللسان من عقاله وراح يلعلع دون رادع او وازع!
تجتمع عوامل ثلاثة لدى السيّد الجبوري لتجعل منه صورة حقيقة لواقع الرجل المسلم، والتي يجب ان يتناولها كلّ باحث يسعى لاعادة اصلاح الاسلام.
الجانب الاول: هو ضحيّة تعاليم قولبت عقله وسلبته قدرته على التفكير.
الجانب الثاني: لم يستطع تحصيله العلمي أن يخترق ذلك القالب الحديدي!
الجانب الثالث: لم يستطع وجوده في مجتمع كالمجتمع الامريكي أن يزوّده ببعض المرونة، ولم يستطع أن يطوّر قدرته على الحوار.
تبدو تلك الصورة قاتمة للغاية، ويبقى السؤال: هل يصلح الدهر ما افسده الاسلام؟!!