أعزائي القرّاء:
اليكم جزء آخر من ردّي على رسالة السيدة التي نشرتها في بوست سابق، أتمنى أن تستمع هي وتستمتعوا أنتم بقراءته، مع خالص محبتي
*****
(أنا تائهة جداً.. عمري …. سنة ولا زلت تائهة.. من زماااااان اسأل وأفكر ولا استطيع أن اقتنع بكثير مما يرزع في رؤوسنا من كلام على أنه كلام الله.. لكني حتى هذا اليوم لم أصل لقرار..
أجلت مشروع زواجي 4 سنوات ولا زال مؤجل لأني لا أعرف كيف سأربي ابنائى!!.. على دين؟ بدون دين؟ على حياد؟ على النقيض؟…صدقا لا اعرف
ولا اعرف ما الذي انتظره منك بعد قراءة هذه الرسالة لكني شعرت بحاجة ملحة للحديث معك..
سؤالي لك… ماذا يجب أن أفعل؟؟… أنا أكره هذا الدين اللي يجعلني ناقصة ..وقليلة.. و عورة و… و … و… لكن فعليا و واقعياً ماذا أفعل؟)
++++++++++++++++
* ـ قد يكون الضياع الذي تشعرين به هو أول خطوة باتجاه الطريق الصحيح…
ما أريده منك أن تثقي بذلك الصوت الذي يخرج من أعماق عمقك ويحذرك من أن في الأمر خللا ما…
كنت أتحدث مرّة مع صديقة يهودية تتقن فن اليوغا وتميل إلى البوذية كفلسفة، وفي سياق حديثنا قالت:
اقنعي نفسك ياوفاء بهذا الأمر…
وهنا اعترضت: راخيل، من أنا ومن نفسي؟ يبدو أننا شخصان مختلفان؟
فردت على الفور: بالتأكيد! وتابعت تقول:
(عندما أقول “اقنعي نفسك” أقصدك أنت، أقصد ذاتك العليا، أقصد ذلك الصوت الخافت الذي يضج في أعماقك وهو صوت الكون فيك!
ذاتك العليا هي تلك الذات التي تربطك بالكون، فتستمدين منه الدليل إلى الطريق الصحيح الذي يقودك لتحقيق الغاية من وجودك على سطح الأرض)
….
هذا الصوت يحاول إقناعك بأن ما يُفرض عليك من تعاليم ليس صحيحا، ثقي به وافتحي عقلك لتضعي تلك التعاليم تحت عدسة مجهرك!
خيرا فعلت عندما أجّلت مشروع زواجك!
حياة تقودينها بنفسك كعازبة أفضل بمليون مرة من الإرتباط بزوج يقودك من سجن إلى سجن أسوأ منه…
لكن كما أنت تفكرين، هناك رجال في مجتمعك وفي دائرتك الضيقة يفكرون بنفس الاسلوب…
كل ما تحتاجين إليه أن تركزي على إيجاد واحد منهم، وتؤمني بأن إيجاده قاب قوسين أو أدنى…
هو يبحث عنك كما أنت تبحثين عنه…
ومتى تركت الأمور تأخذ مجراها بعفوية وانسيابية لا بد أن يلتقي أحدكم بالآخر…
لو لم أكن زوجة لرجل يؤمن بي لما كنت من أنا اليوم، ولأكون منصفة لما كان هو من هو اليوم..
كل منّا ساهم في صنع الآخر!
لو تحقق هذا الحلم ووجدتِ شريك حياة يؤمن بما تؤمنين، ستجدين عندها ـ وبسهولة ـ أجوبة لكل أسئلتك حول “تربية الأولاد”، فلا تستبقي الأمور
وانتظري ذلك الحلم!
إحساسك بالحاجة للحديث معي شرف ووسام أتباهى به، فشكرا لثقتك..
ونصيحتي أن تكوني حرّة ـ على الأقل ـ داخل عقلك وترفضي تعاليم لا تمت إلى قناعاتك وأفكارك بصلة…
متى حررتِ عقلك من كوابح تُفرض عليك بدون ارادتك تكوني قد مشيت الخطوة الأولى باتجاه الطريق إلى حياة أفضل!
ليس مطلوبا منك أن تكوني عالمة صواريخ، بل أن تستخدمي ما نسميه
Common sense
“الحس العام”، كي تقتنعي بأن الإسلام كعقيدة جريمة بحق الإنسان وخصوصا النساء!
تعالي نقرأ معا آية أخرى غير كريمة: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما)
أريدك أن تفتحي أي كتاب من كتب التفاسير لا على التعيين، ستجدين أن المقصود بالسفهاء “النساء والأطفال”!
وبناءا عليه “المرأة لا تؤتمن على مال”، فتصوري!
منذ فترة وقعت في مشكلة مالية مع أحد وأهم البنوك في كالفورنيا يُدعى
Bank of America،
فترددت إلى البنك لحل المشكلة…
لم يستطع موظفو البنك مساعدتي فنصحوني أن أذهب إلى المركز الرئيسي للبنك
(Headquarters)
وأن أطلب مقابلة المدير العام للمركز!
ذهبت وجلست في غرفة الإنتظار بغية الحديث مع المدير العام….
ماهي إلا دقائق وخرجت عليّ سيدة بسحنة افريقيّة ولون حنطاوي جذّاب للغاية…
رحبت بي ثم أشارت لي أن أتبعها إلى مكتبها…
لو قُدر لك أن تتمعني في وجهها لآمنت بالفكرة القائلة: أن الله قد خلق الإنسان على شاكلته”!
جمال ساحر يُشعرك بسكينة لا حدود لها…
لم يُذهلني جمال وجهها وحسب، بل أذهلني اسمها المعلق على صدرها
(Name tag)،
فصحت بالإنكليزي: آمنة، اسم عربي جميل!
فردت على الفور بالعربي: بتحكي عربي؟
قلت: طبعا، من وين حضرتك؟؟؟
وسقط جوابها عليّ كالصاعقة: صومالية….من الصومال!
نعم، امرأة من الصومال، البلد الذي حوّله جنود الإسلام إلى جحيم الأرض، امرأة من الصومال مديرة عامة للمركز الرئيسي لأحد أكبر بنوك أمريكا على الإطلاق..
بينما تعاليمها تقول: لا تؤتوا السفهاء أموالكم، وهي المقصودة بالسفيه!!!
…..
طوبى للحرية ولاحترام حقوق الإنسان، وليسقط الإسلام في مزابل التاريخ!
**********************
ريثما يأتيكم المزيد من الرّد، أتمنى لكم كلّ الخير
مع خالص محبتي