صباح ابراهيم
الفصل الخامس
صدام يقود تصفيات خصومه
جهاز حُنَين
في عام 1966 وبعد فرارصدام من السجن، أنشأ نظاما أمنيا سرياً داخل الحزب عرف بأسم “جهاز حنين” ضم النخبة من القتلة والسفاحين الذين اشتهروا في أيام الحرس القومي وانقلاب 14 رمضان/ 8 شباط 1963 السيئ الصيت، و ضم الجهاز السفاحين، ناظم كزار وسعدون شاكر وحسن المطيري وعمار علوش وجبار الكردي وبعض الأسماء المنبوذين من أبناء مناطقهم في العراق من الاشقياء والمجرمين المحترفين، وأطلق على هذا الجهاز السري الأمني اسم (منظمة حنين).
بدأ الجهاز يمارس عمله بسرية تامة حتى عن حزب البعث نفسه وبمعزل عن السلطة، وبعد أن تمت تسوية أمور السلطة بالانقلاب الثاني في 30 تموز 1968، واكتمال سيطرة البكر – صدام على مقاليد السلطة بشكل مطلق، برز إلى الوجود مكتب صغير لا يلفت الاهتمام والانتباه يدعى (مكتب العلاقات العامة) – والذي سيصبح مديرية المخابرات لاحقاً – هذا المكتب لم يكن إلا وكراً أمنياً خطراً لمعالجة حالات التصفية الجسدية وعمليات الخطف والتغييب ليس فقط على الحركة السياسية الوطنية في العراق بل يطال حتى ملاكات وقيادات حزب البعث الحاكم نفسه، ولم يكن المكتب المذكور إلا الواجهة المعلنة لمنظمة حنين الإجرامية.
وفي سني البعث الأولى ابتدع المكتب المذكور عمليات تصفيات المعارضين من القيادات البعثية بمسرحيات حوادث الدهس والسحق بسيارات كبيرة من نوع اللوريات العسكرية منها، وخاصة في الليل بعد أن يعود المعارضون أو المطلوب تصفيتهم من حفلاتهم وجلساتهم إلى بيوتهم، في حين تبقى عيون صدام وازلامه لا تنام فكان لهم بالمرصاد، وتمت تصفية العديد منهم بسهولة وبصمت مطبق، وتشييعهم والمشي في جنازاتهم وحضور مجالس عزائهم بكل صلافة ومحاولة إيهام ذوي المتوفي أن جهة ما هي التي أقدمت على تصفيته، وطال الأمر ملاكات الحركة السياسية الوطنية في العراق.
استعمل جهاز صدام أسلوباً خسيساً في عمليات التصفية الجسدية للمعارضين حين أقدم على تلويث سمعة السياسي بتهم أخلاقية مفبركة ومحبوكة بقذارة تدلل على مدى الانحطاط السياسي والأخلاقي الذي يقع صدام في مستنقعه، ومن هذه الأسماء التي شملها التشوية العميد الركن المظلي عبد الكريم مصطفى نصرت (بعثي) وفؤاد الركابي (بعثي) وناصر الحاني (بعثي) ومحمد الخضري (شيوعي) وستار خضير (شيوعي) والعديد من الأسماء الوطنية المناضلة والنظيفة التي تمت تصفيتها والإساءة إليها.
ومن ملاكات حزب السلطة الذين تمت تصفيتهم بحوادث مفتعلة عبد الوهاب عبد الكريم وحبيب جاسم وسعد الدلي وخاشع الحديثي وسعدون البيرماني والعديد من هذه الأسماء التي طحنتها عجلة الموت الدوارة بحوادث السيارات المجهولة والتي طالت عائلة أحمد حسن البكر نفسه حيث تمت تصفية شقيق زوجته وابنه محمد . وفي الفصل التالي سنسرد اسماء ضحايا صدام حسين .
نشير هنا الى ان حزبيا يدعى محسن الشعلان كان يحمل رشاشا اليا مع صدام حسين في الهجوم على مقرات الحزب للحرس القومي في تشرين 1963 قد اعدمه صدام هو الاخر بتهمة استمرار علاقة قديمة له مع شقيق أحد المعدومين في وقت سابق ، خلافا للتعليمات التي تقضي بمقاطعة عوائل المعدومين . وهكذا كان صدام يصفي رفاقه السابقين والذين يعرفون تاريخه وماضيه الاخلاقي والتربوي جيدا كي لا يكشفوا سره .
قصرالنهاية
هو قصر الرحاب الذي كان يسكنه الأمير عبدالإله الوصي على عرش العراق، وقد سمي بقصر النهاية لأنه شهد نهاية العهد الملكي في 14تموز 1958، إذ قتل فيه الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله وجدته الملكة نفيسة (ام عبدالإله) وبعض الأميرات..واستعمل كمعتقل بعد المؤامرة الانقلابية ضد عبدالكريم قاسم في 8 فبراير 1963 وجرت فيه تحقيقات وتعذيب واغتيال.. واستعمل في فترة زمنية مقراً لمديرية السياحة العامة.. ولكنه تحول بعد انقلاب البعث في 17/7/1968 الى معتقل ضم العديد من المعتقلين ومن كل الجهات بعد ان بنيت فيه زنزانات كثيرة ومن اشهر من نزل فيه عبدالرحمن البزاز (رئيس وزارة سابق) وطاهر يحيى (رئيس وزراء سابق) واللواء الركن عبدالعزيز العقيلي (وزير دفاع سابق) وفؤاد الركابي (أول أمين سر قيادة قطرية في العراق) وغيرهم كثيرون وذاع صيت هذا القصر واكتسب شهرته مما كان يجري فيه من شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وصنوفه بأجهزة فنية متقدمة تم استيرادها من ألمانيا (الشرقية) لهذا الغرض. ويقوم على التعذيب جهاز متخصص مدرب جيداً على وسائل التعذيب الحديثة.
بدأت الهيئة التحقيقية قي قصر النهاية أعمالها، وكان باكورة حمامها الدموي بمجموعة من العراقيين النخبة الذين تم اختيارهم عشوائياً على أساس أنهم المؤثرون الذين يمكن لهم التحرك قومياً واجتماعياً بين الناس، مما قد يدفعهم لأحداث حركة أو انقلاب يستحوذ على السلطة ، كما أقدم البعثيون على إعدام 77 ضابطاً ، في 7 شباط 1969 ، بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية بقيادة الزعيم الركن عبد الغني الراوي ، شريكهم في انقلاب 8 شباط 1963 والذي تمكن من الهرب إلى إيران وكذلك عدد من المدنيين العراقيين منهم : جابر حسن الحداد وراهي الحاج عبد الواحد السكر ومحمد فرج والدكتور نظام الدين عارف وغيرهم، وبالنظر للأداء الماهر في الجريمة والسرعة في إعدام المذكورين استطاع صدام أن يقنع البكر منح ناظم كزار رتبة لواء وأن يصدر مرسوماً بتعيينه مديراً للأمن العام مكافأة له على نشاطه الاجرامي في التعذيب والقتل .
مشاهدات في قصر النهاية
وقال من شهد قصر النهاية إنه أحياناً كان يؤتى بإنسان يراد قتله، فيربط على الحائط، ثم يؤمر جماعة ممن عندهم السلاح، أن يجربوا سلاحهم فيه، فكانوا يضربونه باعقاب البنادق والمسدسات حتى ينهكوه جسدياً، كسراً وجرحاً وهو يستغيث ثم يطلقون عليه الرصاص حتى يموت.
وأحياناً يترك المعتقل بعد التعذيب يوماً أو أكثر في حالة الغيبوبة ، ثم يُقتل.
وكانوا أحياناً يحرقون بدن المقتول بإلقاء مواد حارقة عليه ثم إشعال النار فيه.
وأحياناً كانوا يثقبون بعض أجزاء جسم من يراد إعدامه كاليد والرجل وما أشبه ثم إدخال حبل غليظ فيه، وجرّه من الطرفين حتى يقطع اللحم والجلد.
مكتب التحقيق
كانت هيئة التحقيق والتعذيب مكوّنة من:
عمار علوش وناظم كزار، وعبد الكريم الشيخلي، صدام حسين التكريتي، خالد طبرة، شاهين الطالباني، كنعان الجبوري، علي رضا باوة، سعدون شاكر، فائق أحمد فؤاد، فاضل أحمد، أحمد العزاوي، وآخرين.
هيئة التعذيب
1- عمار علوش: المسؤول في مكتب التحقيق الخامس وأوامر التعذيب.
2- خالد طبرة: المسؤول في مكتب التحقيق الخامس بعد عمار علوش.
3- شاهين الطالباني: من أعضاء المكتب وكان يعمل كمترجم في القسم الكردي في مديرية الإذاعة والتلفزيون العامة حتى 18/ تشرين الثاني/ 1963 وهو شيوعي معروف.
4- فؤاد محمد: شيوعي سابق يقوم بتعذيب المعتقلين.
5- مهدي عبد الأمير: أحد الشيوعيين الخطرين، طرد من الوظيفة بعد 18/ تشرين الثاني/ 1963م وكان يعذب المواطنين ويجمع الرشوات.
6- أحمد العزاوي (ابن أبو الجبن): كان يقوم بالتعذيب والاعتداء على النساء وجمع الرشوات.
7- فاضل أحمد (فاضل الأعور): عامل في مصلحة نقل الركاب كان يقوم بتعذيب المعتقلين وجمع الرشوات.
8- فائق أحمد: مسؤول في جهاز استخبارات المكتب الخاص لمنطقة الكرخ والكاظمية وكان يعمل في مصلحة الكهرباء الوطنية ويقوم بالتعذيب.
9- عباس الخفاجي: كان يقوم بتعذيب المواطنين.
10- هادي: مهندس في مصلحة الكهرباء الوطنية كان يقوم بالتعذيب.
11- أمين عبد الله: كان يقوم بتعذيب الموقوفين القوميين.
12- عدنان ثامر: طالب مدرسة ويسكن الأعظمية قرب جامع الإمام الأعظم وكان يقوم بالتعذيب.
13- كنعان أحمد: كان يعمل في استعلامات المكتب الخاص ويعذب الموقوفين.
14- سعدون شاكر: يعمل في استخبارات المكتب في قطاع مدينة الثورة ثم نقل إلى قطاع الكاظمية ومنها إلى قطاع الأعظمية.
15- ملازم قتيبة الآلوسي: كان عضواً في مكتب التحقيق الخاص واشترك في التعذيب وجمع الرشوات.
16- يونس: عامل في مصلحة نقل الركاب كان يقوم بالتعذيب.
17- رمزي جرجيس يوسف: مسؤول عن التعذيب والاعتداء على النساء.
18- زهير مهدي: مسؤول عن التعذيب.
19- راجح عزت: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
20- رافع نعمان: مسؤول عن التعذيب.
21- علي كزار: مسؤول عن التعذيب.
22- نشأت يعقوب: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
23- قحطان شاكر: مسؤول عن التعذيب.
24- أحمد خير الله: مسؤول عن التعذيب.
25- غسان حمد: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
26- عدنان علي: مسؤول عن التعذيب.
27- رضا مهدي: مسؤول عن تعذيب القوميين.
28- خالد رشيد: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
29- يوسف أحمد السامرائي: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
30- أحمد خالد: مسؤول عن التعذيب.
31- عدنان الوكيلي: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
32- ضياء أحمد: مسؤول عن تعذيب القوميين.
33- عبد الجبار حمزة: يعمل محققاً.
أنواع التعذيب
أما أنواع التعذيب في معتقلات صدام فكثيرة منها:
1. قلع العين.
2. صلم الأذن.
3. جدع الأنف.
4. تسمير الأذنين بالحائط، بحيث لا يقدر المعتقل من القيام أو الجلوس أو المنام كذلك وإذا أراد تغيير حاله انشقت أذنه.
5. كسر اليد.
6. كسر الرجل.
7. كسر سائر عظام الجسد.
8. ضغط الجسد تحت المكبس.
9. قلع أظافر اليد أو الرجل.
10. نتف شعر الرأس أو اللحية.
11. شد الخصي بالحبل وجرها جراً عنيفاً، بحيث يغمى على صاحبها أحياناً، أو يموت أحياناً.
12. ضرب الخصي حتى الفتق.
13. ادخال أنبوب في الذكر شبيه بما يدخل فيمن من أبتلي بحصر البول، فيجري منه الدم والقيح والبول
14. حبس المسجون في غرفة مظلمة لا يرى الضوء لعدة أيام حتى تعمى عينيه.
15. حرق شعر الرأس واللحية.
16. إطفاء السجائر ببدن المعتقل.
17. اغتصاب النساء.
18. التعدي الجنسي على الرجال.
19. إحضار زوجة المعتقل أو أمه أو أخته واغتصابهن أمام عينيه.
20. كسر الأصابع.
21. الفلقة للرأس.
22. الفلقة للرجل.
23. سد الباب على اليد أو الرجل أو الإصبع.
24. الضرب بخراطيم الماء.
25. تشريح البدن وجرحه بالموس.
26. قطع بعض اللحم وصب الفلفل أو الملح عليه.
27. تعليق الرجل أو المرأة منكوساً عارياً.
28. تعليق المرأة من ثدييها.
29. التعليق من شعر الرأس.
30. عدم إعطاء الماء المعتقل في الحر الشديد لعدة أيام، وقد مات أحدهم بذلك بعد أن منعوه من الماء في حر تموز سبعة أيام.
31. إعطاء الطعام الحار للمريض ثم منعه من الماء.
32. تسميم المعتقل بالسموم المضافة الى الطعام .
33. حبس المعتقل في غرفة ضيقة بحيث لا يتمكن من القيام ولا النوم.
34. وضع المعتقل في غرفة ممتلئة ماءً إلى حد الخصر أو ما أشبه حتى لا يتمكن من الجلوس أوالنوم.
35. طرح المعتقل عارياً على الزجاج المكسور.
36. غرز المسامير في البدن.
37. الرفس بالرجل وأحياناً كان يجتمع على المعتقل الواحد خمسة أو ستة من الجلاوزة يرفسونه لمدة ساعة أو ما أشبه.
38. صفع الوجه إلى حد تورّم الخد وأحياناً إلى حد العمى.
39. صب حامض النتريك الحارق (التيزاب) على الجسد.
40. شد رجل المعتقل والقاءه في البئر فجأة.
41. قطع العضوالذكري للرجل (الجب).
42. سل الأنثيين (الإخصاء).
43. إجلاس المعتقل على أرض حارة أو حديدة ساخنة جداً.
44. أمره بالمشي في القير المذاب الساخن .
45. التغطيس في الماء لمدة دقيقة أو أكثر.
46. التغطيس في البول والنجاسة لمدة ثوان.
47. إلصاق صفحة حديدية حارة بجسمه.
48. الكي بالمكواة الكهربائية.
49. ألامر بالركض لمدة ساعة أو أكثر ركضاً سريعاً ومتوالياً، وخلفه الجلاوزة يضربونه بخراطيم الماء.
50. ألامر بالمشي في الشوك.
51. عدم السماح بالاستحمام حيث الهواء حار جداً، حتى يتأذى جسمه من العرق.
52. التجويع لعدة أيام.
53. اعطاء المأكولات المجرحة للفم كالعاقول وما أشبه.
54. الحمام البارد حيث يصب فوق رأس المعتقل ماء بارد قطرة قطرة وبشكل متوال حتى يفقد عقله.
55. الحمام الحار.
56. صب الماء الحار جداً على جسم المعتقل.
57. صب الماء البارد جداً على جسم المعتقل.
58. صب الزيت المغلي في الفم وفي الأذن، وقد صم أحدهم من جرّاء ذلك.
59. عدم إعطاء السجين وسائل الدفء في الشتاء وأحياناً جعله عارياً حتى يزرق جسمه.
60. الحقن بإبرة طبية يصاب من جرائها بالشلل النصفي.
61. سلّ اللسان بكلاّب حتى تنقطع عصبه، كما أحدثوه ببعض الشخصيات.
62. تجريد المعتقل من ملابسه، حتى يضطر المعتقل أن ينام عارياً على الأرض في الشتاء او الصيف.
63. أمر المعتقل أن ينظّف المراحيض أو الأرض بيده وثوبه.
64. كي أطراف الأذن والرقبة والفخذ والعورة بمكواة خاصة.
65. تغطية رأس المعتقل بخوذة يجري فيها التيار الكهربائي، حتى يظن أن مخّه قد تناثر من شدة الألم.
66. جعله في غرفة سقفها قريبة من الأرض جداً حتى يبقى لذلك في حالة التمدد لعدة أيام.
67. التعذيب الروحي بسب دينه ومذهبه ومقدساته.
68. وضع غطاء على الرأس متصلاً بالتيار الكهربائي حتى يظن أن عينيه تنقلعان.
69. غرز الأبر في الجسم.
70. صب (التيزاب) الحارق على المواضع الحساسة من الجسم.
71. الحيلولة دون نوم المعتقل.
72. شد الاليتين قرب بعضهما حتى لا يتمكن من التغوط.
73. ربط إلاحليل بخيط حتى لا يتمكن من التبول.
74. تكليف السجين الوقوف تحت الشمس في أيام الصيف الحارة جداً.
75. إلقاء النجاسة على رأسه ثم عدم السماح له بالاستحمام حتى يتأذى من الوسخ والعفونة.
76. الضرب بأعقاب البنادق.
77. الصعق بالتيار الكهربائي في مواضع خاصة من جسمه وخاصة التناسلية.
78. وضع آلة في فمه حتى لا يتمكن من سدّ فمه.
79. ترك القراحات الشديدة على الجسم دون علاج.
80. كسر الأسنان وقلعها.
لكن بعض هذه الأنواع من التعذيب كان يعذب بها من لا يراد إطلاق سراحه نهائياً، بل يراد إعدامه. وقد كانت من قسوة جلاوزة البعث وجلاديه أنهم كانوا يصورون ويوثقون إعمال التعذيب ويعرضوها على المعتقلين حتى الأبرياء منهم لأجل الإرهاب وإيجاد الرعب فقط للسيطرة على الشعب بالارهاب كما تستخدم هذه الافلام كوسائل ايضاح للتدريب على التعذيب للوجبات الجديدة من السفاحين ويحتفضون بالافلام في مديرية المخابرات والامن .