صباح ابراهيم
الفصل السابع عشر
ضحايا الشعب الكردي
دفن الكرد احياء في مقابر جماعية
الحرب على الكرد
الملا مصطفى البارزاني
جرت محاولة اغتيال الزعيم الكردي [الملا مصطفى البارزاني ]عام 1971 بتدبير من مدير الامن العام ناظم كزار ، وبتوجيه قيادة البعث الحاكم للتخلص من القيادة الكردية المتمردة على السلطة .وذلك بتفخيخ جهاز تسجيل واخفاءه في ثياب احد رجال الدين الموفدين لمقابلة مصطفى البارزاني في مقر اقامته . وقد نجى من هذه المحاولة التي قتل فيها تسعة من الوفد الديني المرسل مع السائقين و كردي كان يقدم الشاي للضيوف اثناء الانفجارو14 جريح .
مسعود البارزاني
في الثامن من كانون الثاني عام1978، جرت محاولة اغتيال مسعود البارزاني في فينا من قبل عناصر جهاز المخابرات الصدامي ، ، تابعوه الى بناية كان يزور فيها صديق له وانتظروا خارج البناية التي يقيم فيها ، وما ان نزل عدد من ضيوفه من البناية حتى امطروهم بزخات من الرصاص معتقدين ان مسعود بينهم . وشاء القدر ان يتأخر مسعود في الخروج فلم يصب بأذى ، فجرح اثنان من الضيوف ومن بينهم آزاد عضو قيادي في الحزب الالديمقراطي الكردستاني .
ادريس البارزاني
جرت محاولة لاغتيال النجل الاكبر لمصطفى البارزاني ( ادريس) بضرب سيارته في بغداد ولكنه لم يكن متواجدا فيها .
صالح اليوسفي
اغتيل في منزله ببغداد صباح يوم 21/6/1981 من جراء فتحه رسالة ملغومة وصلت أليه بالبريد بتدبير وتخطيط من مدير المخابرات آنذاك المجرم برزان ابراهيم التكريتي ، حيث قطعت يداه ومنعوا عنه الإسعافات اللازمة.
دارا توفيق
الشخصية السياسية والثقافية والصحفية المرموقة ، رئيس تحرير جريدة التآخي للمدة من (1970-1974) ، كان عضوا في الجانب الكوردي المفاوض خلال السنوات الاربع التي تلت اتفاقية الحادي عشر من اذار، عين مديراً عاما للمنشأة العامة للنقل النهري لكونه مهندس مدني ، توجه الى دائرته كالعادة.. ولم يعد دارا ظهرا الى البيت ولكن دائرته سجلت انقطاعه عن الدوام الرسمي بتاريخ 5/11/1980فقد اختفى من الوجود بفضل اجهزة صدام القمعية.
الحرب الشاملة على الكرد وحملات الانفال
في آذار 1974 قام عملاء السلطة بتفجير سلسلة من القنابل في مدينة أربيل، مما جعل إمكانية تلاقي القيادة الكردية مع حكومة البعث بعيد المنال. وعند انتهاء فترة السنوات الأربع المحددة لتطبيق الحكم الذاتي المعلن في 11 آذار عام 1970. كان التباعد في وجهات نظر الطرفين حول تطبيق اتفاقية 11 آذار قد اتسع كثيراً، وأصرّ البعثيون على تطبيقها بالشكل الذي يريدونه هم، ورفضت القيادة الكردية فرض الحلول البعثية، ولجأت إلى حمل السلاح مرة أخرى، وبدأ القتال من جديد، وشن الجيش حرباً جديدة ضد الشعب الكردي، مستخدماً الطائرات والدبابات والصواريخ وكل الوسائل العسكرية المتاحة لديه، فدمروا مئات القرى، وشردوا مئات الألوف من أبناء الشعب الكردي، إضافة إلى عشرات الألوف من الضحايا .
بعد توقيع صدام حسين وشاه إيران على اتفاق الجزائر في 16 آذار 1975، قامت حكومة البعث بنفي الألوف من أبناء الشعب الكردي إلى المناطق الجنوبية من العراق وفي الصحراء!! وأفرغت مناطق الحدود من الوجود الكردي، وجمعت الأكراد في مجمعات سكنية إجبارية، وهدمت جميع القرى القريبة من الحدود الإيرانية والتركية، وكذلك جميع القرى المحيطة بمدينة كركوك.
كما زج البعثيون بعشرات الآلاف من الأكراد في السجون وجرى إعدام المئات منهم، ومات في أقبية التعذيب، في مديرية الأمن العامة، وزنزانات هيئة التحقيق الخاصة في كركوك والموصل ودهوك والسليمانية وأربيل المئات منهم، وتحول الألوف من الشعب الكردي من عناصر منتجة إلى عناصر مستهلكة بعد أن تركت مزارعها ومواشيها وانهار اقتصاد كردستان. ( حامد الحمداني / من ذاكرة التاريخ )
عندما سال بعض الأكراد عن مصير أقربائهم كانت تعليمات مديرية الأمن العامة في كتابها في 25/9/1990 تنصح بالأجابة” تكون عبارة (لم تتوفر لدينا معلومات عن مصيرهم ) بدلا عن عبارة (وقبض عليهم في عمليات الأنفال البطولية ولازالوا محجوزين حاليا).”
لم يقتل الضحايا فقط، بل شطبوا من على وجه الأرض من قبل نفس السلطة التي لاتتوفر لديها “معلومات عن مصيرهم”. اختفوا كانهم لم يوجدوا أصلا. لاشي يجب أن يذكر أحد بهم ، لا فاتحة…. لا حتى قبر….
أعدام كوكبة من الكرد في بغداد يوم 4/5/1974
( ليلى قاسم حسن ، جواد مراد الهماوندي ، نريمان فؤاد مستي ، آزاد سليمان ، حمه ره ش ) قد سجلت سابقة لا نظير لها في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية ، إذ تم إعدام أول فتاة عراقية من كردستان بعد تعرضها لتعذيب وحشي من مخابرات نظام بغداد . أول امرأة تعدم علناً في الشرق الأوسط عام 1974 وكانت عملية بشعة .. تبعها إعدام المئات ودفن الآلاف منهن في المقابر الجماعية بامر من صدام حسين وازلامه .
ضحايا الحرب العراقية الإيرانية
نشبت الحرب بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988،أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية آنذاك اسم قادسية صدام تمجيدا لقيادة صدام للحروب العبثية ، خلفت الحرب من الضحايا نحو مليون قتيل واكثر من 30 الف اسير عراقي وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي ودمار للاقتصاد والبنية التحتية ووتوقف صادرات النفط ، دامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحده من أكثر الصراعات العسكرية دموية أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة.
وكان من ضحايا هذه الحروب مئات الالوف من الجنود والضباط العراقيين المقاتلين في الجبهات اضافة الى اوامر صدام حسين باعدام المئات من كبار قادة الجيش بمختلف الرتب العسكرية من اللذين كانوا يخسرون المعارك او يشك بولائهم او ممن عارضوا استمرار القتال دون جدوى .
كما امر صدام باعدام المتخلفين والهاربين من الخدمة العسكرية والجيش الشعبي اثناء الحرب وتشكيل فرق الاعدامات الميدانية وتخويلهم صلاحية تنفيذ الاعدام الفوري لكل عسكري يترك ارض المعركة ويعود للمقرات الخلفية هربا من جحيم الموت او الاسر.
غزو الكويت
غزا صدام دولة الكويت ، حيث استباح حرماتها وقتل الآلاف من شبابها وشرد اهلها واغتصب نسائها ، وحول مختبرات كليات وجامعة الكويت إلى سجون وورشات تعذيب وإعدامات وقتل وتمثيل تخجل منها الإنسانية. ولم يكتف بذلك بل أنه واولاده واقرباءه سرقوا كل شيئ وحتى أعمدة الضوء في الشوارع وأجهزة التبريد والبنوك والمصارف والسيارات والذهب والخيول والقطع الفنية من دار الآثار الإسلامية والارشيف الحكومي .
كما أنه قتل البيئة ولوثها عندما أحرق كافة آبار النفط بحيث تلوث الهواء ومياه الخليج وماتت الأسماك والسلاحف.
لدى إحتلال صدام للكويت بتاريخ 2 أغسطس عام 1990 قام بالهجوم على المملكة العربية السعودية للإستيلاء على آبار النفط ، واقتحمت قواته الأراضي السعودية ودارت معركة حامية في مدينة أومنطقة الخفجي راح ضحيتها أعداد كثيرة من السعوديين والعراقيين إلى أن ردت
قوات التحالف القوات العراقية وطردتهم من الأراضي السعودية.
وبعد انهيار الجيش العراقي في الكويت بسبب الضربات الجوية والبرية الصاعقة حدث انسحاب غير منظم للجيش واصبح مصيدة سهلة للقوات الجوية الامريكية والبريطانية وقوات التحالف الاخرى فاحرقت صواريخ وقذائف قوات التحالف دبابات ومركبات الجيش العراقي اثناء الانسحاب العشوائي وخلفت اكثر من اربعين الف قتيل محترق داخل تلك المركبات العسكرية او متروكا جثثا منثورة في الصحراء . واضيفت هذه الضحايا الى سجل ضحايا الشعب العراقي نتيجة غرور وتهور القائد الضرورة وصكر البيدة صدام حسين