صباح ابراهيم
الفصل الرابع عشر
ضحايا الحزب الشيوعي
في شباط عام 1969، استطاع البعثيون إلقاء القبض على زعيم التنظيم [عزيز الحاج] وأعضاء قيادته، وسيقوا إلى قصر النهاية، أحد أهم مراكز التعذيب لدى البعثيين لإجراء التحقيق معهم، وهناك أنهار عزيز الحاج، وقّدم اعترافات شاملة عن تنظيم حزبه مكّنت البعثيين من إلقاء القبض على أعداد كبيرة من كوادر وأعضاء الحزب، وجرى تعذيبهم بأبشع الوسائل من أجل الحصول على المعلومات عن تنظيمهم، حيث مات العديد منهم تحت التعذيب كان من بينهم القائدين الشيوعيين [متي هندو] و[أحمد محمود العلاق]، بينما انهار القيادي الثالث [ بيتر يوسف] ملتحقاً برفيقه عزيز الحاج، مقدماً كل ما يعرف عن تنظيم حزبه، حيث كافأ البعثيون كلاهما بأن عينوهما سفيرين في السلك الدبلوماسي، في فرنسا والأرجنتين، وذهب ضحية اعترافاتهم عدد كبير من الشيوعيين الذين قضوا تحت التعذيب الشنيع، وزُج في السجون بأعداد كبيرة أخرى منهم .
فشل الجبهة وانفراطها والبعثيون ينكلون بالشيوعيين
لم يكد البعثيون يصفون الحركة الكردية، بعد تفاهمهم مع شاه إيران وعقد اتفاقية الجزائر في آذارعام 1975، حتى بدءوا يشعرون أن مراكزهم في السلطة قد أصبحت قوية، وراحوا يتصرفون وكأن الجبهة غير موجودة، وتوضح هدفهم الحقيقي من قيام الجبهة، ولم يتحملوا وجود شريك لهم في السلطة حتى ولو كان ضعيفاً، بل لم يتحملوا حتى صدور صحيفة علنية للحزب الشيوعي، أو القيام بنشاط جماهيري للحزب، وهم الذين جاءوا بالأساس يوم 8 شباط 963، وعند عودتهم إلى الحكم في عام 968 لتصفية الحركة الشيوعية في العراق.
تصفية قادة وكوادر الحزب الشيوعي
لقد بدأت المضايقات والاعتقالات تتصاعد ضد أعضاء الحزب، وجرى اغتيال العديد من قادته وكوادره، عن طريق الصدم أو الدهس بالسيارات، أو إطلاق الرصاص، مدعين بأنها حوادث مؤسفة !!، وتقيّد ضد مجهول !! وكان من بين القياديين الذين اغتيلوا بهذه الطريقة كل من ستار خضير و محمد الخضري وعبد الأمير سعيد و شاكر محمود .
وشنّ البعثيون عام 1978 حملة واسعة النطاق لاعتقال ما أمكن من قيادات وكوادر الحزب وأعضائه في كافة أنحاء البلاد. وقع في أيدي البعثيين أعداد كبيرة من أعضاء الحزب، حيث جرى تعذيبهم بأبشع الأساليب والوسائل لأخذ الاعترافات منهم حول تنظيمات الحزب، وكان من بين القياديين المعتقلين الدكتور
[ صفاء الحافظ ] والدكتور [ صباح الدرة]، اللذان جرت تصفيتهما تحت التعذيب.
وجرى إعدام العديد من رفاق الحزب، ومات تحت التعذيب أعداد أخرى، وزج البعثيون بالسجون بالآلاف من أعضاء وأصدقاء الحزب.
حسين الرضي
الملقب (سلام عادل) اعلن رشيد مصلح الحاكم العسكري العام (( في 7 اذار عام 1963)) انه تم تنفيذ حكم الأعدام بالرفاق حسين احمد الرضي العراق بعد تعذيب وحشي وتقطيع اطرافه. كما تم اعدام رفاقه في الحزب محمد حسين ابوالعيس , وحسن عوينه وهم قياديي الحزب الشيوعي .
عبد الجبار محمد علي الملقب (جبار الحلاج )
ولد في مدينة خانقين من عائلة فقيرة ، نشأ وترعرع في هذه المدينة العريقة بالتأريخ والمواقف الشجاعة.
كان جبارالحلاج أحد قادة تنظيم القيادة المركزية التي أنشقت بزعامة عزيز الحاج عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ألقي القبض على الحلاج في نهاية الستينات من قرن الماضي تعرض الى أشد أنواع التعذيب في قصرالنهاية ، من قبل جلادين البعث الدموي كل من المجرم المقبور ناظم كزار والمجرم المقبور جباركردي بأشراف صدام حسين ، بقى صامدآ وقويآ متحديآ أولئك الذين قاموا بتعذيبه إلا أنه قتل على أيديهم ، بعد أن ثرمت جسد الشهيد في مفرمة ( مثرمة ) البشرالمستوردة من المانيا الديمقراطية.
محمد الخضري.
تعرضت العلاقة بين البعثيين والشيوعيين إلى الانتكاسة عند إقدام حكومة البعث على تفريق تجمع للشيوعيين يوم 21 آذار احتفالاً بعيد النوروز بالقوة.
كما تم في تلك الليلة اغتيال الشيوعي البارز [محمد الخضري] عضو قيادة فرع بغداد للحزب في أحد شوارع بغداد.
ورغم إنكار البعثيين صلتهم بالجريمة، إلا أن كل الدلائل كانت تشير إلى أنهم كانوا هم مدبريها، وقد أتهمهم الحزب الشيوعي بالقيام بحملة اعتقالات ضد العديد من الشيوعيين في أنحاء البلاد المختلفة. قام صدام حسين باعدام الفي مناضل شيوعي، ووضعهم في خوابي فخارية، ورماهم في نهر دجلة .