مدحت قلادة يكتب:
فترة حرجة من عمر وطن قدم شعبه الطيب الكثير من الدماء ودفع فاتورة الثورة ثم سقط فى براثن تجار الدين الذين نجحوا في خروج مايزيد عن المليوني مصري من الإيمان ! وقد فعلوا ذلك بفسادهم الذي شهد عليه القاصي والداني ..وبإسائاتهم للمسلم قبل المسيحي ..وكأنهم وباء ابتلت به الأمة المصرية لقد برهنت التيارات الدينية على انها تيارات بلا دين ولا منطق وأنهم جماعات أقل ما توصف به إنها “ارهابية ” .
تقتل وتسرق وتنهب باسم الدين المسلمين قبل الأقباط لكن الأقباط كانت فاتورتهم أفدح لأنها كانت فاتورة الدم لقد قدموا شهداء روت دمائهم أرض مصر و دفعوا فاتورة التحول كاملة ولم تسلم دور العبادة من بطش الإرهاب فقدموا كنائس حرقت قاربت على الثمانين ومايقرب من 1000 منزل و37 صيديلة وسفن سياحية ومحلات وصيدليات دفعوا بحب لأجل الوطن قدموا كنائسهم بخورا لأجل بلادهم حسب كلمات قداسة البابا تواضروس الثانى كل ذلك على أمل الأفضل لبلادهم ولأبنائهم .
منذ عقود سبعينيات القرن الماضى الأقباط عاشوا مهددين من تنظيمات اختطفت الدين وسخرته لأجل أعمالها الارهابية فالسرقة والقتل حلل بفتوى شيخ ضرير القلب والرؤية الروحية علاوة على النظر وها هو قابع فى سجون أمريكا بتهمة الإرهاب نسأل الله الا يفك سجنه ، لقد وقعوا فريسة سهلة للجماعات الارهابية وفى عهد الإخوان زادت عليم الاضطهاد وأصبحت السلطات فى يد فئة قليلة ارهابية سلطت عليهم القوانين لخطف بناتهم ووضع ذويهم فى السجون بقوانين سيئة السمعة ” ازدراء الاديان ” بدستور ينهى حق الآخر فى الوجود بمواد عفى عليها الزمن .. ولم يرحلوا إلا بالدماء فسرقوا وحرقوا ونهبوا ممتلكاتهم وكنائسهم ومصادر رزقهم …
وساهم الأقباط فى ثورتين الأولى انتجت عورة أتت بالاخوان والجماعات الظلامية لتحكم مصر عام كامل و تؤخر الوطن عقود طويلة وخرجوا فى ثورة يونيو عن بكرة أبيهم استجابة لنداء الوطن ليستهدفوا من جماعات الارهاب الدينى التى سرقت وحرقت ونهبت .
أقدموا بحب على تغيير ليس النظام فقط بل فكره وتعامله مع قضاياهم التى للأسف أثبتت أنها لم تتغير بل قدموا من آن لآخر من النظام لنهش أجسادهم من تيارات دينية وبلطجية وسط صمت مسؤولى الأمن من وزير الداخلية إلى مدير الأمن وظباط المراكز …تحولت قرى مصر إلى صومال أخرى تنهى سطوة الدولة وسط عجز وتواطؤ أمنى وحكومة تتبع مبدأ ” لا اسمع لا ارى لا اتكلم ” ويقتل الأقباط فى ساحل سليم وقرى اسيوط والمنيا …وتتحكم العصابات المسلحة فى المراكز والقرى فتفرض اتاوة وتقتل وتسرق مع غياب الأمن , إن لم يكن تواطؤه – ليستمر الأقباط فى دفع الفاتورة من أرواحهم وأموالهم ومصادر رزقهم …
ترى من المستفيد من تحول مدن وقري بصعيد مصر للنموذج الصومالى !
ترى هل فقد مسؤلو مصر الحس البشري !
ترى ألا يعلم أولوالأمر أن الاقباط دفعوا الفاتورة كاملة !
أخيرا ألا يعلمون أن في صمتهم إدانة لهم وللنظام الجائر …ألا يعلمون ان أمل الأقباط التغيير ليس فى الافراد بل فى السياسيات …
ألا يعلم وزير الداخلية انه المسؤول عن انتشار النموذج الصومالى فى ربوع أسيوط وقرى المنيا وأنه من الشرف أن يعتذر ويعتزل ؟
Medhat00_klada@hotmail.com