” أبو الويو ”

أبو الويو يعنى انسان ينطق هواءاً ..

شقى الحارة الفاشل يوميا يسمع الناس صوت صراخ فى بيته و تكسير أشياء و بعدها يعم الهدوء, لديه (لورى) شاحنة هى عمله الخاص و قام بزغرفتها و تلوينها و يتباهى على الناس بها و فجأة أصبحت أموره جيدة و ميسورة جداً و دار الشك حول أمره فى الحى الذى يسكنه و عم الهمس حول تجارته المشبوهة. و سفره يوميا لدولة مجاورة و ازدادت أمواله و بدأ بتشكيل مجموعة حوله من الشقاوات و بدأ بشراء العقارات و المزارع المجاورة و لكن قصة الأصوات التى يسمعها الناس لا تزال تسمع كل ليلة, و كان يركن اللورى (الشاحنة) على مرتفع أمام بيته و بدأت تلك المجاميع تسهر عنده فى الليل و يعم الهرج و المرج و تخرج تلك المجاميع من بيته معربدة فى المدينة كلها.

والمشكلة ((صاحب الشرطة)) هو أحد هؤلاء المجاميع و المختار و الدرك و مدير الناحية .. و لم يستطع أحد إيقافه و أتسعت دائرة الشغب و الأذية لأبناء الحى و الأحياء المجاورة و قرر الحى التخلص منهم و ما كان منه إلا قام بشراء بيوتهم بأسعار كبيرة و اضطرت العوائل للبيع طمعاً بالمال و هروباً من الأذى و المشاكل باستثناء شخص واحد لم يستطع اقناعه بالبيع و لا إرهابه: صاحب الدكان “زهران”, هو صديق سابق لأبو الويو و يشترى منه بالدين و يعلم سر الصراخ الليلى, فقرر أبو الويو التخلص من صاحب الدكان “زهران” و قتله و لكن صاحب الدكان كان له ابن شاب شجاع غادر خارج الحى ثم عاد لنصرة ابيه و فى الليل قال الشاب لأبيه: ” اترك لى ابو الويو و سوف أخلص الجميع من شروره.”

قام الشاب بزيارة أبو الويو و استغرب أبو الويو الزيارة و لكن الشاب عرض عليه صفقة جديدة خارج الحى و يتم التسليم بسرية كاملة و بسعر جيد جداً فوافق أبو الويو و على شرط عدم وجود شهود. و التقوا فى بستان بعيد و كان أبو الويو قد جلب معه مبلغ من المال المتفق عليه و طلب تسليم البضاعة و أشار له الشاب انها فى الكوخ و فتح له الباب و دخل أبو الويو للداخل و قال: “أين هى البضاعة؟” فأشار له الشاب بهذا الصندوق, و عندما هم أبو الويو بفتح الصندوق هرب الشاب للخارج بسرعة و لم ينتبه أبو الويو للحدث و فتح الصندوق و فى برهه انفجر الصندوق و قتل أبو الويو.

عاد الشاب مسرعاً للبيت لأنه يعلم بأن ” الشلة” المجاميع, مجتمعة فى بيت أبو الويو فقال لهم: “أبو الويو قد قتل بأنفجار” و لم يصدقوه و قال لهم: “لنركب الشاحنة و سوف آخذكم لمكان الحادث” و صعد الجميع و بعد دقائق قفز الشاب من الشاحنة التى انفجرت بعد لحظة و تم التخلص من كافة أفراد الشلة (المجموعة).

و هنا فقط (فز) أبو الويو, أى قام من النوم مفزوعاً و قال لزوجته إجمعى الحاجات بسرعة علينا ان نغادر هذه المدينة فإننى جداً متشائم .. و فعل ذلك و قبل خروجه شاهد فردى النعال اللذى كانت زوجته تضربه بهم ليلاً و كان هذا هو سر الصوت و الأصوات.

اتعظوا, فالنعال قادم …

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.