القضية في مصر اخذت ابعادا اخرى وحطت رحالها بين مفترق طرق لاخلاص منه اما للحرية والعيش بسلام او لمحرقة موت وانعدام الرؤيا بغيوم ملبدة بزخات مطر احمر وكثبان رمل اسود او دخان يملاء المكان برائحة دم عبيط , الااننا نعول على الحكمة والدراية لدى مؤسسات الدوله وخاصة وزارتي الدفاع والداخليه
وكيف احتوت المشكلة و حاجز خير ومعبر فرح لشرائح المجتمع المصري لما معروف عنها بالحياديه والتصرف بعقلانيه لحماية الشعب والوطن من مهاوي الردى , الا في قضية رجل الدين الشهيد حسن
شحاته فانها اخذت موقفا سلبيا ضدها وسيبقى وصمةعار في تاريخ هاتين المؤسستين , وعامل اخر لعب دورا كبيرا في ازاحة الظالم من عنق الشعب هو طيبة اهلها وتاريخها العريق وعباقرتهاوادبائها وفنانينها وسياسيها الافذاذ يجعلنا مطمأنين لمستقبلها وتجاوز محنها واستدلال الخير بطريقها
كما عبرت غيرها من المحن , وما نراه اليوم من قتال بين الشر والخير والظلمة ولوضوح والارادة والقوة الا دليل على ان الشعب ينبذ الطائفيه والتشدد والتطرف الديني غير المبرر
لان مراحل التاريخ التي مر بها شعب الفراعنة والكنانة والنيل والاهرامات خير شاهد على ذلك وخاصة في عام 1956 او مايسمى بالاعتداء الثلاثي على مصر ومن ثم قرار تأميم قناة السويس وحرب اكتوبرعام 1973
الاان نقطة سوداوية بقيت عالقة في ذهن الشعب لم تمسح من ذاكرته طيلة
السنوات الماضية لما رسمته في جبينها من اثارالنكسه عام 1967وكيف دفع الشعب ضريبتها من تكبيل حريته والخسائر التي لحقت به واحتلال ارضه في سيناء والدماء التي سالت نتيجة لخيانات مدفوع ثمنها انعكست سلبا على نفسية الشارع وتصرفه اليومي , وانكفىء بعدها هذا الشعب ليصحو من جديد بعبوره القناة وتحرير سيناء, واعادة بسمته بالرغم من الشرخ الذي احدثته الحرب
واستفادة منه اسرائيل في مفاوضاتها مع مصر , لم تدم حالة الاستنزاف هذه وانتهت بزيارة السادات لاسرائيل وطوي صفحة من القتال اليومي مع العدو لينعم الشعب بعدها بحرية وامان , على حساب الكثير من ردود الافعال
والمقاطعه العربيه وقلة الدعم المادي العربي لمايعانيه الاقتصاد المصري من تدهور كبير ونسب البطاله المستشري بمايقارب 80% من الشعب وحالة الانكسار النفسي وقلة الواردات يجعل من المستحيل
على المتصدي للمسؤولية من تدارك هذه السلبيات بسهولة اذا لم يكن يمتلك برنامجا علميا واضحا يستطيع
ان يعطي حلولا ولو على مراحل للتخلص من هذه التركة الثقيلة لما يعانيه البلد والشعب من هذه المعوقات الذي.
ارخى بظللاله على مايجري من تناحر وقتال بين الشعب ,وهذا المشهد دفعنا لان نتابع مايجري فيها من اخبار وتحليلات سياسيه من مفكرين
وعباقرة مختصين بهذا الجانب كما يحدث في بلدي من محللين سياسيين لاحصر ولاعدد لهم , المهم ان يظهر
على شاشات التلفاز ليحلل ويفند براحته دون معرفة مسبقة الا القليل منهم , ونتيجة لذلك
شدني صوتا هادر ينبعث من قناة cbc) ) الاخباريه المصريه التي تتربع على عرشها المقدمه الناجحه
لميس الحديدي التي تمتلك صراحة متناهية وتحليل واقعي للاحداث ومعرفة تامة بما يجري وشجاعة قل نظيرها في ابراز الحقيقة ولاغيرها و رافقت ذلك منذ فجر يوم انتفاضة الشعب بساحة الميدان وباقي المحافظات المصريه وكانت شرارتها الاولى سحل العلامه الشهيد حسن شحاته مع اخوته في شوارع زاوية ابو مسلم وقتلهم والتمثيل بجثثهم ليوم المظاهرات في 30حزيران واسقاط مرسي ,وهي تبكي بدموع صادقه وعبرة نابره
نابره واحساس مملؤ وطنيه على ظلم الانسان لاخيه الانسان من قتل وحرق وسحل في الشوارع , وكيفية ادارت الحوارات بمهنيه عاليه وفضح غير مسبوق لهذه الجريمة البشعه بحق الانسان , ليس هي مصر ولاهو شعبها ابدا اننا نعيش عصرا مختلف عما سبقه ويوما جديدا في التفنن بالندمير وسؤ تصرف , تبكي بحرقه
وابكتنا معها بدموع غزيرة معبرة عن مكنونات نفس ابية واصالة وطنية واندفاع حر لابراز الحقيقة ولاغيرها لما
يحدث فيها من جرائم يندى لها جبين الانسانية تحت مسمى الدين والدين منهم براء .
الف تحية لك سيدتي وانت تعبرين عن مكنونات نفس طيبه ووطنيه غالبه وعفوية غير محسوبه
انها مصر ولاغيرها لانها ام الدنيا .وسيكتب لك التاريخ ذلك , نحن في العراق بحاجة لمن يتكلم بهذه الروحية
ويعبر بمثل هذه النبرة ويحاور بحياديه وقوة صوت لميس الحديدي ليتعظ الحكام وننبه الشعب لما يجري حوله
حتى لايكون ضحية أخرى لزمن قد يطول بظلاميته وانعدام رؤياه .
صبيح الكعبي
Alkaape2007@yah00.com