بشار بن سيفور الساريني

أحمد عيّاش18274220122674

 من يقرأ عنوان المقال يخيّل اليه انه يتعلّق بعالم كيمياء من طراز جابر بن حيّان في أزمنة الحضارة الاسلامية الغابرة او لوي باستور في ازمنة الحضارة الغربية المستمرة. لكن الواقع غير ذلك على الاطلاق، لأن الامر يتعلق بحاكم سوريا الذي أضاف الى مآثره ومآثر اسلافه مأثرة قتل أطفال سوريا ونسائها ورجالها بغاز السارين احد انواع الاسلحة الكيميائية المدجج بها النظام الاسدي. وعندما يعلن ان هذا النظام يمتلك أحد أكبر مخزون من الاسلحة الكيميائية في العالم كأنك تتحدث عن صاحب أكبر مكتبة في العالم مع فارق هائل ان الاسلحة الكيميائية هي لقتل الحياة البشرية في حين ان الكتب هي سلاح للقضاء على جهل البشر.

ومن باب أخذ العلم ان مخزون الاسلحة الكيميائية الذي يتربع عليه بشار الاسد هو احد الثروات التي ورثها عن سلفه الذي هدد يوماً إبان حملته على معارضيه وقتل منهم الألوف في حماه في مستهل الثمانينات من القرن الماضي بإبادة دمشق نفسها بالسلاح الكيميائي، اذا لم يرتدع معارضو الحكم، لكنه لم ينفذ تهديده بعدما اكتفى بدفن الآلاف من المعارضين تحت أنقاض حماه. أما الوريث بشار فلم يكتف بإبادة أكثر من مئة ألف سوري بالسلاح التقليدي فلجأ الشهر الماضي الى السلاح الكيميائي في الغوطة بريف دمشق ليبيد ما أمكنه من سكان سوريا، وكأنه يقول للضحايا “من لم يمت بالسلاح التقليدي مات بالكيميائي”، فاختاروا أية ميتة تفضلون. لكن حساباته خابت ولا سيما ان العالم بقيادة الولايات المتحدة الاميركية قرر ان رخصة القتل لا تشمل السلاح الكيميائي فقرر تغريمه ببضعة صواريخ كروز وتوماهوك التي جعلت الاسد يمتلك صفة الغزال بالفرار من مرمى هذه الغرامة.

المساحة الاضافية لحكم نظام الاسد منذ السبعينات من القرن الماضي لبنان ذاق من احد أكبر مخزون في العالم من مادة الـ”سي فور” الذي يتربع عليه الاسد أيضا فكانت التفجيرات المروّعة التي هزت لبنان والعالم مثل تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري عام 2005 بأكثر من طن من المتفجرات من هذه المادة. والـ”سي فور” صارت في لبنان بضاعة رائجة لاخضاع هذا البلد حتى الان مثلما كشفت عنه جريمة التفجيرين الأخيرة في طرابلس. وبيّن التحقيق ان نظام الاسد بأدواته المحلية وراء الجريمة، كما هي حال ادوات جريمة اغتيال الحريري وسائر الجرائم التي عصفت بلبنان منذ ثمانية اعوام. وهكذا صار النظام السوري متخصصا بادوات القتل. فاذا كان يهون عنده استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق فانه يراعي الظرف فيستخدم الـ”سي فور”في لبنان على غرار “لكل مقام مقال”.

لقد آن الاوان لتصفية الحساب مع هذا النظام الذي لا يمتلك واحداً من أكبر مخزون من السلاح الكيميائي في العالم، وربما مثله من الـ”سي فور” فحسب، بل يمتلك أيضاً واحداً من أكبر مخزون من الكراهية للحياة الانسانية في العالم.

* نقلا عن “النهار” اللبنانية

This entry was posted in ربيع سوريا, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.