أولا اعتذر لكم سلفا عن قسوة ذلك المقال ومخالفته الصارخة لما بعقولكم وما استسلمتم له من الأفكار وتوارثتموها….
وأبدأ القول أولا بأنه إن كانت تلك أمة قد خلت فلا تدخلوا طقوسها وأعمالها في حياتنا على انها مقدسات وصلتنا ممن لا يشق لهم غبار…لكن بما أنكم تتخذون من أعمالهم وأقوالهم مناهج فقهية وتربوية فلا تقولوا أبدا عبارة [تلك أمة قد خلت] لتخرسوا ألسنتنا….ولتبقى مناهجكم ومناهجهم الشيطانية هي الفقه السائد وهي محل اعتبار وتقديس.
فهل من نزل فيهم [اقرأ باسم ربك الذي خلق] بينما نجدهم يصرون على عدم تعلم القراءة والكتابة فهل يصح أن نقول بانهم كانوا يسارعون في تنفيذ كلام الله؟.
وهل من نزل فيهم [وما أوتيتم من العلم إلا قليلا] ….ونزل فيهم [وقل ربِّ زدني علما] لكنهم لم يصنعوا عجلة ولا مركبة…. بينما صنع قدماء المصريون قبلهم العجلات الحربية…..أهؤلاء كانوا يسعون لتنفيذ ما نزل من الحق …..أم كانوا لا يفكرون في أي تقدم أو علم؟.
والذين اختلطت عليهم معاني كلمات الله فلم يعرفوا الفرق بين [ الغنائم والأسلاب] فدخلوا الدور والقصور فنهبوها على اعتبار أنها غنائم….بينما الغنائم التي أباحها الله هي الموجودة بميدان المعركة فقط….كدرع العدو المقاتل وسلاحه….أما دخول الدور والقصور لنهب محتوياتها فتلك اسلاب نهى الله عن القيام بها….فهل لم يغرفوا الفرق بين الغنائم والسلاب بينما نحن نقول عنهم بأنهم فقهاء كادوا من فقههم ان يكونوا أنبياء؟…..فمن زيّن لنا تلك الصورة الخيالية عنهم.
والذين قاتلوا مانعي الزكاة….والذين جمعوا الزكاة بالقوة حتى عهد عثمان بن عفان بزعم ان الله تعالى قال [خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها…] فتصوروا أن معنى كلمة [خُذ] هي جمع الزكاة عُنوة [أي بالقوة]……فأين تعلموا تلك المعاني……بل نشأ بعدهم فقه قتل تاررك الصلاة والصيام.
ولن أسهب في تركهم عثمان بن عفان [أمير المؤمنين] محاصرا لمدة شهر بواسطة أشخاص اجانب حتى تم قتله رغم وجود كل الصحابة بالمدينة المنورة.
وكيف يحتفظون بعبد كافر بالمدينة المنورة اسمه [أبو لؤلؤة المجوسي] رغم نهي رسول الله عن وجود الكافرين بالمدينة المنورة…حتى قام ذلك العبد بقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وطعنه أمام أعينهم ثلاثة عشرة طعنة وهم على بُعد متر واحد من تلك المذبحة.
وكيف تركوا جثة ريول الله يوم الإثنبن والثلاثاء بلا دفن حتى انتفخ بطنه الشريف بينما هم يتشاجرون على من يخلفه في رئاسة المسلمين.
وكيف قيل للزهراء فاطمة بأن النبي قال [ ان الأنبياء لا تورث وما تركناه صدقة] بينما يقول ربنا تبارك وتعالى [يرثني ويرث من ىل يعقوب واجعله رَبّ رضيا]….وقال تعالى [وورث سليمان داوود]….فهل تم العبث بأحاديث رسول الله والكذب عليه وباسمه بمجرد وفاته؟!!!.
فهل هذه افعال نقوم بتسمية أصحابها بأنهم سلف صالح؟!!!.
وقيامهم بالهجوم على كل شعوب شمال قارة إفريقيا وشعوب غرب آسيا وشمال أرض الحجاز ونهب ثروات تلك الشعوب وسبي نسائها ووطئهن وخطف عيالها وقتل رجاله ا باسم نشر الإسلام….فأي إله كان يعبد هؤلاء؟!!!.
وقتلهم بعضهم بعضا فصاروا ملاعين ومغضوب عليهم ومخلدين في نار جهنم …حيث قتلوا اربعين ألفا بسيوف بعضهم البعض في معركتي الجمل وصفين…..فهل هؤلاء مؤمنون ام ملاعين نقوم بتبجيلهم….ثم يمنعنا الفقهاء أن نتكلم في تلك المعارك وهذه الحرب التي نشبت بينهما.
وقتلهم كل أهل بيت النبي من الذكور ما عدا واحد تفلت من القتل….وأسر واقتياد كل نساء أهل بيت النبي من الإناث وهن مقيدات بالأغلال…أهكذا يتم التعامل مع من قال الله فيهم [قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى]…فقابلوا المودة بالقتل والأسر والتهجير.
ثم يأت الفقهاء بعد ذلك كله بفقه قهر الناس وإجبارهم أن يقولوا تعبير [رضي الله عنهم] حينما نذكر اسم الصحابي أو الصحابة…بل وتكقير من يمس ذكراهم بسوء…..أليس هذا تصنيم نهانا الله عنه؟….أليس هذا قهر يمارسه الفقهاء؟.
لا اقول بسب الصحابة فذلك فعل الغبياء…لكم أيضا لا أقول بتكفير كل من هو شيعي كما يفعل كثيرر من الفقهاء…..
ولست شيعيا ولا سنيا…فكل تلك المذاهب والفرق إنما هي لتكريس الجهل وتفريق المسلمين وإشراك بالله..فالله تعالى يقول:
ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقووا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون] ….
لكن أنادي بالموضوعية وعدم تصنيم الصحابة والتابعين…فنحن رجال وهم رجال…والعاقبة للتقوى.
وطبعا سأجد فلول الغباء ممن لم يقرءوا كتابا سيعارضوننيي ويعادون هذا المقال…لكن هذا قدرنا أن نعيش وسط الأغبياء كمثل أولئك الذين يدافعون عن كتاب صحيح البخاري بينما هم لم يقرءوا منه حرفا.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي