محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، مخلص العالم ومنقذه من تطرف الوهابية، يحمل بين يديه ملفات إدانتها، وعلى كتفيه معاول هدمها، ونسفها من جذورها، ولأنه من سكان البيت، ويعرف أسرارها ونشأتها وتاريخها، وفى ركابه تسير المؤسسة الدينية، «فندعو له بالتوفيق»، قولوا على الوهابية يا رحمن يا رحيم، وكما قتلت الوهابية ملايين الأبرياء بطول وعرض المعمورة، سيقتلها «بن سلمان» قصاصاً وعدلاً، وسنشيعها بلا مشيعين، وسندفنها ونقبرها فى مقابر الصدقات، أو فى مقبرة مجهولة العنوان بجوار ابنها أسامة بن لادن، حتى لا يعرف المريدون الطريق إليها، وحتى لا تقوم لها قائمة، أو تصبح مزاراً لدراويش الوهابية، فهى لا تستحق الذكرى أو التذكير، وتستحق النسيان والحرق على الديانة الهندوسية، بل ونثر رفاتها فى الأودية والأنهار، وفى كهوف وقمم الجبال، وبين أمواج البحار، فلا يجمعها إنس مرة أخرى ولا جان.
لقد أفشى الأمير السر، وأخرجه من جرابه، وكشف الوهابية وجرّسها على الملأ، وعرى عورتها وسوءتها أمام العالم أجمع، وفضح نواياها ومعايبها، ولأنهم يعرفون حقيقتهم ونجواهم، فلم يعترض منهم أحد على كل اتهاماته وإدانته لهم، بل ويمرون أمامه منكسى الرؤوس، إلى زنازين السجون دون أن ينبس منهم أحد ببنت شفه، فالجريمة ثابتة عليهم، مصورة صوتاً وصورة، الأدلة والقرائن كلها تدينهم، فقد سرقوا الدين كله وصنعوه وزوَّروه، وربوا هؤلاء العلماء الممثلين على منهجهم، منهج التكفير والقتل والسبى باسم الله، وكبروا وسمنوا مشايخهم فى بلادهم، وفى مصرنا البسيطة، فتوحشوا وظلموا وتجبروا، وكما يحاكمهم ولى العهد فى بلادهم ويكشف كذبهم، وجب محاكمة أذنابهم فى بلادنا بنفس التهمة وهى القتل العمد، والجهاد المزيف الذى حصد الأرواح البريئة منذ سبعينات القرن الماضى فى حرب أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا وسيناء، كما أرجوك ألا تنسى يا أيها الأمير ما تصنعه الوهابية فى اليمن!!. السر الذى أعلن عنه ولى العهد فى جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية أثناء زيارته الأخيرة لأمريكا، أن انتشار الفكر الوهابى فى بلاده يعود إلى فترة الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا، حين طلبت دول حليفة من السعودية استخدام أموالها فى نشر الفكر الوهابى لمنع تقدم الاتحاد السوفيتى، ووقف تغلغل الفكر الشيوعى فى دول العالم الإسلامى، وأشهد يا ولى العهد بصدق ما تقول، وما قلته إلى هذا الحد هو الصدق بعينه، ولو كانوا قد سألوك عن حقيقة الحرب الأفغانية وأسرارها، لأخرجت لهم ما فى جعبتك من أسرار هذه الحرب، وهذا التحالف، وكشفت لهم عن السر الأعظم والأكبر فى تآمر الوهابية مع الأمريكان فى حرب الاتحاد السوفيتى، وتفكيكه تحت دعاوى محاربة الإلحاد والملحدين، وأعرف أنك لن تتأخر عن هذا، فما دمت قد عرفت الأولى فقد عرفت الثانية، وما دمت فتحت الكتاب وقرأته فأنت تعرف أسراره، الوهابية منذ نشأتها تبيع فى رقاب العباد وتشترى، ولم نعرف على يديها وعلى أيدى التابعين لها وتابعى التابعين لها أيضاً سوى التجارة باسم الله، وتحصيل المغانم والمكاسب والأموال والسبايا من النساء منذ نشأتها على يد مؤسسها محمد بن عبدالوهاب، وأتحدى أن تكون دعواها لنصرة الإسلام والمسلمين.
الحكاية يا ولى العهد، عهد وميثاق بين الأمريكان والوهابية وبوساطة الراعى الرسمى إنجلترا، أن تتمدد الوهابية كما تشاء فى أمريكا والعالم، عن طريق المراكز الإسلامية والمراكز الإغاثية لجمع التبرعات للمجاهدين الأفغان، ونشر الفكر الوهابى فى جميع ربوع المعمورة، مقابل حشد آلاف المقاتلين من شباب المسلمين فى نهاية سبعينات القرن الماضى، للجهاد ضد الإلحاد والملحدين، وحكومة الكافر بن الكافر محمد نجيب الله فى كابول عاصمة أفغانستان المحتلة من الملاحدة الروس، حتى يتصدع ويتفكك وينفرط عقد الاتحاد السوفيتى. صفقة كما كانت كل الصفقات تتم بين الوهابية والإنجليز، منذ اليوم الأول لنشأة الوهابية، وكان أولها التآمر على أبها والشريف حسين حاكم الحجاز والقضاء عليهما بالتعاون مع الإنجليز. فتمددت الوهابية فى المراكز الإسلامية فى العالم، وفتحت المكاتب الإغاثية لجمع التبرعات للمجاهدين، وحث الشباب المسلم للحاق بأرض الخلافة والبيعة الكبرى فى أفغانستان، وملاحقة الملاحدة من الروس، وشحنوا كل المتطرفين على نفقتهم الخاصة إلى أرض الجهاد، نصف النية تجارة وصفقة، والنصف الآخر للتخلص من هؤلاء المتطرفين الذين يؤرقون الأنظمة العربية وحرقهم فى محرقة الحرب الأفغانية، ففتحوا أبواب الخروج لهم على مصراعيها، داعين لهم وعليهم ألا يعودوا إلى أرضهم مرة أخرى، حتى لو كان الثمن دخولهم الجنة أو النار.
العالم كله يا ولى العهد يدفع تكلفة هذه الصفقة التى خرجت أمريكا فائزة منها دون غيرها، وهى صفقة الجهاد المزيف ضد الإلحاد الروسى، وأقولها صريحة: الوهابية هى البلاء رقم واحد فى العالم، بها دمرت أفغانستان، وانتهكت بها أرض العراق، وشردت بها الأمة السورية، وأبيدت بها ليبيا، وخربت اليمن على يديها، وتعانى منها مصر منذ عودة المجاهدين الأفغان، حتى عودة المجاهدين من الدواعش وهو ثمن لو تعلمون عظيم، وهو ما بدأناه الآن ولأعوام مقبلة. اضرب بيديك ورجليك هذا الصنم وحطمه على رؤوسهم، ربما يشجعنا فى مصر أن نلفظهم من أرضنا دون خوف، وأن نبطل ونوقف هذه الصفقات التى تتم فى الخفاء معهم، ظناً من البعض أنهم قوة لا يستهان بها، أو أن لهم عهداً وميثاقاً، وهم لا حول ولا قوة لهم، ولا عهد ولا ميثاق عندهم حتى يرحلوا ؟
عن/ الوطن القاهرية