صدام إحدى أطروحات أصل داعش

sadamالوطن السعودية: صامويل هليفونت

تنظيم “داعش” ربما يقوده أبوبكر البغدادي، وربما يكون انبثق عن “تنظيم القاعدة في العراق”، لكن السؤال عمَّن هو المسؤول بالفعل عن صعود المجموعة ما يزال موضوعا للجدال.
وتضع إحدى الأطروحات التي تزداد شعبية اللوم في صعود تنظيم “داعش” على الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين.

وكتب المدوِّن كايل أورتون أخيرا في صحيفة “نيويورك تايمز”، أن “أولئك الذين تولوا الأدوار القيادية في المجلس العسكري لتنظيم “داعش” كانوا تطرفوا في وقت مبكر، في ظل نظام صدام حسين”.
وقبل أورتون، صورت ليز سلاي، من صحيفة “الواشنطن بوست” صدام حسين إسلاميا، استنادا إلى تنشيط الممارسات الإسلامية، خلال “الحملة الإيمانية” التي أطلقها عام 1993، بل إنها قالت إنه روج للسلفية، النسخة الصارمة من الإسلام التي يمارسها “داعش” اليوم.

وقال أماتيزا بارام الذي ألف كتابا عن صدام وعلاقته بالإسلام من عام 1963 وحتى 2007، أيضا إن البغدادي هو “من خلق صدام حسين”.

وإحدى الحجج الرئيسية التي تدعم فكرة “صدام أعطانا داعش”، هي أن قدامى المحاربين في جيش صدام وأجهزة مخابراته هم الآن أعضاء في “داعش”.

ولا ينبغي أن يكون هذا مفاجئا، فمنذ عام 2003، انضم البعثيون السابقون إلى طيف متنوع من جماعات الثوار، وليس “داعش” وحده، ثم غيروا ولاءاتهم مع الوقت وفقا للمناخ السياسي -بشكل أساسي- نحو أولئك الذين اعتقدوا أنهم يمكن أن يستولوا على السلطة بنجاح.

ومثل آخرين عبر التاريخ، أوضح العراقيون بشكل متكرر أن لديهم قدرة هائلة على التكيف مع الظروف الراهنة، والإذعان للأيديولوجية السائدة.

بينما تكافح إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتطوير إستراتيجية فاعلة لمحاربة “داعش”، فإن من الحاسم فهم جذور التنظيم الحقيقية -من تحول سابقاته، “أنصار الإسلام” و”جماعة التوحيد”، “الجماعات العاملة في العراق قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003” إلى “القاعدة في العراق”، “المجموعة التي أعادت تسمية نفسها لتكون “الدولة الإسلامية في العراق” عام 2006″.

ومن المهم بالمقدار نفسه، معرفة كيف أن اندماج هذه المجموعات المتمردة التي أصبحت “داعش” في نهاية المطاف، أصبح ممكنا بفعل التطورات السياسية التي جرت في العراق من عام 2010 فصاعدا، والحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011.

وتشكل الروايات التي تربط بين البعثية والسلفية عامل إلهاء فقط، والذي يمنعنا من فهم “داعش” وتطبيق الدروس الصعبة التي تعلمتها الولايات المتحدة في حربها ضد أسلاف “داعش” خلال حرب العراق.

نزكي لكم قراءة : خرافة الأحزاب السياسية العربية

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.