إعداد أديب الأديب 20\12\2014 مفكر دوت اورج
قالت صحيفة “وول ستريت ” الأميركية، انه بعد حادثة اغتيال “خلية الأزمة ” بما فيهم زوج شقيقة الرئيس بشار الاسد, ” أصف شوكت”, مع ثلاثة من كبار المسؤولين, أعلنت المعارضة السورية بدأ عملية نهاية الأسد, وفي واشنطن طلبت إدارة “باراك أوباما” من فرق عمل بوزارة الدفاع الأمريكية, والخزانة بوضع خطط لسورية لمرحلة ما بعد الأسد، كما قال حينها “روبرت فورد،” سفير الولايات المتحدة في سورية آنذاك,.. ولكن ردة الفعل على الارض كانت معاكسة حيث ادى الى مرحلة جديدة أكثر فتكاً متضمنة استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المتمردين والمدنيين”.
ووثقت الصحيفة شهادات ل ” 20 شخصاً ” من مسؤولي النظام ومنشقين وقادة في المعارضة وسياسيين في الدول المجاورة لهم علاقات بالرئيس الأسد، قولهم إن “التفجير نجم عن إنقسام بين صقور عائلة الأسد وحلفائهم المتشددين اللذين يؤمنون بالحل العسكري من جهة، وحمائمهم ومسؤولين يؤيدون الحل السلمي والمفاوضات مع المعارضة من جهة أخرى.
ولكن بعد ان سيطر الثوار في حمص على بعض الأحياء بالقوة, واللذي هدد بقطع الطرق التي تربط دمشق مع الموانئ البحرية, قام شوكت ,في ديسمبر/ تشرين الثاني 2011، بزيارة اثنين من قادة الأجهزة الأمنية في حمص، لتدبير لاجتماع مع نشطاء المعارضة، ورجال الأعمال، والقيادات الدينية والمجتمعية .. وقالت الشخصيات التي حضرت إن “شوكت كان الأكثر اهتماماً بوقف إطلاق النار وقام بلفتات تصالحية، كالسماح لسيارات الإسعاف بإجلاء القتلى والجرحى، وهو ما تم حظره لاحقاً من قبل الصقور في النظام.
الضابط السوري المنشق فراس طلاس قال للصحيفة: “قوة شوكت تضاءلت بعد وقت قصير من عودته من حمص، ولكنه عندما أصر على الاحتفاظ بمهامه وصلاحياته، بدأ الصدام الحقيقي داخل العائلة”.
الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط قال : ” اعتقد هم من تخلصوا من شوكت لأنهم كانوا خائفين منه”، وكان قد قال في وقت سابق انه أثناء لقائه مع الأسد في يونيو/حزيران عام 2011, قال له الأسد في نهاية الاجتماع:” لا أريد من الناس أن يحبوني، أريدهم أن يخشوا مني”… بينما اكد طلاس والناس الذين يعرفون أفراد من عائلة الأسد، إن “شوكت كان يشكل تهديداً محتملاً للرئيس من بين المقربين للنظام”, ويغمزون انه في يوم التفجير كان الجنرال ” قاسم سليماني” قائد فيلق القدس الإيراني موجود في دمشق, و “حسن نصر الله”، قائد ميلشيا “حزب الله”، خاطب أنصاره في ضاحية بيروت في الذكرى السنوية لحرب عام 2006 مع إسرائيل, أي كلهم تصرفوا وكأن شيئا لم يحدث وهذا يدل على علمهم المسبق.
اما المكتب الإعلامي للأسد، فقد رفض طلبات الصحيفة لإجراء مقابلة مع رأس النظام، كما رفض اللواء علي مملوك، واللواء ديب زيتون، طلبات منفصلة للحصول على تعليق حول هذا الموضوع, ورفضت السفارة الإيرانية في دمشق، والناطق باسم ميليشيا “حزب الله” في بيروت، إجراء مقابلات مع الصحيفة أو إعطاء تعليق حول هذا التفجير؟
أضافت الصحيفة: “يعتقد مناف طلاس أن النظام على علاقة بالتفجير وانه هو شخصيا قد فر قبل أسبوعين من مقتل شوكت، بعد أن اكتشف عبوات ناسفة زرعت خارج مكتبه واتهم النظام بضلوعه بالتخطيط لاغتياله هو أيضاً”.. حيث قال ” إنه، وشوكت، كانوا من بين الذين يدعون لإجراء محادثات مع كل من معارضي النظام السلميين والمسلحين، وهو موقف يتناقض مع موقف الأسد وقادة الأمن, وان بشار لم ينو القيام بإصلاحات جادة واختار تدمير البلاد وباع سورية للإيرانيين” … وتربط الصحيفة ان بعد الحادثة بدأ توافد الميليشيات الشيعية الأجنبية إلى سوريا، وانضموا إلى مقاتلي ميليشيات محلية مدربة من قبل إيران وحزب الله، للمساعدة في دعم الجيش النظامي السوري.
ونقلت الصحيفة عن أحد النشطاء بالمعارضة قوله: “كان من المستحيل على المعارضين في ذلك الوقت تنفيذ مثل هذا الهجوم و لو سألتني آنذاك لكذبت عليك وقلت لك بأن الأبطال من فعل ذلك ولكن الآن أقول : لا, لقد كنا هواة في ذلك الوقت.. وان الحادثة أدت إلى التفاف المزيد من العلويين حول النظام.
تضيف الصحيفة: ” بعد يومين من مقتل اثنين من المحتجين السوريين في مدينة درعا بتاريخ 18 مارس/ آذار 2011، تلقى طلاس مكالمة من الأسد يطلب منه المشورة, فاقترح عليه إقالة محافظ درعا، وإطلاق سراح جميع الأشخاص الذين اعتقلوا في المظاهرات، واعتقال قائد الأمن المحلي، والتكفير عن عمليات القتل من خلال زيارة يقوم بها إلى المدينة, لان مجتمعنا قبلي، وسوف يثمن بادرته التصالحية هذه! فأجابه الأسد: تمام … ولكن عوضا عن ذلك خطب الأسد أمام البرلمان يوم 30 مارس/ آذار 2011: قائلاً “إنه ليس سراً أن سورية تواجه اليوم مؤامرة كبرى ينفذها أشخاص من داخل الوطن، ومن البلدان البعيدة والقريبة”.
و كان طلاس مسؤولاً عن وحدة قوامها 3500 مقاتل من الحرس الجمهوري مكلفة بحماية الرئيس والعاصمة, تم إرسال حوالي 300 منهم إلى ” دوما” للمساعدة في السيطرة على الحشود هناك, وأن بعض من رجاله أعدموا لرفضهم إطلاق النار على المحتجين, وواحد من أفضل ضباطه، عاد من دوما طالباً إعفاءه من المهمة، فقال له طلاس: “كن صبوراً. لقد وعد الرئيس بحل الأمور خلال ثلاثة أسابيع”. إلا أن الضابط انتحر في اليوم التالي, وتم تهميشه شخصياً من قبل النظام، بعد أن أثارت اعتراضاته على إطلاق النار على المتظاهرين، ودعوته لإجراء محادثات مع قادة المجتمع المحلي المشاركين في الاحتجاجات، حفيظة الصقور المتشددين قي عائلة الاسد, وفي ايار\ مايو عقد اجتماع أخير مع الرئيس وقال له أنا صديقك ونصحتك بعدم اختيار الحل العسكري، بل باتخاذ الحل السياسي، فهو أكثر شمولاً. فأجابه الاسد:” أنت ضعيف جداً”.
مواضيع ذات صلة : إضعاف عائلة الاسد استراتيجية الولي الفقيه