كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن إسرائيل قدمت خلال حرب اليمن عام 1962 مساعدات لقوات الإمام الزيدي، ضد الثورة اليمنية، في سياق الحرب الإسرائيلية في تلك السنوات لإضعاف قوة ونفوذ الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، الذي أيد الثورة اليمنية على نظام الإمام, وأرسل قوات مصرية للقتال في اليمن, وأن السعودية حثت إسرائيل على إرسال مزيد من العتاد لمواجهة عبد الناصر، بسبب مخاوف دول الخليج والأردن على عروشهم, من مد النفوذ الناصري القومي في المنطقة, فاتفقت فيما بينها على دعم نظام الإمام، وأدى التدخل البريطاني في الحرب إلى تعديل موازين القوى ميدانياً، وصولاً إلى حالة من الجمود العسكري عام 1963 في ساحات القتال بين قوات الثورة المدعومة بنحو 60 ألف جندي مصري وبين نظام الإمام ومعسكر بريطانيا، مع بدء تكريس تقسيم لليمن؛ بين الثوار ومصر في جنوب اليمن، ونظام الإمام في الشمال في المناطق الجبلية، … وبالرغم من صعوبة إيصال المساعدات والذخيرة والعتاد العسكري إليهم, فقد طرحت لأول مرة فكرة إنزال المساعدات من الجو، ولكن بما أن موقف البريطانيين المعلن كان عدم التدخل في الحرب، ولخوف الدول “المعتدلة” في المنطقة من رد مصري في حال القيام بذلك، تم التوجّه لإسرائيل من قبل بريطانيا لتقوم قواتها الجوية بإنزال المساعدات والسلاح لنظام الإمام.
وأضافت الصحيفة، أنه تم الاتصال بين الطرف البريطاني والملحق العسكري الإسرائيلي في بريطانيا الكولنيل دان حيرام، عبر عضو البرلمان البريطاني دنيل ماكلين، اثمر عنه عقد ماكلين أول لقاء مع وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، موشيه ديان، في تل أبيب، الذي اثمر عن تقديم المساعدات وإنزالها جواً في 31 مارس 1964، إذ تم إنزال دزينة من الحاويات التي كانت تحمل السلاح والأدوية، وتبعت هذه العملية 13 عملية إنزال مشابهة لتسليح قوات الإمام مع إبقاء العملية كلها سرية للغاية حتى في صفوف قوات الإمام. .. مما اجبر عبد الناصر على الانسحاب ذليلاً مهزوماً … وفي عام 1970 انتهت المعارك نهائياً بانتصار قوات الثورة على نظام الإمام في اليمن. … الصورة ارشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي يتباهى بامتلاك إسرائيل لطائرة الشبح الأميركية اف 35 التي لا تلتقطها الرادارات.