أيهما أكثر نفعاً؟ شرب البول أم شرب الخمر؟ أو أيهما أكثر ضررا شرب البول أم شرب الخمر؟ في الحديث أن الرسول قام من نومه إلى فخارة وبال فيها وقامت أم أيمن دون أن تدري فشربت بول الرسول وحين أصبح عليهم الصبح نادى عليها قائلا : يا أم أيمن ادلقي ما في الفخارة في الخارج فقالت: لقد شربته يا رسول ألله, فضحك الرسول وقال: بما معناه لن يمرض بطنك.
وهل بول الرسول أكثر عافية وصحة من الخمر؟ ثم أن شرب الخمر أفضل من شرب البول الذي قال عنه الرسول بأنه مفيد لصحة أمن أيمن, ولو كان الرسول في زمننا لقال لها الناس ُبأنه يساعدها على تخسيس وزنها أو تنظيف بشرتها من الكَلَف…وهذا ليس غريبا فغالبية المساجين شربوا من بولهم مراتٍ ومرات ومرات كما حدث مع (مصطفى أمين ) في سجن (ليمان الطرة)..و كثيرون هم الصحابة الذين شربوا الخمر ومنهم من شربها تأولا للقرآن تأويلا كما حدث في الحبشة مع (قدامة) الذي ذكره (الذهبي) حين قام (قدامة) للخمر وشرب منه حتى ثمل, وحين سألوه عن السبب؟ قال تأويلا للآية : “ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا” (المائدة :93, وهذا يعني أنه يشرب بأدب وباحترام وجاء في كتاب (فتح الباري) ل(بن حجر),, وأن ثلة من صحابة الرسول اجتمعوا في بيت(أبو طلحة زيد بن سهل) من بيوت المسلمين وهم يشربون الخمر ويرثون قتلى بدر , وكان عُمر( أنس بن مالك) في ذلك الوقت 18 عما أو يزيد عاما أو ينقص عاما وكان يدور بأواني الخمر يسقي الصحابة وهم مصطهجون و(منسمه) معهم على الآخر ,ويغنون وينشدون ويرثون قتلى بدر بأشعار حزينة, وهؤلاء الصحابة كانوا(أبي بن كعب) (أبو بكر بن أبي قحافة) وكان هو الشاعر الذي يرثي القتلى بأشعار حزينة ومبكية ينزل الراكب عن دابته إذا سمعها ليشنف أذنيه بأجمل ما قيل من حزنٍ ومن رثاء , وأبو بكر الصديق هو المعروف أيضا بقصيدته التي مطلعها :
أمن طيف سلمى بالبطاحِ اللواهث؟ بكيتَ بعين دمعها غير لاهثِ؟.
فرد عليه شاعر من شعراء قريش قائلا:
أمن رسم دارٍ أقفرت بالعثاعث؟ بكيت بعينٍ دمعها غير ُحارثِ؟.
وكان من ضمنهم عمر بن الخطاب وأبو (أيوب الأنصاري) و(أبو عبيدة بن الجراح) و(سهل بن بيضاء), والصحابي الأول كان طوال ليله ونهاره قبل الإسلام يسكر في البيت وفي الحانات, والثاني كان مستواه تقريبا من نفس المستوى الثالث والرابع, وليس فيهم رجلا إلا وكان مدمنا على شرب الخمر, ولا يستطيع أحد من أهل السنة نكران هذه الرواية فمن المعروف أن الصحابة كانوا يصلون خلف الرسول في الحرم المكي وهم سكارى ورائحة أفواههم تفوحُ منها رائحة الخمر والكلابُ ترقد إلى جوارهم وهذه الرواية أو الحادثة كانت سببا في تحريم الخمر تحريما قطعيا للمرة الثالثة والأخيرة في القرآن, والغريب أن المسلمين اليوم السُذّج يصدقون بأن عمر بن الخطاب بين يوم وليلة ترك شرب الخمر وكأنه رجل عادي يترك السجائر ولا يقترب منها, إن الإسلام بالرغم من أن نصوصه الدينية حرمت الخمر تحريما قطعيا غير أن الأغلبية كانوا يشربون الخمر لأنهم مدمنون عليه ولا يستطيعون الاستغناء عنه, وكان شرب الخمر والمسكرات هي التي تجعل مخيلة الأعرابي يتخيل الصحراء التي يعيش فيها أنها واحة سريانية من واحات الشام , ولولا الخمر لأنفجر الأعرابي من شدة خوفه ومن شدة الألم الذي يشعر به, ومن ثم تعالوا وانظروا معي في إنسان مدمن على شرب الخمر اليوم هل يستطيع أن يتركها بين ليلة وضحاها؟ المسألة ليست هكذا بل هي صعبة جدا كشرب الدخان والذي لا يستطيع الناس تركه هكذا مرة واحدة, وصحيح أن شوارع مكة بقيت أعواما تفوح برائحة الخمر حين سكب المسلمون كل ما ببيوتهم من خمر في الشوارع والزقاق ولكن هذا لا يعني أنهم تركوها للأبد, فأغلب الصحابة وأكثرهم قربا من الرسول كانوا يشربون كل يوم ولا ينقطع المشروب عنهم ولا للحظة.
وذكر ابن الأثير وهو من علماء أهل السُنة بأن هنالك صحابة شربوا الخمر بعد دخولهم الإسلام وكان الرسول ينهاهم ومن ضمنهم: الصحابي(نعيمان بن عمر) الذي ضربه الرسول على كثرة شربه للخمر حتى جاء صحابي وقال له (عليك لعنة ألله) فقال له الرسول:لا تسبه لأنه يحبُ أللهَ ورسولَه, وقال الحافظ (ابن حجر) في (الإصابة) بأن (أبا الجندل) كان يشرب الخمر حتى في خلافة عمر وكان عمر قد ضربه عليها, وقال مؤرخو أهل السُنة بأن (الوليد بن عقبة) صلى بالمسلمين صلاة الفجر أربعا وهو سكران, وقالوا بأن (ربيعة بن أمية) شرب الخمر في خلافة عمر ومارس (زواج المتعة) ولهذا نفاه الخليفة من مدينة رسول ألله, فهرب إلى هرقل وهنالك اعتنق النصرانية ومات عليها, و(عقبة بن الحارث) ذكره ابن الأثير في مصر قد شرب الخمر وبكثرة,والصحابي (وحشي بن حرب) شرب الخمر ولبس المدلوك ومات غرقا في بركة خمر, و(وحشي) هذا هو الذي قتل حمزة في معركة (أحد) وقتل (مسيلمة ) في حرب الردة.
إن الصحابة ليس جميعهم (عدول) كما نفهم من مصطلحات السنة والشيعة,حتى العدول كانوا يشربون لأن ترك الخمر كتلة واحدة ليس بالأمر السهل, وإن ما يقوله الشيعة عن أغلب الصحابة فيه كثير من الصحة, ذلك أن أهل السنة أيضا يذكرون هم وعلماؤهم تلك النوادر, وهذا ليس غريبا ولا مستبعدا, فالإسلام على أرض الواقع ليس مدينة فاضلة, فكل المذاهب الفكرية والسياسية التي كانت تدعو إلى تأسيس دولة المدينة كان واقعها مخالف للنظريات الموضوعة, فالإسلام كأقوال في عالم والتطبيق في عالم آخر