مؤتمر موسكو ومنع ممثل الوفد السوري إلى المؤتمر من مغادرة باريس بتهمة (بيع الفيز) الفرنسية !!! شهادة شخصية على أساليب الفساد والافساد الأسدي !!!
كثيرا ما نسمع أخبارا عن من هذا النوع (فساد- إرهاب-اختراقات أمنية …) فتبدو مغاجأة للكثيرين، لكن بالنسبة إلينا كسوريين يبدو أن الأمر( منطقي- وطبيعي ) بالنسبة إلى بنية نظام العصابات الأسدي من خلال العينات السورية المكشوفة لدينا (حدسا وخبرة ) بوصفهم اختراقات أمنية لصفوف شبابنا المتظاهرين … نقول حدسا وخبرة ..أي وليس برهانا وتوثيقا قانونيا وحقوقيا حيث وفق هذه البراهين القضائية لا تستطيع أن تثبت اعتقال بعض الناس الذين قضوا ثلاثين سنة سجنا ….
بل وإننا لا نستطيع أن نقنع أصدقاءنا الفرنسيين بحدسنا وخبرتنا بأن الكثيرين ممن يعاملون كرجال معارضة سوريين يعاملهم الشباب المتظاهرون كمندوبين للأمن السوري… حيث أن شبابنا المتظاهرين تعرضوا للضرب من أجل حمل (علم الثورة ) واتهامهم بالخيانة الوطنية ، من قبل بعض المعارضين الذين يعاملهم الأصدقاء الفرنسيون كممثلين للمعارضة !!!
منذ الشهور الأولى للثورة وصلتنا رسالة ترحيب من الفرنسيين، يوافقون فيها على لقاءات يومية مع جهات رسمية وإعلامية لمدة اسبوع، عبر وفد من المعارضين السوريين (سبعة معارضين ) ، وكان بين الأسماء اسم المعارض الممنوع من المغادرة …فكان لنا اعتراض على ذلك الاسم، فتمت الموافقة الفرنسية على الغاء مشاركته، رغم أنا كنا محرجين أيضا أن نعترض –أيضا- لدى الفرنسيين على الممثل السوري المكلف من قبلهم بمرافقة (وفدنا )، في جولتنا على المؤسسات الفرنسية ( الرسمية والمدنية ) بما فيها زيارة مكتب مجلس الرئاسة ..
في هذه المناسبة وجدت لزاما علي أن أدلي بشهادة يعود عمرها إلى خمسة وثلاثين سنة ، تعزز شبهاتنا الدائمة حول الدور الأمني الأسدي (ارهاب الدولة ) في كل ما يتعلق بالسوريين في العالم من عمليات ارهاب وفساد وشراء ذمم عربية وسورية بل وفرنسية، حيث السفارات السورية في العالم هي بمثابة (أجهزة أمنية) لتنظيم هذه العمليات ( ارهاب وفساد الدولة )..
حيث في تقديرنا أن موظفي بعض الدول الغربية يتساهلون ويتواطؤون (فسادا) مع المنظومة الأمنية الأسدية، لأنهم لا يخشون خطورة ذلك… لأنهم يعلمون جيدا أن المخابرات السورية لا تتجرأ على عمليات ارهاب ضد (إسرائيل )، ولذلك لا قلق من اكتشاف عمليات المخابرات الأسدية ضد إسرائيل، فالموساد الإسرائيلي بالمرصاد، ولديه الضمانات الأسدية على ذلك إسرائيليا وأمريكيا ) ….
ومثالي على ذلك، هي تجربتي الشخصي، كوني قد قمت بوساطة تعارف بين ممثل البعث السوري في باريس منذ خمس وثلاثين سنة، وممثل الشرق الأوسط في الحزب الشيوعي الفرنسي حينذاك قبل تركه للحزب الشيوعي ..
قال ممثل الحزب الشيوعي يومها حديثا صريحا وجريئا، فقد قال لممثل البعث: هذه أول مرة أتعرف فيها على ممثل رسمي لسوريا، رغم أن حزبنا (الحزب الشيوعي) لديه في تلك الأيام أصوات تأييد ربع الفرنسيين (20 -25 بالمئة)، ونحن أصدقاء قضاياكم بالضرورة السياسية اليسارية الشيوعية .. وإذا كنتم تريدون رأينا ونصيحتنا لكسب الرأي العام الفرنسي مع قضيتكم الوطنية والقومية في صراعكم مع إسرائيل …فأفضل مدخل لذلك أن تتعرفوا وتتعلموا من خبرة السفارة الاسرائيلية في باريس، طريقة توجهها للفرنسيين كفرنسيين وليس كإسرائيليين، كما تفعلون أنتم العرب بالتوجه للفرنسيين والأجانب كعرب !!!
.وأن تبنوا علاقاتكم مع الجهات الدولية على اسس علاقات الاحترام بين الدول والمؤسسات، وليس شراء هذا الصحفي أو ذاك، هذه الشخصية الاجتماعية أو الدينية أو تلك في مجتمعات ودول الغرب !!!
فوجئت شخصيا بهذ اللهجة الحادة من صديقنا الفرنسي مع مسؤول رسمي لـ(دولة تقدمية)، حسب الوصف الشيوعي حينها لسوريا والعراق …الخ ، وقد سررت من هذا الخطاب ومن صراحته في كشف (ديكية البعثيين ) حينها، لكن صاحبنا المسؤول البعثي الأكاديمي ..بعد خروجنا قال أنه أيضا مفاجا …وأنه برده فشل لهم مهمته الحزبية المكلف بها من القيادة في دمشق ..وهي تكليفه (بشرائه ماليا) ..
تلك هي الطريقة البعثية ،أضيف عليها البعد الباطني الطائفي والاستحواذ على الثروة الوطنية والتصرف بها كما يحلو لهم وبلا حدود، حيث من المتاح لأي مسؤول من بطانات العصابات الداخلية العصبوية الطائفية أن يتصرف بثروات طائلة وهائلة لنفسه ولمن يشاء في خدمة قضية ومصالح السلطة الطائفية الأسدية الرعاعية وحلفائها من الحثالات المدينية الذين نشاهدهم في مؤتمر موسكو (العار) ، لقد عرف التاريخ الكثيرين من الخونة وسيعرف ..لكنهم نادرون أولئك الذين يبالغون في التسفيل والسفالة حد أنهم لا يخجلون من نظرات أطفالهم كما يدعون ابن الأسد أن يفعل وينظر في عيون أطفال سوريا …بل ولا يستحون حتى من عدوهم ان يذهبوا إليه في عقر داره ليقبضوا مكافآت خياناتاهم لشعبهم ووطنهم، واستباحة دم عذاراهم …