تقع الشقه في عنوان : 2 ساحة لا برويير في الدائرة 9 باريس _ فرنسا
بقيت الشقه وصاحبتها مجهولتين 70 عاماً حتى عام 2010 الى أن دلت الشقة على نفسها وعلى مالكتها التي يجب أن نتوقف عندها
(نزكي لكم مشاهدة: أسرار باريس – يوم كانت العاصمة بيد الغانيات!)
مالكة الشقه هي المدام مارثا أو ( مرطه ) دي فلوريان التي ولدت في باريس عام 1864 وكان إسمها عند ولادتها هو : ماتيلد هيلويس بيوجيرون . عاشت حياتها وسط طبقة من الفرنسيين يعرفون بأنهم يقدسون مذهب المتعه ويعتبرون أن الهدف الأسمى من وجود الإنسان هو لكي يشعر بهذه المتعه وهو المذهب الذي شاع في اوربا خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حتى قضت عليه الحرب العالمية الأولى ثم الثانيه
كان لمدام فلوريان عشاق كثيرون من المشاهير ورجال الحكم من بينهم جورج كليمنصو ( قبل أن يصبح رئيس وزراء فرنسا 72 ) وبيير والديك روسو ( رئيس وزراء فرنسا 68 ) وبول ديشانيل ( رئيس فرنسا 11 ) وغاستون دوميرغ ( رئيس فرنسا 13 ) والفنان الإيطالي جيوفاني بولديني
عام 1882 هذه الفتاة وكانت ذلك الوقت تعرف بإسمها الأصلي ( ماتيلد ) وتعمل كمطرزه أنجبت ولدا ً ومنحته إسم عائلتها ( بيوجيرون ) لأنه لم يكن له أب وكانت في 18 من العمر لكن الولد توفي بعد 3 أشهر
عام 1884 أنجبت إبنها الثاني أسمته ( هنري بيوجيرون ) لأن والده لم يكن معروفاً أيضاً أو ربما والده هو المصرفي ( أوغست ألبرت غاستون فلوريان مولارد ) وهو واحد من عشاق مارثا لكنه لم يستطع الزواج منها لأنه كان متزوجاً , ومن هذه العلاقه حملت مارثا إسم ( مدام فلوريان ) كإسم شهرة لها
سكنت مارثا مع إبنها هنري في الشقه التي ثبت عنوانها : 2 ساحة لا برويير في الدائرة 9 باريس _ فرنسا حتى عام 1939 حيث توفيت في هذه الشقه التي أصبحت ورثاً لإبنها هنري الذي منحها الى إبنته ( سولانج بيوجيرون ) 1919 _ 2010
منتصف العام 1940 إحتل الألمان باريس ولأن عائلة بيوجيرون عائله يهوديه فقد فرت سولانج بيوجيرون من باريس وإستقرت في الجنوب الفرنسي ولم تعد الى هذه الشقة مطلقاً حتى ولو في زيارة خاطفه مدة 70 عاماً رغم أنها كانت تدفع إيجار الشقة بشكل منتظم
عام 2010 توفيت الحفيده سولانج بيوجيرون وهي بعمر 91 سنه وتوقف دفع إيجار الشقه عندها طالب أصحاب العماره بفتح الشقه وإخلاء محتوياتها وأبلغت السلطات بذلك فجاءت لجنة مختصه وفتحت الشقه فوجدت كل شيء سليماً وعلى حاله الذي ترك عليه قبل 70 عاماً غير أن أكداس من الأتربه الثقيله كانت تغطي كل شيء
تم جرد أطقم من الأثاث الفاخر وأطقم الصيني المذهبه ومجموعة كبيره من التحف التي لا تقدر بثمن , ومن بين العديد من الأشياء التي تم جردها لوحه تصور مدام فلوريان نفسها وهي ترتدي ثوباً من حرير الموسلين الوردي رسمها لها واحد من عشاقها وهو الرسام الإيطالي جيوفاني بولديني وعليها توقيعه غير أن اللوحه لم تدرج ضمن قائمة اعماله ولم تعرض سابقاً في أي معرض , وتم العثور معها على رسالة غرام مشتعله من بولديني نفسه الى مدام فلوريان تم التأكد من صحتها بالعوده الى كتاب مذكرات كانت أرمله بولديني قد نشرته عام 1951 وتحدثت فيه عن علاقة زوجها بمدام فلوريان
اللوحه مرسومه عام 1888 أي عندما كانت مدام فلوريان في 24 من العمر . تم عرض اللوحه في مزاد للأعمال الفنيه بسعر إفتتاحي قيمته 300 ألف يورو . السعر الذي بيعت به اللوحه صدم الكثيرين من مقتني الأعمال الفنيه , فقد تدافع 10 أشخاص لإقتناء اللوحه وضاربوا على سعرها حتى أوصلوه الى 3 ملايين يورو وهو رقم قياسي عالمي لاتصل إليه إلا ندرة من الأعمال الفنيه