بمقدار تهذيب ميول المرء يكون تهذيب سلوكه , وعلى مقدار تسامحه يكون مقدار قربه من الناس
طفرة عريضه تفصل حياتنا المعاصره عما كانت عليه الحياة قبل حوالي 30 عاماً , ولهذا نرى الكثير من كبار السن ونحن منهم , نطري المراهقين في هذه الأيام على مواهبهم وتعدد قابلياتهم وذكائهم وشطارتهم , فهؤلاء المراهقون بخفتهم في الحركه وتمكنهم من الفعل غالباً ما يكونون ضليعين بالكومبيوتر , يعرفون قيادة السيارات بمهاره , ويمكن لهم حتى الرقص والغناء بمهاره , عكسنا نحن في زماننا حين لم نكن نحصل إطراءاً من أحد إلا حين كنا نوصف بأننا : مثقفون بشكل جيد , ومدركون
مثقف بشكل جيد , كانت تعني أن نكون متعلمين بشكل جيد وراشدين في أفعالنا . أما صفة المدرك فكانت تعني أن تكون لنا أخلاق حسنه . الرشاد والأخلاق الحسنه كانت تعني عند الكثيرين : مواهب متميزه
الأقانيم الثلاثه للحركة الكشفية الدوليه كانت : الحكمه , والنزعه الى الخير , والشجاعه . وهذه الأقانيم الثلاثه كانت تشكل عقيدة الحركة الكشفيه الدوليه للشباب وكل حركات الرواد والطلائع الشبابيه في العالم
من يمتلك الحكمه فهو شخص غير قابل للخلل أو الإرتباك , ومن كان نزّاعاً الى الخير فهو لا يخشى شيئاً, أما من كان شجاعاً فهو ذلك الذي يعيش دون خوف
اذا لم يكن المرء مغروراً أو مخدوعاً بمفاهيم خاطئه , أو خطب فارغه , أو ثقافة كاذبه , ولم يكن قلقاً حول ربح ما أو خسارة ما , أو نجاح أو فشل , ولا يرعبه العيش بعسر ذات اليد وسط مجتمعه , ولا يخاف من مصيبة طبيعيه أو إنسانيه .. عندها نستطيع القول أنه يعيش حياة مثاليه
شباب اليوم طموحون جداً لكنهم يرغبون الحصول على كل النجاح بمجرد خطوة واحده , ومع علمنا بأن لكل صنعة شُطّارها , مع هذا يجب أن يتحلى الشاطر بحسن التعلم والمعقوليه , وقبلهما عليه أن يتحلى بإحترامه للآخرين , وإطاعته للقوانين , وإجتهاده , وإلتزامه , وتفانيه , وتعاونه مع الغير
الأبراج العاليه لا تشيد دون أساسات قويه , والحياة المهذبة النبيله تحتاج الى إتباع تعاليم ممتازه عندما يمتلك المرء زمام قيادة وتوجيه حياته
أن تكون شخصاً شاباً مثقفاً بشكل جيد ومدركاً هو في الحقيقه الأسلوب الوحيد والشرط الأساسي للحياة الناجحه
د. ميسون البياتي