يقول ريتشارد داوكنز :
أكثر من 40٪ من الأمريكيين يعتقدون بأن عمر الأرض هو أقل من عشرة آلاف سنة !، أي يُصدقون جهل الكتب المقدسة، وهذا يقول لنا بأن هناك جهلاً جوهرياً عميقاً في أمور حياتية وعلمية من المفروض أن لا يجهلها غير قلة من الناس غير الأميين .
كذلك يقول :
الأفراد لديهم غايات، وهناك كثير من الأفراد غاياتهم مرتبطة بالدين، وهناك عدد كبير جداً من البشر يحكم الدين حياتهم بالكامل، كل شيء يفعلونه محكوم وموجه بالدين !، ولهذا أقول : نعم … توجد غايات في الدين، وبرأيي أنه شيء مأساوي حقاً أن يهدر بعض الناس حياتهم مُكرسينها لغايات دينية خيالية .
في المناظرة بين ريتشارد داوكنز وجون لينكس، يقول داوكنز في احدى المقاطع :
ـ. أعني …. رُبما يُمكنك أن تُقنعني بوجود قوة خالقة في الكون، أي بوجود عبقري في الرياضيات والفيزياء خلق كل شيء بما فيه هذا الكون المتوسع العظيم ووضع نظرية الكم والنسبية وغيرهما، ولكن … هذا يختلف جذرياً وجوهرياً عن الإله الذي يهتم بالخطايا، والإله الذي يهتم بما تفعل بأعضائك التناسلية، أو الإله الذي يحمل أدنى إهتمام بأفكارك الداخلية وذنوبك أو ما شابه ذلك !.
بالتأكيد لا يُمكنك أن تتصور أن الإله الذي بلغ من العظمة أن يخلق الكون .. سيهمه بأي حال بما تُفكر فيهِ أو خطاياكَ وما شابه !!.
يُجيبه جان لينيكس :
إذن فأنت تعتقد أن الأخلاق غير مهمة !؟.
(( لاحظوا هنا أن جون لنيكس حصر مفهوم الأخلاق بالأعضاء التناسلية والذنوب الدينية كغالبية المؤمنين )) .
يُجيبه داوكنز :
بالطبع لا … انا أنسان، وأعيش في مجتمع بشري، وفي المجتمعات البشرية تُعتبر “الأخلاق” مهمة بالتأكيد، لكننا في كوكب واحد من مليارات الكواكب وعلى مقياس هائل، والإله الكوني الذي خلق كل هذه الكواكب والكون والذي ينشغل بهذا المستوى البشري الساذج لا يتوافق مع المنظور العلمي للكون، بل مع منظور من العصور الوسطى !.
المجدُ للمنطق ، “لا أمام سوى العقل” .
طلعت ميشو . Sep – 8 – 2018