شخصية محمد اليتيم

ولد يتيم الأب وعاش بعد ذلك كل حياته يتيم الأب والأم, لم يكن يجد من يمسح له دمعته أو من يعطيه بعض الحنان ولو كان womenprisonبالتقسيط السنوي لذلك لم يشبع فضوله من الحب ولم تعرفه نفسه مطلقا وفي أول زواج تزوجه بحياته كان ناتجا عن مصلحة تجارية ولم يكن ناتجا عن حب وعلاقة غرامية , لذلك لم يعرف الحنان أو الشفقة أو الرحمة وحتى وإن تلقى بعض الحنان من أقرب الناس إليه كعمه وكجده وكمرضعته إلا أن حنان الأب والأم لا يعوضان أبدا فلا أحد يستطيع أن يعوض حنان الأم والأب وخصوصا حنان الأم,وكل من عاش يتيما مثلي يعرف ما أعنيه وما أقصده وخصوصا إذا كانت الأم هي المفقودة, لذلك بقيت نفسه متعطشة لسفك الدماء والحروب لكي يشفي غليله من الناس أو لأنه لم يكن يأبه بمنظر الحروب والدماء لأنه لم يتذوق من الحنان طعمه ومن الحب بريقه, ولم يكن يعرف الرحمة إلا في بعض الحالات قولا وليس فعلا ذلك أن هذه الشخصية اليتيمة والفاقدة للحنان تلذع كل من يقترب منها بنارٍ حامية وتغريك بالحب ولا تعطيك منه شيئا وتجعلك تجوع ولا تملك أن تشبع لك جوعك ويظهر من الخارج أنها ملتهبة بالمشاعر الدافئة غير أنها من الداخل باردة جدا مثل قمة إيفيرست,إنها على الأغلب تنطبق عليها قواعد الشخصية الهستيرية,تجعلك واهما بأن لديها حلا لكل المشاكل في الوقت الذي لا تستطيع هي به أن ترفع من درجة حرارة الحب والحنان لديها, وكان لمنظر القتل والتذبيح أمامه شيئا عاديا جدا لأنه لا يعرف ما معنى أن تعيش المرأة أرملاً أو أن يعيش الأولاد بدون أب أو أم ,إنها شخصية ذكية جدا في اقتراف الأعمال العظيمة والتي هي تراها شيئا عاديا بل وأقل من عادي, وبما أنه لم يذق طعم حنان الأب والأم في حياته فإنه ولهذه الأسباب كان ينشد أبواب النساء ويقف على أطلالهن أملا بأن يحصل على الحب والحنان الفاقد له لذلك تعددت زيجاته وتلونت بألوان شتى وبأسباب منطقية وغير منطقية غير أننا نعلم بأن نقص الحب والحنان وهم من كانا يدفعان به لتكرار الزواج عدة مرات ظنا منه بأنه في كل مرة سيجد من يعوضه عن الحب والحنان الذي فقدهما,وكان يأخذ من نساءه بعض الحنان غير أنه لم يكن قادرا على رد الجميل وبدل أن يعطي التي أعطته حنانا كان يبادرها بالزواج عليها عدة مرات, وعلى رأي المثل :فاقد الشيء لا يعطيه.

وكان للحب الذي طلبه من كل جميلات عصره اللائي شاهدهن في حياته أثرا كبيرا في نفسه وكان يعشق اللذة ويتصورها في كل شيء أملا منه بأن تطفئ تلك المتعة واللذة شيئا من الألم ومن الأسى الذي يعتملُ في داخل قلبه وكان في كل مرة يقترن بامرأة جديدة في محاولة يائسة لتعويض نقص الحنان الذي تعرض له في صباه ومن المعروف عن الشخصية اليتيمة أنها تفرغ كل احتمالات وجود الحب والحنان في كل شيء تصادفه وأهم شيء هو الجنس لأن متعة الجنس ليس كمتعتها مثيل (واسأل مجرب ولا تسأل طبيب) وأهم شيء أنها تفرغ طاقتها في الجنس وتنغمس به لتعوض الحنان الذي فقدته في صباها, ودائما هذه الشخصية لا تشبع أبدا مهما شربت من الجنس ومهما اعتقدت أنها ستجد الحنان اللازم لها, وبما أن أقرباءه قد تكفلوا بتربيته ورعايته فإنه على الأغلب عاش بحساسية شديدة وكان يجد نفسه غريبا وغير منسجم مع الواقع وهذه الحالة ترافق جميع الأنبياء والكتاب والمفكرين والمبدعين ذلك أن الإبداع نفسه عبارة عن حالة مرضية مزمنة وكل الأنبياء وكل المثقفين يسعون لتغيير الواقع وفق ما يرونه مناسبا لأنهم أصلا غير منسجمين مع هذا الواقع الذي يعيشون به ومن هذا المنطلق يسعى المفكرون لتغيير الواقع بينما البشر العاديين لا يسعون إلى تغيير الواقع لأنهم أصلا منسجمين معه ومتداخلين في داخله ولكن تبقى أنفس المفكرين والأنبياء لوامة بعض الشيء.

والنقد اللاذع الذي كان يوجهه للأصنام وعبدت الأوثان كان جزء من طبيعة شخصيته العدوانية,فأغلب الكتاب الساخرين أو الذين لديهم نقد لاذع للناس وللمجتمع يكون سلوكهم هنا في هذه الحالة عبارة عن ترجمة حقيقية لطبيعة نوعية العدوان الذي يملكونه فللشخصية العدوانية أشكال كثيرة للتعبير عن نفسها ومنها النقد اللاذع للواقع وكان محمد في صباه قبل بدء الرسالة غير منسجم مع الواقع ولم يكن يأبه بدين الآباء والأجداد بل دائما ما يسخر منه أو ينتقده بشدة لذلك هذه الشخصية تبدو جريئة جدا ولا تهاب الملامة ولا تستحي من إظهار عدم إعجابها بالواقع الذي تدوسه تحت قدميها ونتيجة لفقد الحنان والحب في صباه ظهرت عليه بوادر الشخصية العدوانية ومن أهم صفات الشخصية العدوانية أنها تترك في نفسك أثرا طيبا وتدل على أنها شخصية طيبة ومسكينة ومحبوبة وتحب الناس وتحب عمل الخير غير أنها من الداخل ممتلئة بالحقد الدفين الذي لا يستطيع أي أحد من الناس أن يخفيه لها أو يجعلها تنساه, ومن خلال سيرته الذاتية يتبين لنا بأنه كان طيبا وكان يدعو طوال حياته للحب وللخير غير أن أعماله وحروبه وغزواته يكشفن لنا أو كشفن لنا بعد ذلك عن عمق الحقد الذي كان يعمله,وهذه الشخصية العدوانية التي تحولت إلى عدوانية نتيجة فقدان حنان الأب والأم تشكو دائما من الواقع وبأن المجتمع والناس لا يفهمانها على الإطلاق وهذه العلامات إحدى أهم علامات نمو المفكرين والمثقفين والمبدعين وأهمهم الأنبياء فكل الأنبياء كانوا يدعون بأن الناس لا تفهمهم على الإطلاق وبأنهم وحيدوا زمانهم ومكانهم وبأنهم يملكون أدوات التغيير للأحسن وللأفضل ويتهمون المجتمع والناس بأنهم أعداء وليسوا أصحاب, واتهمه أقرباءه بالجنون ولم يكن هذا الاتهام عارٍ عن الصحة لأن عملية الوحي التي كانت تأتيه كانت عبارة عن حالة عصبية أو عُصابية وفي أغلب الأحيان كان يأتيه الوحي وهو نائم على فخذ زوجته ,وكان يأتيه الوحي وهو في حالة غير تلك الحالة ولكن 90% من الوحي كان يأتيه وهو يلقي بثقل جسمه على فخذ زوجه بعد أن يشبع منها رغباته الجنسية وهو يبحث عن الحنان والحب اللذان فقدهما منذ صباه,ولكن ما فيش فايده(بدون فائدة),وكانت حياته كلها عبارة عن ,عنف وندم وغضب وغيرة وعدم انسجام مع الواقع المعاش يوميا.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.