بقلم: آدم دانيال هومه.
ترعرتْ في دارنا التليدة
شجرة توت باسقة
كانت بمثابة شجرة العائلة
على أفرعها
كانت تتوهج أسماء الآباء
والأجداد
منذ آشور الأول
وحتى آخر نجمين متوهجين
جان…
وجورج هومه.
******
لم ألتقِ بالله وجهاً لوجه
ولكنني شاهدته
بكل جلاء ووضوح
في سيماء أبي
لذلك…
كلما قبّلتُ يده
بخشوع…. وإجلال
أطأ عتبة الملكوت.
******
أمي….
الزاخرة بألق النجوم
هي الألف والياء
في أبجدية الكون
يداها مهدان
يتأرجحان بين الأرض والسماء
فأغزل لها
من خيوط الشمس… طرحة.
******
عندما أمعن النظر في مرآة الليل
أرى سطوع الشمس
أكثر إشراقاً
وجمالا
وبهاء.
******
في كل بزوغ فجر
أتذكر قريتي الثكلى
على ضفة النهر المنساب
كصدى الناي الجريح
وكرعشة إلهية.
******
عندما أتذكر باب بيتنا العتيق
في القرية المهجورة
أرى ابتسامات الآلهة
من خلف زجاج السموات
وأسمع زئير عشتار
وهي تعاني آلام المخاض.
******
في السابع من آب
سمعتُ نواح الآلهة
وشممت حريق السماء
ورأيت الملائكة تتسلق سلالم النار
في سيميل.
******
حملتني لجّة الريح
إلى شطآن أرق من هديل الفجر
وجعلتني أتمايل على إيقاع غيمة
تمطر فوق أرض الفراتين.
******
هوايتي… ليلا
تربية آلاف الحباحب
في غرفتي المظلمة.
******
في غرفتي المدلهمة
يحلق عصفور الضوء
ثم
يحط على غص قلبي
فأشم رحيق الأمومة.
******
في قرانا الآشورية المنكوبة
في سهل نينوى
وعلى ضفاف نهر الخابور
لم يبقَ
سوى آثار قبلاتنا
على جدران الكنائس المحطمة
وظلال الأطفال الذين تاهوا
في مجاهيل المغتربات.
******
بقي على ضفة النهر الحزين
عصفور واحد
يمخر عباب ضوء القمر
نحو مرابع الطفولة.
******
دوموزي
اغتسل في بركة الشمس
ومضى يشق طريقه
إلى الموت
بصحبة الله.
******
عندما رأيتها
خارجة من بين هالة الشمس
تغيرت أشكال وألوان أحلامي
أحببتها
كمذاق نسيم الفجر
في الصحراء
وكرذاذ الأزهار
على أكتاف الربيع.
******
أنكيدو
كان يسير وحيداً
على شاطئ السماء
ابتلعته لجّة الموت
ومضى
قبل أن يسدّد ديونه
التي اقترضها من الله.
******
أوروك…
أرض الخلود الطازجة
اصطفاها الله
لتكون مسقط رأسه
تتدفق بالخصوبة والبحبوحة
وتنام على بحر من اليمن والبركات.
******
رأيته يغادر الحياة مسرعاً
خلف ملاكين
نسيا أحذيتهما
على عتبة الباب.
******
أروع برهة
تؤجج في كياني لذّات الآلهة
حين أتلهى بضفائر الشمس
قبيل الغروب.
******
وطني
يستعر في كياني
ويفوح عطر جنائنه
في أرجاء روحي
وتتلاطم أمواج دمي
على سفوح جباله الباذخة.
******
الدكتاتور اللعين المغرور
يأبى أن يغادر العرش
قبل أن يستحم بدماء شعبه.
******
لولا الغارقون في الجهل المقدس
لباع رجال الدين قمصانهم
وسراويلهم الداخلية
من أجل لقمة عيش.
******
أستيقظ كل صباح
على نعيق غراب
يصلي…. أو ينبح
لا أدري
ولكني أعلم جيداً
بأن الجميع يتمنون
أن يتهاوى من عليائه
إلى قعر جهنم
وبئس المصير.
******
الهابطون من الجحيم
بعد أن أدّوا الصلاة
نتفوا ريشه
ووضعوه على الخازوق
فوق شواظ النار
بدأوا البسملة
قبل التهامه بشراهة
منقطعة النظير.
******
الكلب الذي ينبح عليك من بعيد
يبشّرك
بأنك قد وصلت
إلى هدفك الأسمى.
******