حدثني شاهد عيان عن مصيبة حصلت لجاره وهو رجل كبير في السن، حيث يقول “في حينا يتواجد في طرفه البعيد عن البيوت مقهى مشبوه, يتجمع فيه اهل السوابق واللصوص والشواذ! ويباع فيه سرا الخمر والمخدرات! وقد تحول هذا المقهى لبؤرة للإفساد، لكن بعض رواده ممن يتملكون أموال ومناصب وجاه مما جعل المقهى تحت الحصانة، وكان لهذا الجار ولد مراهق في السادسة عشر من العمر، جذبه المكان وبدأ يرتاده, وبعد شهر قبض عليه هو ثلاثة رجال يحاولون سرقة بيت، وألان ابن جاري في السجن وأبوه في المستشفى بعد أزمة قلبية حادة, والسبب ذلك المقهى المشؤوم.
لهذا المقهى نسخ كثيرة جدا في إحياء بغداد, خصوصا في الإحياء الفقيرة وأطراف بغداد، لكن تم السكوت عنها حكوميا وإعلاميا لأسباب لا يعلمها الا الله عز وجل, فلا مؤسسات الدولة المعنية قامت بواجبها,ولا فضائيات الوطن حاربت الحالة السلبية, ولا منابر رجال الدين تمنع الناس من تلك المقاهي, مما جعل الشر ينتشر.
المقاهي المشبوهة والكوفيات غامضة الهدف منتشرة بشكل مخيف، وتعمل بشكل مستمر ومنذ سنوات, فالدولة غائبة عن اي دور أصلاحي لحماية المواطن, مما جعل المسيء يتمادى، خسر الكثيرون شخصيتهم عبر انزلاقهم في هاوية مقاهي الرذيلة ( خمر ومخدرات وشذوذ ولصوصية), نسمع الكثير من القصص المحزنة عن شباب بعمر الورد سقطوا في مستنقع الإدمان والجريمة والانحلال, بعد أن أصبحوا رواد لمقهى مشبوه!
هذه الحالة استفحلت وانتشرت لأسباب عديدة من أهمها:
أولا؛ ضعف دور الحكومة، حيث لم تهتم الحكومة في عملية تنظيم عمل المقاهي, عبر فرض تعليمات مع تشديد المراقبة.
ثانيا: غياب القوى الأمنية عن الإطراف والمناطق الشعبية, فلا تقم بمداهمة للمقاهي المشبوهة, ولا بزيارات دورية تفتيشية, حيث يغيب أي مظهر للدولة, فالأمر ترك للفوضى.
ثالثا: ضعف دور منابر رجال الدين، حيث أهملوا ردع المقاهي المشبوهة وسكتوا بشكل عجيب مع أن الناس تنصت لهم، فلو قام كل شيخ جامع بتشخيص المقهى المشبوه في منطقته وطلب من الناس ردع أبنائهم عن ارتياد المقاهي المشبوهة, لصلح الأمر.
رابعا: ضعف دور الأعلام ، حيث سكت الأعلام عن هذه الظاهرة الخطيرة مما جعل الأمة تغرق، فلو قام الأعلام بهجمة قوية, وبحملة منظمة ضد مقاهي الرذيلة, لتحصن الناس بوعي يحميهم من المشاكل.