يا حرية
أحمد حمادة وحكاية النجاة من الإعدام الميداني والهرب الجماعي .. الجزء الثاني
__ اختار السجان خمسة لاعمال الحفر في نقطة دفاعية عن حرستا ..أنا ووائل سراقبي وفواز بدران ومحمد الخطيب وغسان بلور ..ربطوا اقدامنا بالجنازير بسلسلة واحدة ..استقبلنا الضابط معن وأخبرنا بأنه هو الله .. أبو الموت ..يحيي ويميت .. انهالوا علينا ضرباً قبل البدء بالحفرولم يتوقف الضرب حتى قلنا جميعاً بأن ربنا بشار .. في اليوم الثالث طلب وائل سراقبي من الضابط بأن يرتاح لربع ساعة ..سأل الضابط : ميب بدو يرّيح ..رد غسان بلور: أنا أيضاً .. تم فك الاثنين من السلسلة وفي وضعية القرفصاء تتابع اطلاق الرصاص عليهم من الجنود ثم أكمل الضابط معن وافرغ المخزن في أجسادهم ..حملنا الجثتين الى السيارة التي عادت الى الفرع وأتوا بمعتقلين آخرين .. عبدالمعين الشالط من دوما ومحمد خير النداف من زملكا .. كان جسم عبدالمعين مزرقاً من التعذيب ومحمد خير النداف الخمسيني قد تهالك جسده
أيضاً ..وبدأت حفلة الاستقبال للاثنين . .. تتهاوى عليهم الكرابيج والعصي والحديد والمقدم يسأل مين ربك ..وعبدالمعين الشالط يشير باصبعه الى السماء .. رسموا على صدر عبدالمعين اسم بشار بالبارود واشعلوا فيه النار .. ثم جاء المقدم بكيس من النايلون واذابه على جسده ..بعد خمس دقائق سلم عبدالمعين الروح وانشلّ محمد خير النداف ..حملوا جثة عبدالمعين الى الفرع وجاؤوا بالمعتقل لؤي بلور بدلاً منه ..أما محمد خير المشلول فتم ربطه بغرفة الجنود وصاروا يتبولون عليه ويفرغون على جسده أكياس القمامة ويطلبون منه العواء مثل الكلب .. فيلبي .. الكلمة الوحيد التي نطق بها عبدالمعين في شلله : جوعان … سألنا الرقيب المتطوع : ماذا كنتم تهتفون في المظاهرات …وفي لحظة يأس وشجاعة أجاب محمد الخطيب : كنا نقول يلعن روحك ياحافظ .. حرروا قيده وتم اعدامه بالرصاص الحي مع عبدالمعين .. تم اعدام عبدالمعين لأنه توقف عن العواء . .. لم يقو على العواء ..كان يحتضر