شاعر باكستان محمد اقبال

mohamediqbalد. ميسون البياتي

ولد محمد إقبال عام 1877 وتوفي عام 1938 وهو اكاديمي وشاعر ومحامي وسياسي . ترجع شهرته الى مواقفه السياسيه الداعيه الى فصل الباكستان عن الهند أكثر مما ترجع الى مكانته كأديب أو مفكر

يعرف في باكستان بإسم ( العلاّمه إقبال ) وأنه الملهم لحركة فصل باكستان عن الهند , وهو يتكلم لغة باكستان الرسميه الأوردو كما انه يتحدث الفارسيه بطلاقه وكتب بها الكثير من أشعاره

له معجبون بشعره في كل من باكستان والهند وبنغلاديش وسريلانكا كما يعجب به العديد من كتاب العالم خصوصا ً في الشرق الأوسط ويعدونه فيلسوفاً اسلاميا ًومفكراً معاصراً مثل مصطفى المنفلوطي وأحمد أمين ومصطفى صادق الرافعي وعمر بهاء الدين الأميري

ظهر كتابه ( أسرار معرفة الذات ) عام 1915 باللغة الفارسيه مثلما ظهرت له بالفارسيه كتب اخرى مثل ( أسرار فناء الذات ) و ( رسالة المشرق ) و ( زبور العجم ) أما بلغته الأوردو فظهر له كتاب ( ماذا نفعل يا امم الشرق ) و ( الكليم موسى ) و ( الفتوحات الحجازيه ) اضافة الى ذلك كتب المقالات والخطب باللغتين الأورديه والإنكليزيه تضمنت مواضيع في التقاليد والمجتمع والدين والسياسه

عام 1922 قلده ملك بريطانيا جورج الخامس لقب ( سير ) حين كان يدرس الفلسفه والقانون في بريطانيا فأصبح عضواً في جمعية مسلمي كل الهند فإستغل هذه المناسبه ليلقي خطابا ً يدعو فيه الى إنشاء دولة اسلامية مستقله في شمال غرب الهند وكان ذلك عام 1930

في العديد من دول جنوب آسيا يعد إقبال ( شاعر المشرق ) و ( مفكر باكستان ) و ( حكيم الأمه ) أما حكومة باكستان في ما بعد فقد عدته ( شاعراً وطنيا ً ) وأصبح يوم مولده عطلة رسميه , غير أنه لا يملك من هذه الألقاب غير كونه واجهه للصراع الأمريكي البريطاني للسيطره على شبه القارة الهنديه عن طريق التقسيم شأنه في ذلك شأن محمد على جناح الذي أصبح أول رئيس لباكستان وعلى الجانب الآخر يقف كل من غاندي ونهرو في الهند ..

جميعهم ما هم غير ادوات لتقسيم بلد تعايش فيه المسلمون والهندوس لقرون دون ان تحصل بينهم المشاكل , لكن هذه المشاكل ظهرت حالما بدأت الولايات المتحده الأمريكيه تبحث عن موقع لها في جنوب آسيا وبالتحديد في شبه القارة الهنديه فكان التقسيم بحجة الصراع الهندوسي الإسلامي غير أنه ولحد اليوم توجد مئات الملايين من المسلمين تعيش في الهند ومثلها مئات الملايين من الهندوس تعيش في باكستان

عام 1905 سافر الى انكلترا ودرس في جامعة كمبريدج فحصل على بكالوريوس في الأدب عام 1906 وشهادة في المحاماة عام 1907 بعدها انتقل الى ألمانيا ليدرس الدكتوراه في الفلسفه من جامعة ماكسميليان في ميونخ عام 1908 وكتب في ذلك أطروحه بعنوان : تطور الميتافيزيقيا في بلاد فارس

تأثر إقبال بكل من غوته ونيتشه كما أثرت فيه أشعار جلال الدين الرومي المكتوبه بالفارسيه وبدأ من خلال نظرته السياسيه الداعيه الى فصل باكستان عن الهند بدواعي دينيه يفكر في ( التاريخ المشرق للإسلام ) ويركز في كتاباته عليه تلك الكتابات التي ينشرها الى الأمه وبدأ يزور الجوامع والحضرات الصوفيه من أجل التهيئه لدعوته السياسيه من خلال الدين حيث يعتبر والى حد اليوم هو المؤسس العقائدي لدولة باكستان وتسمى اليوم بإسمه الكثير من الكليات والمعاهد والمستشفيات والمطارات في باكستان

خلال الحرب العالميه الأولى قويت علاقته بدعاة فصل باكستان عن الهند مثل محمد على جوهر ومحمد علي جناح وكان ينتقد حزب المؤتمر الهندي الذي اعتبره منقاداً الى الهندوس وأن الجماعات الإسلاميه فيه إنقسمت بين مؤيد لبريطانيا بقيادة محمد شافي وبين من يدعو الى الإنفصال بقيادة محمد علي جناح

عام 1926 انضم الى المجلس التشريعي في اقليم البنجاب وساند داعية الإنفصال محمد علي جناح وتعاون مع كل الطوائف الإسلاميه في الهند لتشكيل ما يشبه جبهه اسلاميه تنادي بالإنفصال

أصبح محمد اقبال الراعي الأول لصدور صحيفة ( طلوع الإسلام ) وهي صحيفه تاريخيه دينيه ثقافيه مخصصه لمسلمي الهند , وقد لعبت هذه الجريده دورا ً مهما في حركة انفصال باكستان

في السنوات الأخيرة من عمره ضعف بصره لدرجة أنه لم يستطع التعرف على أصدقائه بسهولة ، وكان يعاني من آلام وأزمات شديدة في الحلق أدت إلى خفوت صوته مما اضطره إلى اعتزال مهنة المحاماة لكنه لم يتوقف عن ممارسة نشاطاته السياسيه وعن التأليف وكتابة الشعر

توفي محمد اقبال في نيسان 1938 بينما مشروعه في فصل باكستان عن الهند تأخر اعلانه حتى تم إقرار قانون استقلال الهند في 15 أغسطس 1947 وبذلك حلت الإمبراطوريه الهنديه وتحولت الى 3 جمهوريات هي الهند وباكستان وبنغلاديش

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.